لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء]

صفحة 18 - الجزء 8

  يقال للأَبرص الأَبقع والأَسْلَع والأَقْشَر والأَصْلَخ والأَعْرَم والمُلَمَّعُ والأَذْمَلُ، والجمع بُقْع.

  والبَقَعُ في الطير والكلاب: بمنزلة البَلَقِ في الدوابّ؛ وقول الأَخطل:

  كُلُوا الضَّبَّ وابنَ العَيْرِ، والباقِع الذي ... يَبِيتُ يَعُسُّ الليلَ بينَ المَقابِرِ

  قيل: الباقِعُ الضَّبُع، وقيل الغراب، وقيل كَلب أَبْقع، كلُّ ذلك قد قيل، وقال ابن بري: الباقِعُ الظَّرِبانُ، وأَورد هذا البيتَ بيتَ الأَخطل، وقالوا للضبع باقِع، ويقال للغراب أَبْقع، وجمعه بُقْعان لاختلاف لونه.

  ويقال: تَشاتَما فتَقاذَفا بما أَبقى ابن بُقَيْعٍ، قال: وابن بُقَيْع الكلب وما أَبقى من الجِيفة.

  والأَبقعُ: السَّرابُ لتلَوُّنه؛ قال:

  وأَبْقَع قد أَرَغْتُ به لِصَحْبي ... مَقِيلاً، والمَطايا في بُراها

  وبَقَّع المطرُ في مواضع من الأَرض: لم يَشْمَلْها.

  وعام أَبْقَع: بَقَّع فيه المطر.

  وفي الأَرض بُقَع من نَبْت أَي نُبَذٌ؛ حكاه أَبو حنيفة.

  وأَرض بقِعة: فيها بُقَع من الجَراد.

  وأَرض بَقِعة: نبتها مُتَقطع.

  وسَنة بَقْعاء أَي مُجْدِبة، ويقال فيها خِصْب وجَدْب.

  وبُقِعَ الرجل: إِذا رُميَ بكلام قَبِيح أَو بُهْتان، وبُقِع بقَبِيح: فُحِشَ عليه.

  ويقال: عليه خُرْءُ بِقاع، وهو العَرَقُ يُصِيب الإِنسانَ فيَبْيَضُّ على جلده شبه لُمَعٍ.

  أَبو زيد: أَصابه خُرء بَقاعِ وبِقاعٍ وبِقاعَ يا فتى، مصروف وغير مصروف، وهو أَن يصيبه غبار وعرَقٌ فيبقى لُمَعٌ من ذلك على جسده.

  قال: وأَرادوا ببقاع أَرضاً.

  وفي حديث أَبي هريرة ¥: أَنه رأَى رجلاً مُبَقَّع الرجلين وقد توَضّأَ؛ يريد به مواضع في رجليه لم يُصِبها الماء فحالف لونُها لونَ ما أَصابه الماء.

  وفي حديث عائشة: إِني لأَرى بُقَعَ الغسل في ثوبه؛ جمع بُقْعة.

  وإِذا انْتَضح الماء على بدن المُسْتَقِي من الرَّكيَّةِ على العَلَقِ فابتَلَّ مواضعُ من جسده قيل: قد بَقَّعَ، ومنه قيل للسُّقاة: بُقْعٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  كُفُوا سَنِتِين بالأَسْيافِ بُقْعاً ... على تِلْكَ الجِفارِ مِنَ النَّفِيِّ

  السَّنِتُ: الذي أَصابته السنة، والنَّفِيُّ: الماء الذي يَنْتضِحُ عليه.

  البَقْعةُ والبُقْعةُ، والضم أَعْلى: قِطْعة من الأَرض على غير هيئة التي بجَنبها، والجمع بُقَع وبِقاع.

  والبَقيعُ: موضع فيه أَرُوم شجر من ضُروب شَتَّى، وبه سمى بَقِيع الغَرْقد، وقد ورد في الحديث، وهي مَقْبَرَةٌ بالمدينة، والغَرْقَدُ: شجر له شوك كان ينبت هناك فذهب وبقي الاسم لازماً للموضع.

  والبَقِيعُ من الأَرض المكان المتسع ولا يسمَّى بَقِيعاً إِلا وفيه شجر.

  وما أَدري أَين سَقَعَ وبَقَعَ أَي أَين ذهب كأَنه قال إِلى أَي بُقْعة من البقاع ذهب، لا يُستعمل إِلا في الجَحْد.

  وانْبَقَع فلان انْبِقاعاً إِذا ذهب مُسْرِعاً وعَدا، قال ابن أَحمر:

  كالثَّعْلَبِ الرَّائحِ المَمْطُورِ صُبْغَتُه ... شَلَّ الحَوامِلُ منه، كيف يَنْبَقِعُ؟

  شلّ الحوامل منه دعاء عليه، أَي تَشَلُّ قوائمه.

  وتَبِعَتْهم الداهية أَصابَتْهم.

  والباقِعة: الداهيةُ،