لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 198 - الجزء 7

  وما كانَ غَضُّ الطرْفِ مِنَّا سَجِيَّةً ... ولَكِنَّنا في مَذْحِجٍ غُرُبان

  ويقال: غُضَّ من بصرك وغُضَّ من صوتك.

  ويقال: إِنك لَغَضِيضُ الطرْفِ نَقِيُّ الظَّرْفِ؛ قال: والظَّرْفُ وعاؤه، يقول: لسْتَ بخائن.

  ويقال: غُضَّ من لجام فرَسك أَي صَوِّبْه وانْقُص من غَرْبِه وحِدّتِه.

  وغَضَّ منه يَغُضُّ أَي وَضَعَ ونَقَصَ من قدره.

  وغَضَّه يَغُضُّه غَضّاً: نَقَصَه.

  ولا أَغُضُّكَ دِرْهَماً أَي لا أَنْقُصُكَ.

  وفي حديث ابن عباس: لَوْ غَضَّ الناسُ في الوصِيَّة من الثلُث أَي نَقَصُوا وحَطُّوا؛ وقوله:

  أَيّامَ أَسْحَبُ لِمَّتي عَفَرَ المَلا ... وأَغُضُّ كلَّ مُرَجَّلٍ رَيّان

  قيل: يعني به الشَّعَر، فالمُرَجَّلُ على هذا المَمْشُوطُ، والرّيانُ المُرْتَوِي بالدهن، وأَغُضُّ: أَكُفُّ منه، وقيل: إِنما يعني به الزِّقّ، فالمُرَجَّلُ على هذا الذي يُسْلَخُ من رجل واحدة، والرّيّانُ المَلآنُ.

  وما عليك بهذا غَضاضةٌ أَي نَقْصٌ ولا انْكسارٌ ولا ذُلٌّ.

  ويقال: ما أَرَدْت بذا غَضيضةً فلان ولا مَغَضَّتَه كقولك: ما أَردت نقيصته ومَنْقَصَته.

  ويقال: ما غَضَضْتك شيئاً أَي ما نَقَصْتُك شيئاً.

  والغَضْغَضةُ: النقص.

  وتَغَضْغَضَ الماءُ: نقَص.

  الليث: الغَضُّ وَزْعُ العَذْلِ؛ وأَنشد:

  غُضّ المَلامةَ إِنِّي عَنْك مَشْغُولُ⁣(⁣١)

  وغَضْغَضَ الماءَ والشيءَ فَغَضْغَضَ وتَغَضْغَضَ: نقَصه فنَقَصَ.

  وبحر لا يُغَضْغَضُ ولا يُغَضْغِضُ أَي لا يُنْزَحُ.

  يقال: فلان بحر لا يُغَضْغَضُ؛ وفي الخبر: إِن أَحد الشعراء الذين اسْتَعانَتْ بهم سَلِيطٌ على جرير لما سمع جريراً ينشد:

  يَتْرُكُ أَصْفانَ الخُصى جَلاجِلا

  قال: علمت أَنه بحر لا يُغَضْغَضُ أَو يُغَضْغِضُ؛ قال الأَحوص:

  سَأَطْلُبُ بالشامِ الوَلِيدَ، فإِنَّه ... هوَ البَحْرُ ذو التَّيّارِ، لا يَتَغَضْغَضُ

  ومطر لا يُغَضْغِضُ أَي لا ينقطع.

  والغَضْغَضَةُ: أَن يَتَكَلَّمَ الرجلُ فلا يُبِين.

  والغَضاضُ والغُضاضُ: ما بين العِرْنينِ وقُصاصِ الشعَر، وقيل ما بين أَسفل رَوْثَةِ الأَنف إِلى أَعْلاه، وقيل هي الرَّوْثةُ نفسها؛ قال:

  لَمَّا رَأَيْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفّا ... لِلشَّرِّ لا يُعْطِي الرِّجالَ النِّصْفا،

  أَعْدَمْتُه غُضاضَه والكَفّا

  ورواه يعقوب في الأَلفاظ عُضاضَه، وقد تقدّم، وقيل: هو مقدم الرأْس وما يليه من الوجه، ويقال للراكب إِذا سأَلته أَن يُعَرّج عليك قليلًا: غُضّ ساعة؛ وقال الجعدي:

  خَلِيلَيَّ غُضَّا ساعةً وتَهَجَّرا

  أَي غُضّا من سَيرِكما وعَرّجا قليلًا ثم روحا متهجرين.

  ولما مات عبد الرحمن بن عوف قال عمرو بن العاص: هَنِيئاً لك يا ابن عوف خَرَجْتَ من الدنيا بِبِطْنَتِكَ ولم يَتَغَضْغَضْ منها شيء؛ قال الأَزهري: ضَرَبَ البِطْنةَ مثلًا لوفور أَجره الذي اسْتَوْجَبَه


(١) قوله [غض الملامة] كذا هو في الأَصل بضاد بدون ياء وفي شرح القاموس بالياء خطاباً لمؤنث.