[فصل الألف]
  أَن النبي، ﷺ، بالَ قائماً لِعِلَّةٍ بمَأْبِضَيه؛ المَأْبِضُ: باطن الركبة ههنا، وأَصله من الإِباض، وهو الحبل الذي يُشَدُّ به رسغ البعير إِلى عضده.
  والمَأْبِض، مَفْعِل منه، أَي موضع الإِباضِ، والميم زائدة.
  تقول العرب: إِن البول قائماً يَشفي من تلك العلة.
  والتَّأَبُّضُ: انقباض النسا وهو عرق؛ يقال: أَبِضَ نَساه وأَبَضَ وتأَبَّضَ تقبّضَ وشدّ رجليه؛ قال ساعدة بن جؤية يهجو امرأَة:
  إِذا جَلَسَتْ في الدار يوماً، تأَبَّضَتْ ... تَأَبُّضَ ذِيب التَّلْعَةِ المُتَصَوِّبِ
  أَراد أَنها تجلِس جِلْسةَ الذئب إِذا أَقْعى، وإِذا تأَبَّضَ على التَّلْعة رأَيته مُنْكبّاً.
  قال أَبو عبيدة: يستحب من الفرس تأَبُّضُ رجليه وشَنَجُ نَساه.
  قال: ويعرف شَنْجُ نَساه بِتَأَبُّضِ رجليه وتَوْتِيرهما إِذا مشى.
  والإِباضُ: عِرْقٌ في الرِّجْل.
  يقال للفرس إِذا توتَّرَ ذلك العرقُ منه: مُتَأَبِّضٌ.
  وقال ابن شميل: فرس أَبُوضُ النَّسا كأَنما يَأْبِضُ رجليه من سرعة رفعهما عند وضعهما؛ وقول لبيد:
  كأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ ... وفي الأَقْرانِ أَصْوِرةُ الرَّغامِ
  مُتَأَبِّضات: معقولات بالأُبُضِ، وهي منصوبة على الحال.
  والمَأْبِضُ: الرُّسْغ وهو مَوْصِل الكف في الذراع، وتصغير الإِباضِ أُبَيِّضٌ؛ قال الشاعر:
  أَقولُ لِصاحِبي، والليلُ داجٍ: ... أُبَيِّضَك الأُسَيِّدَ لا يَضِيعُ
  يقول: احفظ إِباضَك الأَسودَ لا يضيع فصغّره.
  ويقال: تَأَبَّضَ البعيرُ فهو مُتَأَبِّضٌ، وتَأَبَّضَه غيرُه كما يقال زاد الشيءُ وزِدْتُه.
  ويقال للغراب مُؤْتَبِض النَّسا لأَنه يَحْجِل كأَنّه مأْبُوضٌ؛ قال الشاعر:
  وظَلَّ غُرابُ البَيْنِ مُؤْتَبِضَ النَّسا ... له في دِيارِ الجارتَين نَعِيقُ
  وإِباضٌ: اسم رجل.
  والإِباضِيّة: قوم من الحرورية لهم هَوىً يُنْسَبون إِليه، وقيل: الإِباضِيّة فِرْقة من الخوارج أَصحاب عبد الله بنِ إِباضٍ التميمي.
  وأُبْضَة: ماءٌ لِطَيِّءٍ وبني مِلْقَط كثير النخل؛ قال مساور بن هند:
  وجَلَبْتُه من أَهل أُبْضةَ طائِعاً ... حتى تَحَكَّم فيه أَهلُ أُرابِ
  وأُباضُ: عِرْضٌ باليمامة كثير النخل والزرع؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد:
  أَلا يا جارَتا بِأُباضَ، إِنِّي ... رَأَيْتُ الرِّيحَ خَيْراً مِنْكِ جارا
  تُعَرِّينا إِذا هَبَّتْ علينا ... وتَمْلأُ عَيْنَ ناظِركم غُبارا
  وقد قِيلَ: به قُتِلَ زيد بن الخطاب.
  أرض: الأَرْض: التي عليها الناس، أُنثى وهي اسم جنس، وكان حق الواحدة منها أَن يقال أَرْضة ولكنهم لم يقولوا.
  وفي التنزيل: وإِلى الأَرْض كيف سُطِحَت؛ قال ابن سيده: فأَما قول عمرو بن جُوَين الطائي أَنشده ابن سيبويه:
  فلا مُزْنةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها ... ولا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقالَها