لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 61 - الجزء 8

  الضَّبّ: دوابُّ أَصغرُ من القِرْدان تكون عند جُحْره، فإِذا بدت هي علم أَنّ الضبّ خارجٌ فيقال حينئذ: بدَتْ جَنادِعُه، وقيل: يخرجن إِذا دنا الحافر من قَعْر الجُحْر، قال الجوهري: تكون في جِحَرَةِ اليَرابِيع والضِّباب.

  ويقال للشرّير المُنتَظَر هلاكُه: ظهرت جَنادِعُه والله جادِعُه؛ وقال ثعلب: يضرب هذا مثلاً للرجل الذي يأْتي عنه الشر قبل أَن يُرى.

  الأَصمعي: من أَمثالهم: جاءت جَنادِعُه، يعني حَوادِثَ الدهْر وأَوائلَ شرّه.

  ويقال: رأَيت جَنادِعَ الشرّ أَي أَوائلَه، الواحدة جُنْدُعة وهو ما دبّ من الشر؛ قال محمد بن عبد الله الأَزدي:

  لا أَدْفَع ابْنَ العَمِّ يَمْشِي على شَفاً ... وإِنْ بَلَغَتْني من أَذاه الجَنادِع

  والجُنْدُعة من الرّجال: الذي لا خير فيه ولا غَناء عنده، بالهاء؛ عن كراع؛ أَنشد سيبويه للراعي:

  بِحَيٍّ نُمَيْرِيٍّ عليه مَهابةٌ ... جَمِيع، إِذا كان اللِّئامُ جَنادِعا

  ويقال: القومُ جَنادِعُ إِذا كانوا فِرَقاً لا يجتمع رأْيهم، يقول الراعي: إِذا كان اللَّئام فرقاً شَتَّى فهم جَميع.

  وجُنْدُعٌ وذاتُ الجَنادِع جميعاً: الدّاهيةُ، والنون زائدة.

  ورجل جُنْدُع: قصير؛ وأَنشد الأَزهري:

  تَمَهْجَروا، وأَيُّما تَمَهْجُرِ ... وهم بَنُو العَبْد اللَّئيم العُنْصُرِ

  ما غَرَّهُم بالأَسَدِ الغَضَنْفَرِ ... بَني اسْتِها، والجُنْدُعِ الزَّبَنْتَرِ

  الليث: جُنْدُع وجَنَادِعُ الآفاتُ.

  وفي الحديث: إِني أَخافُ عليكم الجَنادِع أَي الآفات والبَلايا.

  والجَنادعُ: الدَّواهِي.

  وجُنْدُعٌ: اسم.

  والجَنادُع أَيضاً: الأَحْناشُ.

  جوع: الجُوع: اسم للمَخْمَصةِ، وهو نَقِيضُ الشِّبَع، والفعل جاعَ يَجُوعُ جَوْعاً وجَوْعةً ومَجاعةً، فهو جائعٌ وجَوْعانُ، والمرأَة جَوْعَى، والجمع جَوْعَى وجِياعٌ وجُوَّعٌ وجُيَّعٌ؛ قال:

  بادَرْتُ طَبْخَتَها لِرَهْطٍ جُيَّع

  شَبَّهُوا باب جُيّع بباب عِصِيٍّ فقلبه بعضُهم، وقد أَجاعه وجَوَّعَه؛ قال:

  كان الجُنَيْد، وهو فينا الزُّمَّلِقْ ... مُجَوَّعَ البَطْنِ كِلابيَّ الخُلُقْ

  وقال:

  أَجاع الله من أَشْبَعْتُموه ... وأَشْبَعَ من بِجَوْرِكم أُجِيعَا

  والمَجاعةُ والمَجُوعة والمَجْوعةُ، بتسكين الجيم: عامُ الجُوعِ.

  وفي حديث الرَّضَاع: إِنما الرَّضاعةُ من المَجاعة؛ المَجاعةُ مَفْعلةٌ من الجُوع أَي أَن الذي يَحْرُم من الرَّضاع إِنما هو الذي يَرْضَعُ من جُوعِه، وهو الطفل، يعني أَن الكبير إِذا رَضَعَ امرأَة لا يَحْرُم عليها بذلك الرضاع لأَنه لم يَرْضَعْها من الجوع، وقالوا: إِن للعِلْم إِضاعةً وهُجْنةً وآفةً ونكَداً واستِجاعةً؛ إِضاعتُه: وضْعُك إِياه في غير أَهله، واستِجاعتُه: أَن لا تَشْبَع منه، ونكَدُه: الكذِبُ فيه، وآفتُه: النِّسيانُ، وهُجْنتُه: إِضاعتُه.

  والعرب تقول: جُعْتُ إِلى لِقائك وعَطِشْتُ إِلى لِقائك؛ قال ابن سيده: وجاعَ إِلى لقائه اشتهاه كعطِشَ على المثل.

  وفي الدعاء: جُوعاً له ونُوعاً ولا يُقَدّم الآخِر قبل الأَوّل لأَنه تأْكيدٌ له؛ قال