لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 173 - الجزء 7

  لَعِرْضٌ مِنَ الأَعْراضِ يُمسِي حَمامُه ... ويُضْحِي على أَفْنانِه الغِينِ يَهْتِفُ،

  (⁣١) أَحَبُّ إِلى قَلْبي مِنَ الدِّيكِ رَنّةً ... وبابٍ، إِذا ما مالَ للغَلْقِ يَصْرِفُ

  ويقال: أَخصَبَ ذلك العِرْضُ، وأَخصَبَتْ أَعراضُ المدينة وهي قُراها التي في أَوْدِيتها، وقيل: هي بُطونُ سَوادِها حيث الزرعُ والنخيل.

  والأَعْراضُ: قُرىً بين الحجاز واليمن.

  وقولهم: استُعْمِلَ فلان على العَرُوض، وهي مكة والمدينة واليمن وما حولها؛ قال لبيد:

  نُقاتِلُ ما بَيْنَ العَرُوضِ وخَثْعَما

  أَي ما بين مكة واليمن.

  والعَرُوضُ: الناحيةُ.

  يقال: أَخذ فلان في عَروضٍ ما تُعْجِبُني أَي في طريق وناحية؛ قال التَّغْلَبيّ:

  لكلِّ أُناسٍ، مِنْ مَعَدٍّ، عَمارةٍ ... عَرُوضٌ، إِليها يَلْجَؤُونَ، وجانِبُ

  يقول: لكل حَيّ حِرْز إِلا بني تَغْلِبَ فإِن حِرْزَهم السُّيوفُ، وعَمارةٍ خفض لأَنه بدل من أُناس، ومن رواه عُروضٌ، بضم العين، جعله جمع عَرْض وهو الجبل، وهذا البيت للأَخنس بن شهاب.

  والعَرُوضُ: المكانُ الذي يُعارِضُكَ إِذا سِرْتَ.

  وقولهم: فلان رَكُوضٌ بلا عَرُوضٍ أَي بلا حاجة عَرَضت له.

  وعُرْضُ الشيء، بالضم: ناحِيتُه من أَي وجه جِئْتَه.

  يقال: نظر إِليه بعُرْضِ وجهه.

  وقولهم: رأَيتُه في عرض الناس أَي هو من العامة⁣(⁣٢).

  قال ابن سيده: والعَرُوضُ مكة والمدينة، مؤنث.

  وفي حديث عاشوراء: فأَمَرَ أَن يُؤْذِنُوا أَهلَ العَرُوضِ؛ قيل: أَراد مَنْ بأَ كنافِ مكة والمدينة.

  ويقال للرَّساتِيقِ بأَرض الحجاز الأَعْراضُ، واحدها عِرْضٌ؛ بالكسر، وعَرَضَ الرجلُ إِذا أَتَى العَرُوضَ وهي مكة والمدينة وما حولهما؛ قال عبد يغوث بن وقّاص الحارثي:

  فَيا راكِبَا إِمّا عَرَضْتَ، فَبَلِّغا ... نَدامايَ مِن نَجْرانَ أَنْ لا تَلاقِيا

  قال أَبو عبيد: أَراد فيا راكباه للنُّدْبة فحذف الهاء كقوله تعالى: يا أَسَفَا على يوسف، ولا يجوز يا راكباً بالتنوين لأَنه قصد بالنداء راكباً بعينه، وإِنما جاز أَن تقول يا رجلًا إِذا لم تَقْصِدْ رجلًا بعينه وأَردت يا واحداً ممن له هذا الاسم، فإِن ناديت رجلًا بعينه قلت يا رجل كما تقول يا زيد لأَنه يَتَعَرَّفُ بحرف النداء والقصد؛ وقول الكميت:

  فأَبْلِغْ يزيدَ، إِنْ عَرَضْتَ، ومُنْذِراً ... وعَمَّيْهِما، والمُسْتَسِرَّ المُنامِسا

  يعني إِن مَرَرْتَ به.

  ويقال: أَخَذْنا في عَرُوضٍ مُنْكَرَةٍ يعني طريقاً في هبوط.

  ويقال: سِرْنا في عِراضِ القوم إِذا لم تستقبلهم ولكن جئتهم من عُرْضِهم؛ وقال ابن السكيت في قول البَعِيثِ:

  مَدَحْنا لها رَوْقَ الشَّبابِ فَعارَضَتْ ... جَنابَ الصِّبا في كاتِمِ السِّرِّ أَعْجَما

  قال: عارَضَتْ أَخَذَتْ في عُرْضٍ أَي ناحيةٍ منه.


(١) قوله [الغين] جمع الغيناء، وهي الشجرة الخضراء كما في الصحاح.

(٢) قوله [في عرض الناس أَي هو من العامة] كذا بالأَصل، والذي في الصحاح: في عرض الناس أَي فيما بينهم، وفلان من عرض الناس أَي هو من العامة.