لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل التاء]

صفحة 35 - الجزء 8

  وقوله تعالى: ولقد آتينا موسى تِسْعَ آيات بيِّنات؛ قيل في التفسير: إِنها أَخْذُ آلِ فِرعون بالسِّنِينَ، وهو الجَدْب، حتى ذهبت ثِمارُهم وذهب من أَهل البوادي مَواشِيهم، ومنها إِخراج موسى، # يدَه بيضاء للناظرين، ومنها إِلقاؤه عصاه فإِذا هي ثُعبان مبين، ومنها إِرسال الله تعالى عليهم الطُّوفان والجَراد والقُمَّلَ والضَّفادِعَ والدَّمَ وانْفِلاقُ البحر ومن آياته انفجار الحجر.

  وقال الليث: رجل مُتَّسِع وهو المُنْكَمِشُ الماضي في أَمره؛ قال الأَزهري: ولا أَعرف ما قال إِلا أَن يكون مُفْتَعِلاً من السَّعةِ، وإِذا كان كذلك فليس من هذا الباب.

  قال: وفي نسخة من كتاب الليث مِسْتَعٌ، وهو المُنْكَمِشُ الماضي في أَمره، ويقال مِسْدَعٌ لغة، قال: ورجل مِسْتَعٌ أَي سريع.

  تعع: التَّعُّ: الاسْتِرْخاء.

  تَعَّ تَعًّا وأَتَعَّ: قاء كثَعَّ؛ عن ابن دريد، قال أَبو منصور في ترجمة ثعع: روى الليث هذا الحرف بالتاء المثناة: تَعَّ إِذا قاء، وهو خطأٌ إِنما هو بالثاء المثلثة لا غير من الثعْثَعةِ، والثعْثَعةُ: كلام فيه لُثْعة، والتعْتَعةُ: الحركة العَنِيفة، وقد تَعْتَعَه إِذا عَتَلَه وأَقْلَقه.

  أَبو عمرو: تَعْتَعْتُ الرجلَ وتَلْتَلْتُه: وهو أَن تُقْبِلَ به وتُدْبِرَ به وتُعَنِّفَ عليه في ذلك، وهي التعْتَعة والتلْتَلةُ أَيضاً.

  وفي الحديث: حتى يؤخَذَ للضعيفِ حقُّه غير مُتعتع، بفتح التاء، أَي من غير أَن يُصِيبه أَذًى يُقْلِقُه ويُزْعِجُه.

  والتعْتَعُ: الفأْفاء.

  والتعْتعةُ في الكلام: أَن يَعْيَا بكلامه ويتَرَدَّد من حَصْر أَو عِيٍّ، وقد تَعْتَعَ في كلامه وتَعْتَعه العِيُّ.

  ومنه الحديث: الذي يقرأُ القرآن ويَتَتَعْتَع⁣(⁣١) فيه أَي يتردَّدُ في قراءته ويَتَبَلَّدُ فيها لسانُه.

  وتُعْتِعَ فلان إِذا رُدّ عليه قولُه، ولا أَدْرِي ما الذي تَعْتَعَه.

  ووقَع القومُ في تَعاتِعَ إِذا وقعوا في أَراجِيفَ وتَخْلِيط.

  وتَعْتعةُ الدابةِ: ارْتِطامها في الرمل والخَبار والوَحل من ذلك.

  وقد تَعْتَعَ البعيرُ وغيره إِذا ساخَ في الخَيار أَي في وُعُوثةِ الرِّمال؛ قال الشاعر:

  يُتَعْتِعُ في الخَيارِ إِذا عَلاه ... ويَعْثُر في الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ

  تلع: تَلعَ النهارُ يَتْلَعُ تَلْعاً وتُلُوعاً وأَتْلَع: ارْتَفَعَ.

  وتَلَعَتِ الضُّحَى تُلُوعاً وأَتْلَعَت: انْبَسَطَت.

  وتَلَعُ الضُّحى: وقتُ تُلُوعِها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  أَأَنْ غَرَّدَتْ في بَطنِ وادٍ حَمامةٌ ... بَكَيْتَ، ولم يَعْذِرْكَ بالجَهْلِ عاذِرُ

  تَعالَيْن في عُبْرِيّه، تَلَعَ الضُّحَى ... على فَنَنٍ، قد نَعَّمَتْه السَّرائر

  وتَلَع الظبْيُ والثَّوْرُ من كِناسه: أَخرج رأْسه وسَمَا بِجِيدِه.

  وأَتْلَع رأْسَه: أَطْلَعه فنظر؛ قال ذو الرُّمة:

  كما أَتْلَعَتْ، من تَحْتِ أَرْطَى صَرِيمةٍ ... إِلى نَبْأَةِ الصوْتِ، الظِّباءُ الكَوانِسُ

  وتَلَع الرجلُ رأْسَه: أَخرجه من شيء كان فيه، وهو شِبْه طَلَع إِلا أَن طلَع أَعمّ.

  قال الأَزهري: في كلام العرب: أَتْلَع رأْسَه إِذا أَطلَع وتَلَع الرأْسُ نفْسُه، وأَنشد بيت ذي الرمة.

  والأَتْلَعُ والتَّلِعُ والتَّلِيعُ: الطويلُ، وقيل: الطويلُ العُنُقِ، وقال الأَزهري في ترجمة بتع:


(١) قوله [ويتتعتع] كذا هو في الأَصل مضارع تتعتع خماسياً وهو في النهاية يتعتع مضارع تعتع رباعياً ولعلهما روايتان.