لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الدال المهملة]

صفحة 369 - الجزء 1

  وفي الصحاح: فهو دائب؛ وأَنشد هذا الرجَزَ: دائِبُ الإِجْفالِ.

  وأَدْأَبَ غيره، وكلُ ما أَدَمْتَه فقد أَدْأَبْتَه.

  وأَدْأَبَه: أَحْوَجَه إلى الدُّؤُوبِ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  إذا تَوافَوْا أَدَبُوا أَخاهُم

  قال: أَراد أَدْأَبُوا أَخاهُم، فخفَّف لأَن هذا الراجز لم تكن لُغَتُه الهمز، وليس ذلك لضَرورةِ شِعْرٍ، لأَنه لو همز لكان الجُزْءُ أَتمَّ.

  والدُّؤُوبُ: المبالَغَة في السَّيْر، وأَدْأَبَ الرجلُ الدَّابَّة إِدْآباً إذا أَتْعَبَها، والفِعلُ اللازم دَأَبَتِ الناقَةُ تَدْأَبُ دُؤُوباً، ورجلٌ دَؤُوبٌ على الشيء.

  وفي حديث البعيرِ الذي سَجَدَ له، ، فقال لصاحبه: إنه يَشْكو إليَّ أَنَّكَ تُجِيعُه وتُدْئِبُه أَي تَكُدُّه وتُتْعِبُه؛ وقوله أَنشده ثعلب:

  يُلِحْنَ مِن ذي دَأَبٍ شِرْواطِ

  فسَّره فقال: الدَأَبُ: السَّوْق الشديدُ والطَّرْدُ، وهو من الأَوَّل.

  ورواية يعقوب: من ذِي زَجَلٍ.

  والدَّأْبُ والدَّأَب، بالتَّحْرِيك: العادةُ والشَّأْن.

  قال الفرّاءُ: أَصله من دَأَبْت إلَّا أَن العرب حَوَّلْتْ معناه إلى الشَّأْنِ.

  وفي الحديث: عليكم بقيامِ الليلِ، فإنه دَأْبُ الصالحِينَ قَبْلَكم.

  الدَّأْبُ: العادةُ والشَّأْنُ، هو مِنْ دَأَبَ في العَمَل إذا جَدَّ وتَعِبَ.

  وفي الحديث: فكان دَأَبي ودَأْبهم.

  وقوله، ø: مثلَ دَأْبِ قومِ نوحٍ؛ أَي مِثلَ عادةِ قوم نوحٍ، وجاءَ في التفسير: مثلَ حالِ قَومِ نوحٍ.

  الأَزهري: قال الزجاج في قوله تعالى: كَدَأْبِ آلِ فِرْعَون؛ أَي كشأْنِ آل فِرْعون، وكأَمْرِ آلِ فِرْعون؛ كذا قال أَهل اللغة.

  قال الأَزهري: والقولُ عندِي فيه، واللَّه أَعلم، أَن دَأْبَ ههنا اجتِهادهم في كُفْرِهِم، وتَظاهُرُهُم على النبي، ، كتَظَاهُرِ آلِ فرعون على موسى، #.

  يقال دَأَبْتُ أَدْأَبُ دَأَباً ودَأَباً ودُؤُوباً إذا اجتهدت في الشيءِ.

  والدائِبانِ: الليلُ والنهارُ.

  وبَنُو دَوْأَبٍ: حَيٌّ من غَنِيٍّ.

  قال ذو الرُّمة:

  بَني دَوْأَبٍ إنِّي وجَدْتُ فَوارسِي ... أَزِمَّةَ غارَاتِ الصَّباحِ الدَّوَالِقِ

  دبب: دَبَّ النَّمْلُ وغيره من الحَيَوانِ على الأَرضِ، يَدِبُّ دَبّاً ودَبِيباً: مشى على هِينَتِه.

  وقال ابن دريد: دَبَّ يَدِبُّ دَبِيباً، ولم يفسره، ولا عَبَّر عنه.

  ودَبَبْتُ أَدِبُّ دِبَّةً خَفِيَّةً، وإنه لخَفِيُّ الدَبَّة أَي الضَرْبِ الذي هو عليه من الدَّبِيبِ.

  ودَبَّ الشيخُ أَي مَشَى مَشْياً رُوَيْداً.

  وأَدْبَبْتُ الصَّبيَّ أَي حَمَلْتُه على الدَّبيب.

  ودَبَّ الشَّرابُ في الجِسْم والإِناءِ والإِنْسانِ، يَدِبُّ دَبيباً: سَرى؛ ودَبَّ السُّقْمُ في الجِسْمِ، والبِلى في الثَّوْبِ، والصُّبْحُ في الغَبَشِ: كُلُّه من ذلك.

  ودَبَّتْ عَقارِبُه: سَرَتْ نَمائِمُه وأَذاه.

  ودَبَّ القومُ إلى العَدُوِّ دَبيباً إذا مَشَوْا على هيِنَتِهِم، لم يُسْرِعُوا.

  وفي الحديث: عندَه غُلَيِّمٌ يُدَبِّبُ أَي يَدْرُجُ في المَشْيِ رُوَيْداً، وكلُّ ماشٍ على الأَرض: دابَّةٌ ودَبِيبٌ.

  والدَّابَة: اسمٌ لما دَبَّ من الحَيَوان، مُمَيِّزةً وغيرَ