لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 145 - الجزء 7

  الغزو؛ قال:

  لوْ وصَلَ الغَيْثُ لأَنْدَى امرئٍ ... كانَتْ له قُبَّةُ سَحْقٍ بِجادْ

  يقول: يُفَرَّقُ عليه فيَخِرُّ بيتُه، قُبَّتُه، فيَتَّخِذ بيتاً من سَحْقِ بِجاد به أَن كانت له قبة.

  وقال في المضاعف: الخَضْخَضَةُ صورته صورة المُضاعَف، وأَصلها معتلّ.

  والخَضْخَضَةُ المنهيّ عنها في الحديث: هو أَن يُوشِيَ الرجل ذَكره حتى يُمْذِيَ.

  وسئل ابن عباس عن الخضخضة فقال: هو خير من الزنا ونكاح الأَمة خير منه، وفسر الخضخضة بالاسْتِنْماءِ، وهو استنزال المنيّ في غير الفرج، وأَصل الخضخضة التحريك، واللَّه أَعلم.

  خفض: في أَسماء اللَّه تعالى الخافِضُ: هو الذي يَخْفِضُ الجبّارِينَ والفراعنة أَي يضَعُهم ويُهِينُهم ويخفض كل شيءٍ يريد خَفْضَه.

  والخَفْضُ: ضِدُّ الرفْع.

  خَفَضَه يَخْفِضُه خَفْضاً فانْخَفَضَ واخْتَفَضَ.

  والتَّخْفِيضُ: مدّك رأْس البعير إِلى الأَرض؛ قال:

  يَكادُ يَسْتَعْصي على مُخَفِّضِه

  وامرأَة خافِضَةُ الصوت وخَفِيضَةُ الصوت: خَفِيَّتُه لَيِّنَتُه، وفي التهذيب: ليست بسَلِيطةٍ، وقد خَفَضَتْ وخَفَضَ صوتُها: لانَ وسَهُلَ.

  وفي التنزيل العزيز: خافِضةٌ رافِعةٌ؛ قال الزجاج: المعنى أَنها تَخْفِضُ أَهل المعاصي وترفع أَهل الطاعة، وقيل: تخفض قوماً فتَحُطُّهم عن مَراتِب آخرين ترفعهم إِليها، والذين خُفِضُوا يَسْفُلُون إِلى النَّارِ، والمرفوعون يُرْفَعُون إِلى غرف الجنان.

  ابن شميل في قول النبي، ، إِن اللَّه يخفض القِسْط ويَرْفَعُه، قال: القسطُ العَدْل ينزله مرة إِلى الأَرض ويرفعه أُخرى.

  وفي التنزيل العزيز: فمن ثَقُلَتْ مَوازِينُه خُفِضَت ومن خَفَّتْ موازينه شالت.

  غيره: خَفْضُ العَدْل ظهور الجَور عليه إِذا فسد الناس، ورفعُه ظهوره على الجوار إِذا تابوا وأَصلحوا، فَخَفْضُه من اللَّه تعالى اسْتعتابٌ ورَفْعُه رِضاً.

  وفي حديث الدجال: فَرَفَّع فيه وخَفَّضَ أَي عظَّم فِتْنَتَه ورفعَ قدرها ثم وهَّنَ أَمره وقدره وهوَّنه، وقيل: أَراد أَنه رفَع صوته وخفَضَه في اقتِصاصِ أَمره، والعرب تقول: أَرض خافِضةُ السُّقْيا إِذا كانت سَهْلَة السُّقْيا، ورافعةُ السقيا إِذا كانت على خلاف ذلك.

  والخَفْضُ: الدَّعةُ، يقال: عيش خافِضٌ.

  والخَفْضُ والخفيضةُ جميعاً: لين العيش وسعته.

  وعيش خَفْضٌ وخافِضٌ ومخفوض وخفيض: خصيب في دَعةٍ وخصْبٍ ولِين، وقد خَفُضَ عَيشُه؛ وقول هميان بن قحافة:

  بانَ الجميعُ بعْدَ طُولِ مَخْفِضِه

  قال ابن سيده: إِنما حكمه بعد طول مَخْفَضه كقولك بعد طول خَفْضِه لكن هكذا روي بالكسر وليس بشيءٍ.

  ومَخْفِضُ القوم: الموضع الذي هم فيه في خَفْض ودَعةٍ، وهم في خَفْضٍ من العَيْش؛ قال الشاعر:

  إِنَّ شَكْلي وإِنَّ شكْلَكِ شَتَّى ... فالزَمي الخُصَّ واخفِضي تَبْيَضِضِّي

  أَراد تَبْيَضِّي فزاد ضاداً إِلى الضادين.

  ابن الأَعرابي: يقال للقوم هم خَافِضُون إِذا كانوا وادِعينَ على الماء مقيمين، وإِذا انْتَجعوا لم يكونوا في النُّجْعةِ خافضين لأَنهم يَظْعَنُون لطَلَبِ الكَلإِ ومَساقِطِ الغَيْثِ.

  والخَفْضُ: العيش الطيب.

  وخَفِّضْ عليك أَي سَهِّلْ.