لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 59 - الجزء 8

  الإِسلام وذلك لاجتماعهم في المسجد.

  وقال ثعلب: إِنما سمي يوم الجمعة لأَن قريشاً كانت تجتمع إِلى قُصَيّ في دارِ النَّدْوةِ.

  قال اللحياني: كان أَبو زياد⁣(⁣١) ... . وأَبو الجَرّاح يقولان مضَت الجمعة بما فيها فيُوَحِّدان ويؤنّثان، وكانا يقولان: مضى السبت بما فيه ومضى الأَحد بما فيه فيُوَحِّدان ويُذَكِّران، واختلفا فيما بعد هذا، فكان أَبو زياد يقول: مضى الاثْنانِ بما فيه، ومضى الثَّلاثاء بما فيه، وكذلك الأَربعاء والخميس، قال: وكان أَبو الجراح يقول: مضى الاثنان بما فيهما، ومضى الثلاثاء بما فيهنّ، ومضى الأَرْبعاء بما فيهن، ومضى الخميس بما فيهن، فيَجْمع ويُؤنث يُخْرج ذلك مُخْرج العدد.

  وجَمَّع الناسُ تَجْمِيعاً: شَهِدوا الجمعة وقَضَوُا الصلاة فيها.

  وجَمَّع فلان مالاً وعَدَّده.

  واستأْجرَ الأَجِيرَ مُجامعة وجِماعاً؛ عن اللحياني: كل جمعة بِكراء.

  وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: لأنك جُمَعِيّاً، بفتح الميم، أَي ممن يصوم الجمعة وحْده.

  ويومُ الجمعة: يومُ القيامة.

  وجمْعٌ: المُزْدَلِفةُ مَعْرفة كعَرَفات؛ قال أَبو ذؤيب:

  فباتَ بجَمْعٍ ثم آبَ إِلى مِنًى ... فأَصْبَحَ راداً يَبْتَغِي المَزْجَ بالسَّحْلِ

  ويروى: ثم تَمّ إِلى منًى.

  وسميت المزدلفة بذلك لاجتماع الناس بها.

  وفي حديث ابن عباس، ®: بعثني رسول الله، ، في الثَّقَل من جَمْعٍ بليل؛ جَمْعٌ علم للمُزْدلفة، سميت بذلك لأَن آدمَ وحوّاء لما هَبَطا اجْتَمَعا بها.

  وتقول: اسْتَجْمَعَ السيْلُ واسْتَجْمَعَتْ للمرء أُموره.

  ويقال للمَسْتَجِيش: اسْتَجْمَع كلَّ مَجْمَعٍ.

  واسْتَجْمَع الفَرَسُ جَرْياً: تكَمَّش له؛ قال يصف سراباً:

  ومُسْتَجْمِعٍ جَرْياً، وليس ببارِحٍ ... تُبارِيه في ضاحِي المِتانِ سَواعدُه

  يعني السراب، وسَواعِدُه: مَجارِي الماء.

  والجَمْعاء: الناقة الكافّة الهَرِمَةُ.

  ويقال: أَقمتُ عنده قَيْظةً جَمْعاء وليلة جَمْعاء.

  والجامِعةُ: الغُلُّ لأَنها تَجْمَعُ اليدين إِلى العنق؛ قال:

  ولو كُبِّلَت في ساعِدَيَّ الجَوامِعُ

  وأَجْمَع الناقةَ وبها: صَرَّ أَخلافَها جُمَعَ، وكذلك أَكْمَشَ بها.

  وجَمَّعَت الدَّجاجةُ تَجْمِيعاً إِذا جَمَعَت بيضَها في بطنها.

  وأَرض مُجْمِعةٌ: جَدْب لا تُفَرَّقُ فيها الرِّكاب لِرَعْي.

  والجامِعُ: البطن، يَمانِيةٌ.

  والجَمْع: الدَّقَلُ.

  يقال: ما أَكثر الجَمْع في أَرض بني فلان لنخل خرج من النوى لا يعرف اسمه.

  وفي الحديث أَنه أُتِيَ بتمر جَنِيب فقال: من أَين لكم هذا؟ قالوا: إِنا لنأْخُذُ الصاعَ من هذا بالصاعَيْنِ، فقال رسول الله، : فلا تفعلوا، بِعِ الجَمْع بالدّراهم وابتع بالدراهم جَنِيباً.

  قال الأَصمعي: كلّ لون من النخل لا يعرف اسمه فهو جَمع.

  يقال: قد كثر الجمع في أَرض فلان لنخل يخرج من النوى، وقيل الجمع تمر مختلط من أَنواع متفرقة وليس مرغوباً فيه وما يُخْلَطُ إِلا لرداءته.

  والجَمْعاء من البهائم: التي لم يذهب من بَدَنِها شيء.

  وفي الحديث: كما تُنتَجُ البَهِيمةُ بَهِيمةً جَمْعاء أَي سليمة من العيوب مُجتمِعة الأَعضاء كاملتها فلا جَدْعَ بها ولا كيّ.


(١) كذا بياض بالأصل.