لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 441 - الجزء 7

  والحُظَظُ والحُظَظُ على مثال فُعَل: صَمْغ كالصَّبِرِ، وقيل: هو عُصارة الشجر المرّ، وقيل: هو كُحْل الخَوْلان، قال الأَزهري: وهو الحُدُلُ، وقال الجوهري: هو لغة في الحُضُض والحُضَض، وهو دواء، وحكى أَبو عبيد الحُضَظ فجمع بين الضاد والظاء، وقد تقدَّم.

  حفظ: الحفيظ: من صفات اللَّه ø لا يَعْزُب عن حفظه الأَشياءَ كلَّها مِثقالُ ذرّة في السماوات والأَرض، وقد حفِظ على خلقه وعباده ما يعملون من خير أَو شرّ، وقد حفِظ السمواتِ والأَرضَ بقدرته ولا يؤُوده حفظهما وهو العليُّ العظيم.

  وفي التنزيل العزيز: بل هو قرآن مَجِيد في لوح محفوظ.

  قال أَبو إِسحق: أَي القرآنُ في لوح محفوظ، وهو أُمُّ الكتاب عند اللَّه ø، وقال: وقرئتْ محفوظٌ، وهو من نعت قوله بل هو قرآن مجيد محفوظ في لوح.

  وقال ø: فاللَّه خير حِفْظاً وهو أَرحم الراحمين، وقرئ: خير حِفْظاً نصب على التمييز، ومن قرأَ حافظاً جاز أَن يكون حالًا وجاز أَن يكون تمييزاً.

  ابن سيده: الحِفْظ نقيض النِّسْيان وهو التعاهُد وقلَّة الغفلة.

  حَفِظ الشيءَ حِفْظاً، ورجل حافظ من قوم حُفّاظ وحَفِيظٌ، عن اللحياني.

  وقد عَدَّوْه فقالوا: هو حَفِيظٌ عِلمَك وعِلْمَ غيرك.

  وإِنه لحافِظُ العين أَي لا يغلِبه النوم، عن اللحياني، وهو من ذلك لأَن العين تَحْفَظُ صاحِبَها إِذا لم يغلِبها النوم.

  الأَزهري: رجل حافِظ وقوم حُفّاظٌ وهم الذين رُزِقوا حِفْظَ ما سَمِعوا وقلما يَنْسَوْنَ شيئاً يَعُونَه.

  غيره: والحافِظُ والحَفِيظُ الموكَّل بالشيء يَحْفَظه.

  يقال: فلان يَحفظُنا عليكم وحافِظُنا.

  والحَفَظة: الذين يُحْصُونَ الأَعمال ويكتبونها على بني آدم من الملائكة، وهم الحافظون.

  وفي التنزيل: وإِنّ عليكم لَحافِظين، ولم يأْت في القرآن مكسَّراً.

  وحَفِظَ المالَ والسِّرَّ حِفْظاً: رَعاه.

  وقوله تعالى: وجعلنا السماء سَقْفاً مَحفوظاً، قال الزجاج: حفِظه اللَّه من الوُقوع على الأَرض إِلا بإِذْنه، وقيل: مَحْفوظاً بالكواكب كما قال تعالى: إِنّا زَيَّنّا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحِفْظاً من كلِّ شيطان مارِدٍ.

  والاحْتِفاظُ: خصوص الحِفْظ، يقال: احْتَفَظْتُ بالشيء لنفسي، ويقال: استحفظْت فلاناً مالًا إِذا سأَلتَه أَن يَحْفَظه لك، واستحفظته سِرًّا واستحفظه إِياه: اسْترعاه.

  وفي التنزيل: في أَهل الكتاب بما استُحْفِظوا من كتاب اللَّه، أَي استُودِعوه وأْتُمِنُوا عليه.

  واحتفظ الشيءَ لنفسه: خَصَّها به.

  والتحفُّظ: قلَّة الغَفْلة في الأُمور والكلام والتيقُّظ من السَّقْطة كأَنه على حَذر من السُّقوط، وأَنشد ثعلب:

  إِني لأُبْغِضُ عاشِقاً مُتَحَفِّظاً ... لم تَتَّهِمْه أَعْيُنٌ وقُلوبُ

  والمُحافَظة: المُواظَبة على الأَمر.

  وفي التنزيل العزيز: حافِظوا على الصلوات، أَي صلُّوها في أَوقاتها، الأَزهري: أَي واظِبوا على إِقامتها في مَواقِيتها.

  ويقال: حافَظ على الأَمر والعَمَل وثابَرَ عليه وحارَصَ وبارَك إِذا داوَم عليه.

  وحفِظْت الشيءَ حِفْظاً أَي حَرَسْته، وحفِظتُه أَيضاً بمعنى استظهرته.

  والمحافظة: المُراقبة.

  ويقال: إِنه لذو حِفاظٍ وذو مُحافظة إِذا كانت له أَنفةٌ.

  والحَفِيظ: المُحافِظ، ومنه قوله تعالى: وما أَنا عليكم بحفيظ.

  ويقال: احْتفِظْ بهذا الشيء أَي احْفظْه.

  والتحفُّظ: التيقُّظ.

  وتحفَّظْت الكتاب أَي استظهرْته شيئاً بعد شيء.

  وحفَّظْته الكتابَ أَي حملْته على حِفْظه.

  واستحفظته: سأَلته أَن يَحْفَظَه،