لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الذال المعجمة]

صفحة 385 - الجزء 1

  وأَطْرافٌ، واحدُها ذِبْذِبٌ، بالكسرِ، سُمِّيَتْ بذلك لأَنَّها تَتَحَرَّك على لابسِها إِذا مَشى؛ وقول أَبي ذؤَيب:

  ومِثْل السَّدُوسِيَّيْن، سادَا وذَبْذَبَا ... رِجال الحِجازِ، مِنْ مَسُودٍ وَسائِدِ

  قيل: ذَبْذَبا عَلَّقا.

  يقول: تقطع دونهما رجالُ الحجازِ.

  وفي الطَّعام ذُبَيْباءُ، ممدودٌ، حكاه أَبو حنيفة في باب الطَّعام الذي فيه ما لا خَيْرَ فيه، ولم يفسِّرْه؛ وقد قيل: إِنها الذُّنَيْنَاءُ، وستُذْكَر في موضِعِها.

  وفي الحديث: أَنه صَلَبَ رَجُلاً على ذُبابٍ، هو جبلٌ بالمدينة.

  ذرب: الذَّرِبُ: الحادُّ من كلِّ شيءٍ.

  ذَرِبَ يَذْرَبُ ذَرَباً وذَرابةً فهو ذَرِبٌ؛ قال شَبيب بن البَرْصاء:

  كأَنها من بُدُنٍ وإيقارْ ... دَبَّتْ عليها ذَرِباتُ الأَنْبارْ

  قال ابن بري: أَي كأَنَّ هذه الإِبِلَ من بُدْنِها وسِمَنِها وإيقارِها باللحم، قد دَبَّتْ عليها ذَرِباتُ الأَنْبارِ؛ والأَنْبارُ: جمعُ نَبْرٍ، وهو ذُبابٌ يَلْسَعُ فيَنْتَفِخُ مكانُ لَسْعِه، فقوله ذَرِبات الأَنْبار أَي حَديداتُ اللَّسْع، ويُروى وإيفار، بالفاءِ أَيضاً.

  وقَوْمٌ ذُرُبٌ.

  ابن الأَعرابي: ذَرِبَ الرَّجلُ إِذا فَصُحَ لسانُه بعدَ حَصرِه.

  ولسانٌ ذَرِبٌ: حديدُ الطَّرَف؛ وفيه ذرابةٌ أَي حِدَّةٌ.

  وذَرَبُه: حِدَّتُه.

  وذَرَبُ المَعِدَة: حِدَّتُها عن الجوعِ.

  ذَرِبَتْ مَعِدَتُه تَذْرَبُ ذرباً فهي ذَرِبة إِذا فسَدَتْ.

  وفي الحديث: في أَلبانِ الإِبِل وأَبْوالِها شِفاءُ الذَّرَبِ؛ هو بالتحريكِ، الدَّاءُ الذي يَعْرِضُ للمَعدة فلا تَهْضِمُ الطَّعامَ، ويَفْسُدُ فيها ولا تُمْسِكُه.

  قال أَبو زيد: يقال للغُدَّةِ ذِرْبَةٌ، وجَمْعُها ذِرَبٌ.

  والتَّذْريبُ: التَّحْديدُ.

  يقال لسانٌ ذَرِبٌ، وسِنانٌ ذَرِبٌ ومُذَرَّبٌ؛ قال كعب بنُ مالك:

  بمُذَرَّباتٍ، بالأَكُفِّ، نواهِلٍ ... وبكلِّ أَبْيَضَ، كالغَديرِ، مُهَنَّدِ

  وكذلك المَذْروبُ؛ قال الشاعر:

  لقد كان ابنُ جَعْدَةَ أَرْيَحِيّاً ... على الأَعْداءِ، مَذْروبَ السِّنانِ

  وذَرَبَ الحَديدةَ يَذْرُبُها ذَرْباً وذرَّبَها: أَحدَّها فهي مَذرُوبَة.

  وقَوم ذَرْبٌ: أَحِدَّاءُ.

  وامرأَةٌ ذِرْبَةٌ، مثلُ قِرْبَة، وذَرِبَةٌ أَي صَخَّابَةٌ، حديدةٌ، سَلِيطَةُ اللِّسانِ، فاحِشَة، طَويلَة اللِّسانِ.

  وذَرَبُ اللِّسانِ: حِدَّتُه.

  وفي الحديث عن حذيفة قال: كنتُ ذَرِبَ اللِّسانِ على أَهلِي، فَقُلْت: يا رسول اللَّه، إِنِّي لأَخْشَى أَنْ يُدْخِلَنِي النارَ؛ فقال رسولُ اللَّه، : فأَيْنَ أَنتَ من الاسْتِغْفارِ؟ إِنِّي لأَستَغْفِرُ اللَّه في اليومِ مائَةً؛ فذكرْتُه لأَبي بُرْدَة فقال: وأَتُوبُ إِليه.

  قال أَبو بكر في قولِهم فلانٌ ذَرِبُ اللسانِ، قال: سمعتُ أَبا العباسِ يقول: معناه فاسِدُ اللِّسانِ، قال: وهو عَيْبٌ وذَمٌّ.

  يقال: قد ذَرِبَ لسانُ الرَّجُلِ يَذْرَبُ إِذا فَسَد.