لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الألف]

صفحة 111 - الجزء 7

  أَن النبي، ، بالَ قائماً لِعِلَّةٍ بمَأْبِضَيه؛ المَأْبِضُ: باطن الركبة ههنا، وأَصله من الإِباض، وهو الحبل الذي يُشَدُّ به رسغ البعير إِلى عضده.

  والمَأْبِض، مَفْعِل منه، أَي موضع الإِباضِ، والميم زائدة.

  تقول العرب: إِن البول قائماً يَشفي من تلك العلة.

  والتَّأَبُّضُ: انقباض النسا وهو عرق؛ يقال: أَبِضَ نَساه وأَبَضَ وتأَبَّضَ تقبّضَ وشدّ رجليه؛ قال ساعدة بن جؤية يهجو امرأَة:

  إِذا جَلَسَتْ في الدار يوماً، تأَبَّضَتْ ... تَأَبُّضَ ذِيب التَّلْعَةِ المُتَصَوِّبِ

  أَراد أَنها تجلِس جِلْسةَ الذئب إِذا أَقْعى، وإِذا تأَبَّضَ على التَّلْعة رأَيته مُنْكبّاً.

  قال أَبو عبيدة: يستحب من الفرس تأَبُّضُ رجليه وشَنَجُ نَساه.

  قال: ويعرف شَنْجُ نَساه بِتَأَبُّضِ رجليه وتَوْتِيرهما إِذا مشى.

  والإِباضُ: عِرْقٌ في الرِّجْل.

  يقال للفرس إِذا توتَّرَ ذلك العرقُ منه: مُتَأَبِّضٌ.

  وقال ابن شميل: فرس أَبُوضُ النَّسا كأَنما يَأْبِضُ رجليه من سرعة رفعهما عند وضعهما؛ وقول لبيد:

  كأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ ... وفي الأَقْرانِ أَصْوِرةُ الرَّغامِ

  مُتَأَبِّضات: معقولات بالأُبُضِ، وهي منصوبة على الحال.

  والمَأْبِضُ: الرُّسْغ وهو مَوْصِل الكف في الذراع، وتصغير الإِباضِ أُبَيِّضٌ؛ قال الشاعر:

  أَقولُ لِصاحِبي، والليلُ داجٍ: ... أُبَيِّضَك الأُسَيِّدَ لا يَضِيعُ

  يقول: احفظ إِباضَك الأَسودَ لا يضيع فصغّره.

  ويقال: تَأَبَّضَ البعيرُ فهو مُتَأَبِّضٌ، وتَأَبَّضَه غيرُه كما يقال زاد الشيءُ وزِدْتُه.

  ويقال للغراب مُؤْتَبِض النَّسا لأَنه يَحْجِل كأَنّه مأْبُوضٌ؛ قال الشاعر:

  وظَلَّ غُرابُ البَيْنِ مُؤْتَبِضَ النَّسا ... له في دِيارِ الجارتَين نَعِيقُ

  وإِباضٌ: اسم رجل.

  والإِباضِيّة: قوم من الحرورية لهم هَوىً يُنْسَبون إِليه، وقيل: الإِباضِيّة فِرْقة من الخوارج أَصحاب عبد الله بنِ إِباضٍ التميمي.

  وأُبْضَة: ماءٌ لِطَيِّءٍ وبني مِلْقَط كثير النخل؛ قال مساور بن هند:

  وجَلَبْتُه من أَهل أُبْضةَ طائِعاً ... حتى تَحَكَّم فيه أَهلُ أُرابِ

  وأُباضُ: عِرْضٌ باليمامة كثير النخل والزرع؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد:

  أَلا يا جارَتا بِأُباضَ، إِنِّي ... رَأَيْتُ الرِّيحَ خَيْراً مِنْكِ جارا

  تُعَرِّينا إِذا هَبَّتْ علينا ... وتَمْلأُ عَيْنَ ناظِركم غُبارا

  وقد قِيلَ: به قُتِلَ زيد بن الخطاب.

  أرض: الأَرْض: التي عليها الناس، أُنثى وهي اسم جنس، وكان حق الواحدة منها أَن يقال أَرْضة ولكنهم لم يقولوا.

  وفي التنزيل: وإِلى الأَرْض كيف سُطِحَت؛ قال ابن سيده: فأَما قول عمرو بن جُوَين الطائي أَنشده ابن سيبويه:

  فلا مُزْنةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها ... ولا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقالَها