لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 272 - الجزء 7

  إِن السِّقط ليَظَلُّ مُحْبَنْطِياً على باب الجنة، فسروه مُتَغَضِّباً، وقيل: المُحْبَنْطِي المُتغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ للشيء، وبالهمز العظيم البطن، قال ابن الأَثير: المُحْبَنْطِئُ، بالهمز وتركه، المُتَغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ للشيء، وقيل: هو الممتنِعُ امتِناعَ طلَبٍ لا امتناع إِباء.

  يقال: احبنطأْت واحْبَنْطَيْت، والنون والهمزة والأَلف والياء زوائد للإِلحاق.

  وحكى ابن بري المُحْبَنطِي، بغير همز، المتغضِّبُ، وبالهمز المنتفخ.

  وحَبِطَ حبْطاً وحُبوطاً: عَمِلَ عَملًا ثم أَفْسَدَه، واللَّه أَحْبَطه.

  وفي التنزيل: فأَحْبَطَ أَعمالَهم.

  الأَزهري: إِذا عمل الرجل عملًا ثم أَفْسَدَه قيل حَبِطَ عَمَلُه، وأَحْبَطَه صاحبُه، وأَحْبَطَ اللَّه أَعمالَ من يُشْرِكُ به.

  وقال ابن السكيت: يقال حَبِطَ عملُه يَحْبَطُ حبْطاً وحُبُوطاً، فهو حَبْطٌ، بسكون الباء، وقال الجوهري: بطل ثوابه وأَحبطه اللَّه.

  وروى الأَزهري عن أَبي زيد أَنه حكى عن أَعرابي قرأَ: فقد حبَط عملُه، بفتح الباء، وقال: يَحْبِطُ حُبوطاً، قال الأَزهري، ولم أَسمع هذا لغيره، والقراءة: فقد حَبِط عملُه.

  وفي الحديث: أَحْبَط اللَّه عمله أَي أَبْطَلَه، قال ابن الأَثير: وأَحْبَطه غيرُه، قال: وهو من قولهم حَبِطَت الدابةُ حَبطاً، بالتحريك، إِذا أَصابت مَرْعىً طيِّباً فأَفرطت في الأَكل حتى تنتفخ فتموت.

  والحَبَطُ والحَبِطُ: الحرث بن مازِنِ بن مالك بن عمرو بن تَميم، سمي بذلك لأَنه كان في سفر فأَصابه مثل الحَبَط الذي يصيبُ الماشية فنَسَبُوا إليه، وقيل: إِنما سمي بذلك لأَن بطنه وَرِمَ من شيء أَكله، والحَبِطاتُ والحَبَطاتُ: أَبناؤه على جهة النسَب، والنِّسْبة إِليهم حُبَطِيٌّ، وهم من تميم، والقياس الكسر؛ وقيل: الحَبِطاتُ الحرثُ بن عمرو بن تَميم والعَنْبَرُ بن عمرو والقُلَيْبُ بن عمرو ومازِنُ بن مالك بن عمرو.

  وقال ابن الأَعرابي: ولقي دَغْفَلٌ رجلًا فقال له: ممن أَنت؟ قال: من بني عمرو بن تميم، قال: إِنما عمرو عُقابٌ جاثِمةٌ، فالحبطات عُنُقُها، والقُلَيْبُ رأْسها، وأُسَيِّدٌ والهُجَيْمُ جَناحاها، والعَنْبَرُ جِثْوتُها وجَثوتُها، ومازنٌ مِخْلَبُها، وكَعْب ذنبها، يعني بالجثوة بدنها ورأْسها.

  الأَزهري: الليث الحَبِطاتُ حيّ من بني تميم منهم المِسْوَرُ بن عباد الحَبَطِيُّ، يقال: فلان الحبطي، قال: وإِذا نسبوا إِلى الحَبِطِ قالوا حَبَطِيٌّ، وإِلى سَلِمةَ سَلَمِيّ، وإِلى شَقِرةَ شَقَرِيٌّ، وذلك أَنهم كرهوا كثرة الكسرات ففتحوا؛ قال الأَزهري: ولا أَرى حَبْط العَمل وبُطْلانه مأْخوذاً إِلا من حبَط البطن لأَن صاحب البطن يَهْلِكُ، وكذلك عملُ المنافق يَحْبَطُ، غير أَنهم سكنوا الباء من قولهم حَبِطَ عمله يَحْبَطُ حبْطاً، وحركوها من حَبِطَ بطنه يَحْبَطُ حَبَطاً، كذلك أُثبت لنا؛ عن ابن السكيت وغيره.

  ويقال: حَبِطَ دم القتيل يَحْبَطُ حَبْطاً إِذا هُدِرَ.

  وحَبِطَتِ البئر حبْطاً إِذا ذهب ماؤُها.

  وقال أَبو عمرو: الإِحْباطُ أَن تُذْهِب ماء الرّكيّة فلا يعود كما كان.

  حثط: الأَزهري: قال أَبو يوسف السجزي: الحَثَطُ كالغُدّةِ أَتى به في وصف ما في بُطونِ الشاء، قال: ولا أَدري ما صحته.

  حشط: الأَزهري خاصة عن ابن الأَعرابي: الحَشْطُ الكَشْطُ.

  حطط: الحَطُّ: الوَضْعُ، حطَّه يَحُطُّه حَطَّاً فانْحَطَّ.

  والحَطُّ: وضْع الأَحْمالِ عن الدَّوابِّ،