لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل التاء]

صفحة 37 - الجزء 8

  وكُنَّا أُناساً دائِنينَ بغِبْطةٍ ... يَسِيلُ بِنا تَلْعُ المَلا وأَبارِقُه

  وقال النابغة:

  عَفا ذو حُساً من فَرْتَنى فالفَوارِعُ ... فَجَنْبا أَرِيكٍ، فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ

  حكى ابن بري عن ثعلب قال: دخلت على محمد بن عبد الله بن طاهر وعنده أَبو مُضَر أَخو أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي فقال لي: ما التَّلْعةُ؟ فقلت: أَهل الرواية يقولون هو من الأَضداد يكون لما عَلا ولما سَفَل؛ قال الراعي في العلو:

  كدُخانِ مُرْتَجِلٍ بأَعْلى تَلْعةٍ ... غَرْثانَ ضَرَّمَ عَرْفَجاً مَبْلُولا

  وقال زهير في الانهباط:

  وإِني مَتى أَهْبِطُ من الأَرضِ تَلْعةً ... أَجِدْ أَثَراً قَبْلي جَدِيداً وعافِيا

  قال: وليس كذلك إِنما هي مَسِيل ماء من أَعلى الوادي إِلى أَسفله، فمرة يُوصَفُ أَعلاها ومرة يوصف أَسفلها.

  وفي الحديث: أَنه كان يَبْدُو⁣(⁣١) إِلى هذه التِّلاع؛ قيل في تفسيره: هو من الأَضداد يقع على ما انحدر من الأَرض وأَشْرَفَ منها.

  وفلان لا يُوثَقُ بسَيْل تَلْعَته: يوصف بالكذب أَي لا يوثقُ بما يقول وما يجيء به.

  فهذه ثلاثة أَمثال جاءت في التلْعةِ؛ وقول كثيِّر عَزَّةَ:

  بكلِّ تِلاعةٍ كالبَدْرِ لَمّا ... تَنَوَّرَ، واسْتَقَلَّ على الحِبالِ

  قيل في تفسيره: التِّلاعةُ ما ارتفع من الأَرض شبَّه الناقة به، وقيل: التلاعةُ الطويلةُ العُنُقِ المرتفِعَتُه والباب واحد.

  وتَلْعَةُ: موضع؛ قال جرير:

  أَلا رُبَّما هاجَ التذَكُّرُ والهَوَى ... بتَلْعةَ، إِرْشاشَ الدُّموعِ السَّواجِم

  وقال أَيضاً:

  وقد كان في بَقْعاء رِيٌّ لِشائكُمْ ... وتَلْعةَ والجَوْفاء يَجْرِي غَدِيرُها

  ويروى:

  وتَلْعةُ والجوفاءُ يجري غديرها

  أَي يَطَّرِدُ عند هُبوب الرِّيح.

  ومُتالِعٌ، بضم الميم: جبل؛ قال لبيد:

  دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ فأبانِ ... بالحِبْسِ، بين البيدِ والسُّوبانِ

  وقال ابن بري عجزه:

  فتَقادَمَت بالحبْس فالسوبانِ

  أَراد المَنازِل فحذف وهو قبيح.

  قال الأَزهري: مُتالع جبل بناحية البحرين بين السَّوْدةِ والأَحْساء، وفي سَفْح هذا الجبل عين يَسيح ماؤه يقال له عين مُتالع.

  والتَّلَعُ شبيه بالتَّرَع: لُغَيّةٌ أَو لُثْغة أَو بدل.

  ورجل تَلِعٌ: بمعنى التَّرِعِ.

  توع: تاعَ اللِّبَأَ والسَّمْن يَتوعه توْعاً إِذا كسره بقِطعة خبز أَو أَخذه بها.

  حكى الأَزهري عن الليث قال: التوْعُ كَسْرُك لِباً أَو سَمناً بكِسْرة خبز ترفَعُه بها، تقول منه: تُعْتُه فأَنا أَتُوعه تَوْعاً.


(١) قوله [كان يبدو] يعني رسول الله، ، كما في هامش النهاية.