لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 207 - الجزء 7

  تَطيِرُ فُضاضاً بَيْنَها كلُّ قَوْنَسٍ ... ويَتْبَعُها مِنْهُم فَراشُ الحَواجِبِ

  وفَضَضْت الخاتم عن الكتاب أَي كسرْتُه، وكل شيء كسرْتَه، فقد فضَضْتَه.

  وفي حديث ذي الكِفْلِ: إِنه لا يَحِلُّ لك أَن تَفُضَّ الخاتَم؛ هو كناية عن الوطْءِ.

  وفَضَّ الخاتَمَ والخَتْمَ إِذا كَسره وفَتَحه.

  وفُضاضُ وفِضاضُ الشيء: ما تفرق منه عند كسرك إِياه.

  وانْفَضَّ الشيءُ: انكسر.

  وفي حديث الحديبية: ثم جِئْتَ بهم لبَيْضَتِكَ تَفُضُّها أَي تَكْسِرُها؛ ومنه حديث معاذ في عذاب القبر: حتى يفض كل شيءٍ.

  وفي الدعاء: لا يَفْضُضِ اللَّه فاكَ أَي لا يَكْسِرْ أَسنانك، والفمُ ههنا الأَسنان كما يقال: سقَط فوه، يعنون الأَسنان، وبعضهم يقول: لا يُفْضِ اللَّه فاك أَي لا يجعله فَضاء لا أَسنان فيه.

  قال الجوهري: ولا تقل لا يُفْضِضِ اللَّه فاكَ، أَو تقديره لا يكسر اللَّه أَسنانَ فِيكَ، فحذف المضاف.

  يقال: فَضَّه إِذا كسره؛ ومنه حديث النابغة الجعدي لما أَنشده القصيدة الرائية قال: لا يَفْضُضِ اللَّه فاك، قال: فعاش مائة وعشرين سنة لم تسقُط له سِنّ.

  والإِفْضاءُ: سُقوطُ الأَسنانِ من أَعْلى وأَسفَل، والقولُ الأَول أَكثر.

  وفي حديث العباس بن عبد المطلب أَنه قال: يا رسول اللَّه إِني أُريد أَن أَمْتَدِحَك، فقال: قل لا يَفْضُضِ اللَّه فاكَ، ثم أَنشده الأَبيات القافيَّة، ومعناه لا يُسْقِطِ اللَّه أَسنانَكَ، والفم يقوم مقام الأَسنان.

  وهذا من فَضِّ الخاتَمِ والجمُوع وهو تَفْريقُها.

  والمِفَضُّ⁣(⁣١) والمِفْضاضُ: ما يُفَضُّ به مَدَرُ الأَرصِ المُثارةِ.

  والمِفَضَّةُ: ما يُفَضُّ به المَدَرُ.

  ويقال: افْتَضَّ فلان جاريَتَه واقْتَضَّها إِذا افْتَرَعَها.

  والفَضَّةُ: الصخْرُ المَنْثُورُ بعضُه فوق بعض، وجمعه فِضاضٌ.

  وتَفَضَّضَ القوم وانْفَضُّوا: تَفَرَّقُوا.

  وفي التنزيل: لانْفَضُّوا من حوْلِك، أَي تفرَّقوا، والاسم الفَضَضُ.

  وتَفَضَّضَ الشيء: تفرَّقَ.

  والفَضُّ: تفريقُكَ حَلْقةً من الناس بعد اجتماعهم، يقال: فضَضْتُهم فانْفَضُّوا أَي فرَّقْتهم؛ قال الشاعر:

  إِذا اجْتَمَعُوا فضَضْنا حُجرَتَيهِمْ ... ونَجْمَعُهم إِذا كانوا بَدادِ

  وكلُّ شيءٍ تفرَّقَ، فهو فَضَضٌ.

  ويقال: بها فَضٌّ من الناس أَي نفَر متفرِّقُون.

  وفي حديث خالد بن الوليد أَنه كتب إِلى مروانَ بن فارس: أَما بعد فالحمد للَّه الذي فَضَّ خَدَمَتَكُم؛ قال أَبو عبيد: معناه كسَر وفرَّق جمعكم.

  وكل مُنكسر متفرِّق، فهو مُنْفَضٌّ.

  وأَصل الخَدَمةِ الخَلْخالُ وجمعها خدامٌ، وقال شمر في قوله: أَنا أَولُ من فَضَّ خَدَمةَ العَجَم، يريد كسرهم وفَرَّق جَمْعَهم.

  وكلُّ شيءٍ كَسَرْتَه وفرَّقته، فقد فضَضْتَه.

  وطارَت عِظامُه فُضاضاً وفِضاضاً إِذا تطايَرَتْ عند الضرب، وقال المؤرِّجُ: الفَضُّ الكسْرُ؛ وروى لخِداشِ بن زُهَيْر:

  فلا تَحْسَبي أَنِّي تَبَدَّلْتُ ذِلَّةً ... ولا فَضَّني في الكُورِ بَعْدَكِ صائغُ

  يقول: يأْبى أَن يُصاغَ ويُراضَ.

  وتَمْر فَضٌّ: متفرِّق لا يَلْزَقُ بعضه ببعض؛ عن ابن الأَعرابي.

  وفَضَضْتُ ما بينهما: قَطَعْتُ.

  وقال تعالى: قَوارِيرَ قَوَارِيرَ من فِضَّةٍ قدَّرُوها تقديراً؛ يسأَل السائلُ فيقول: كيف تكون القَوارِيرُ من فضة وجَوْهرُها غير جوهرها؟ قال الزجاج: معنى


(١) قوله [والمفض الخ] كذا هو بالنسخ التي بأيدينا.