لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 339 - الجزء 7

  الحديث: أَنَّ سَفِينةَ أَشاطَ دمَ جَزُورٍ بِجِذْلٍ فأَكَله؛ قال الأَصمعي: أَشاطَ دمَ جَزُورٍ أَي سَفَكَه وأَراقه فشاطَ يَشِيطُ يعني أَنه ذبحه بعُود، والجذل العود.

  واشْتاطَ عليه: الْتَهَب.

  والمُسْتَشِيطُ: السَّمين من الإِبل.

  والمِشْياطُ من الإِبل: السريعةُ السِّمَنِ، وكذلك البعير.

  الأَصمعي: المَشايِيطُ من الإِبل اللَّواتي يُسْرِعن السِّمَن، يقال: ناقةِ مِشْياطٌ، وقال أَبو عمرو: هي الإِبل التي تجعل للنَّحْر من قولهم شاطَ دمُه.

  غيره: وناقة مِشْياطٌ إِذا طارَ فيها السِّمنُ؛ وقال العجاج:

  بوَلْقِ طَعْنٍ كالحَرِيقِ الشّاطي

  قال: الشّاطي المُحْتَرِق، أَرادَ طَعْناً كأَنه لَهَبُ النار من شدَّته؛ قال أَبو منصور: أَراد بالشاطي الشائطَ كما يقال للهائر هارِ.

  قال اللَّه ø: هارٍ فانْهارَ به.

  ويقال: شاطَ السَّمْنُ يَشِيطُ إِذا نَضِجَ حتى يحترق.

  الأَصمعي: شاطَتِ الجَزُور إِذا لم يبق فيها نصيب إِلا قُسم.

  ابن شميل: أَشاطَ فلان الجزور إِذا قسَمها بعد التقطيع.

  قال: والتقطيعُ نفْسه إِشاطةٌ أَيضاً.

  ويقال: تَشَيَّطَ فلان من الهِبّةِ أَي نَحِلَ من كثرة الجماع.

  وروي عن عمر، ¥، أَنه قال: إِنَّ أَخْوفَ ما أَخافُ عليكم أَن يؤخذ الرجلُ المسلمُ البريء فيقالَ عاصٍ وليس بعاص فيُشاطَ لحمُه كما تُشاطُ الجَزُور؛ قال الكميت:

  نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهِيدَ من الكوُمِ ... ولم نَدْعُ من يُشِيطُ الجَزُورا

  قال: وهذا من أَشَطْتُ الجزور إِذا قطَّعْتها وقسَّمت لحمها، وأَشاطَها فلان، وذلك أَنهم إِذا اقْتَسَمُوها وبقي بينهم سهم فيقال: من يُشِيطُ الجَزُور أَي من يُنَفِّقُ هذا السهمَ، وأَنشد بيت الكميت، فإِذا لم يبق منها نصيب قالوا: شاطت الجزور أَي تنَفَّقَتْ.

  واسْتَشاطَ الرجلُ من الأَمر إِذا خَفّ له.

  وغَضِبَ فلان واسْتشاطَ أَي احْتَدَم كأَنه التهب في غضَبِه؛ قال الأَصمعي: هو من قولهم ناقة مِشْياط وهي التي يُسْرِع فيها السِّمَن.

  واسْتَشاطَ البعير أَي سَمِن.

  واستشاط فلان أَي احْتَدَّ وخَفّ وتحرّقَ.

  ويقال: استشاط أَي احتدَّ وأَشرف على الهَلاكِ من قولك شاطَ فلان أَي هلَك.

  وفي الحديث: إِذا اسْتَشاطَ السُّلْطان تَسَلَّطَ الشيطان، يعني إِذا استشاط السلطان أَي تحرَّقَ من شدَّة الغضَب وتلهَّب وصار كأَنه نار تسلَّط عليه الشيطانُ فأَغْراه بالإِيقاع بمن غَضب عليه، وهو اسْتَفْعَلَ من شاطَ يَشِيط إِذا كاد يحترق.

  واستشاط فلان إِذا اسْتَقْتَل؛ قال:

  أَشاطَ دِماء المُسْتَشِيطِين كلِّهم ... وغُلَّ رُؤوسُ القومِ فيهم وسُلْسِلُوا

  وروى ابن شميل بإِسناده إِلى النبي، : ما رؤي ضاحِكاً مُسْتَشِيطاً، قال: معناه ضاحكاً ضَحِكاً شديداً كالمُتَهالِكِ في ضَحِكه.

  واسْتشاطَ الحَمامُ إِذا طارَ وهو نشِيطٌ.

  والشيْطان، فَعْلان: من شاطَ يَشِيط.

  وفي الحديث: أَعُوذ بك من شرِّ الشيطان وفُتونه وشِيطاه وشجونه، قيل: الصواب وأَشْطانِه أَي حِبالِه التي يَصِيد بها.

  والشيطانُ إِذا سمّي به لم ينصرف؛ وعلى ذلك قول طُفيل الغَنَوي: