لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 219 - الجزء 7

  أَرَجَزاً تُرِيدُ أَمْ قَرِيضا؟ ... كِلَيْهِما أَجِدُ مُسْتَرِيضا

  وفي حديث الحسن: قيل له: أَكان أَصْحابُ رسولِ اللَّه، ، يَمْزَحُون؟ قال: نعم ويَتقارَضُون أَي يقولون القَرِيضَ ويُنشِدُونَه.

  والقَرِيضُ: الشِّعْرُ.

  وقرَضَ في سَيرِه يَقْرِضُ قَرْضاً: عدَل يَمْنةً ويَسْرَةً؛ ومنه قوله ø: وإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهم ذاتَ الشِّمالِ؛ قال أَبو عبيدة: أَي تُخَلِّفُهم شِمالًا وتُجاوِزُهم وتَقْطَعُهم وتَتْرُكُهم عن شِمالها.

  ويقول الرجل لصاحبه: هل مررت بمكان كذا وكذا؟ فيقول المسؤول: قرَضْتُه ذاتَ اليَمينِ ليلًا.

  وقرَضَ المكانَ يَقْرِضُه قرْضاً: عدَل عنه وتَنَكَّبَه؛ قال ذو الرمة:

  إِلى ظُعُنٍ يَقْرِضْن أَجْوازَ مُشْرِفٍ ... شِمالًا، وعنْ أَيْمانِهِنَّ الفَوارِسُ

  ومُشْرِفٌ والفَوارِسُ: موضعان؛ يقول: نظرت إِلى ظُعُن يَجُزْنَ بين هذين الموضعين.

  قال الفراء: العرب تقول قرضْتُه ذاتَ اليمينِ وقرَضْتُه ذاتَ الشِّمالِ وقُبُلًا ودُبُراً أَي كنت بحِذائِه من كلِّ ناحية، وقرَضْت مثل حَذَوْت سواء.

  ويقال: أَخذَ الأَمرَ بِقُراضَتِه أَي بطَراءَتِه وأَوَّله.

  التهذيب عن الليث: التَّقْرِيضُ في كل شيء كتَقْرِيض يَدَي الجُعَل؛ وأَنشد:

  إِذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ، هَوَى له ... مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَينِ أَفْلَحُ

  قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما هو التَّفْرِيضُ، بالفاء، من الفَرْض وهو الحَزُّ، وقوائِمُ الجِعْلانِ مُفَرَّضةٌ كأَنَّ فيها حُزوزاً، وهذا البيتُ رواه الثِّقاتُ أَيضاً بالفاه: مُفَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَينِ، وهو في شِعْر الشمَّاخِ.

  وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال: من أَسماء الخُنْفُساء المَنْدُوسةُ والفاسِياء، ويقال لذكرها المُقَرَّضُ والحُوَّازُ والمُدَحْرِجُ والجُعَلُ.

  قربض: القُرُنْبُضةُ: القصيرةُ.

  قضض: قَضَّ عليهم الخيلَ يَقُضُّها قَضّاً: أَرْسَلها.

  وانْقَضَّتْ عليهم الخيلُ: انْتَشَرَتْ، وقَضَضْناها عليهم فانْقَضَّتْ عليهم؛ وأَنشد:

  قَضُّوا غِضاباً عليكَ الخيلَ من كَثَب

  وانْقَضَّ الطائرُ وتَقَضَّضَ وتَقَضَّى على التحويل: اخْتاتَ وهَوَى في طَيَرانه يريد الوقوع، وقيل: هو إِذا هوَى من طيرانه ليَسْقُط على شيء.

  ويقال: انْقَضَّ البازي على الصيْدِ وتَقَضَّضَ إِذا أَسْرَعَ في طيرانه مُنْكَدِراً على الصيْدِ، قال: وربما قالوا تَقَضَّى يَتَقَضَّى، وكان في الأَصل تَقَضَّضَ، ولما اجتمعت ثلاثُ ضادات قلبت إِحداهن ياء كما قالوا تَمَطَّى وأَصله تَمَطَّط أَي تمدَّد.

  وفي التنزيل العزيز: ثم ذهَب إِلى أَهله يَتَمَطَّى؛ وفيه: وقد خابَ من دَسّاها؛ وقال العجاج:

  إِذا الكِرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ ... تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ

  أَي كسَر جَناحَيْه لِشدَّة طَيرانِه.

  وانْقَضَّ الجِدار: تَصَدَّعَ من غير أَن يسقط، وقيل: انْقَضَّ سقَط.

  وفي التنزيل العزيز: فوجَدا فيها جِداراً يُريد أَن ينقضّ؛ هكذا عدَّه أَبو عبيد وغيره ثنائيّاً وجعله أَبو علي ثلاثياً من نقض فهو عنده افْعَلَّ.

  وفي التهذيب في قوله تعالى: يُريد أَنْ