لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الذال المعجمة]

صفحة 95 - الجزء 8

  وتَذَرَّعَت الإِبل الماءَ: خاضَتْه بأَذْرُعِها.

  ومَذارِيعُ الدابة ومَذارِعُها: قوائمها؛ قال الأَخطل:

  وبالهدايا إِذا احْمَرَّت مَذارِعُها ... في يوم ذَبْح وتَشْرِيقٍ وتَنْحارِ

  وقوائم ذَرِعاتٌ أَي سَريعاتٌ.

  وذَرِعاتُ الدابة: قوائمها؛ ومنه قول ابن حذاق العبدي:

  فأَمْستْ كَنَيْسِ الرَّمْلِ، يَغْدُو إِذا غَدَتْ ... على ذَرِعاتٍ يَعْتَلِين خُنُوسَا

  أَي على قوائم يَعْتَلين من جاراهُنَّ وهنَّ يَخْنِسْنَ بَعْضَ جَرْيِهن أَي يُبْقين منه؛ يقول لم يَبْذُلْن جميع ما عندهن من السير.

  ومِذْراعُ الدابة: قائمتها تَذْرَعُ بها الأَرض، ومِذْرَعُها: ما بين ركبتها إِلى إِبْطها، وثَور مُوَشَّى المَذارِع.

  وفرس ذَروعٌ وذَرِيعٌ: سَريعٌ بَعِيدُ الخُطى بيِّن الذَّراعة.

  وفرس مُذَرَّع إِذا كان سابقاً وأَصله الفرس يلحق الوَحْشيّ وفارِسُه عليه يَطْعَنُه طَعْنة تَفُور بالدم فيُلَطِّخ ذِراعَي الفرس بذلك الدم فيكون علامة لسَبْقِه؛ ومنه قول تميم:

  خِلالَ بُيوتِ الحَيِّ مِنها مُذَرَّع

  ويقال: هذه ناقة تُذارِعُ بُعْد الطريق أَي تَمُدّ باعَها وذِراعها لتَقْطعَه، وهي تُذارِع الفلاة وتَذْرَعُها إِذا أَسْرعت فيها كأَنها تَقِيسُها؛ قال الشاعر يصف الإِبل:

  وهُنَّ يَذْرَعْن الرِّقاقَ السَّمْلَقا ... ذَرْعَ النّواطِي السُّحُل المُرَقَّقا

  والنواطِي: النَّواسِجُ، الواحدة ناطيةٌ، وبعير ذَرُوعٌ.

  وذَارَع صاحِبَه فذَرَعه: غَلَبه في الخَطْو.

  وذَرعه القَيْءُ إِذا غَلبه وسَبق إِلى فيه.

  وقد أَذْرَعه الرجلُ إِذا أَخرجه.

  وفي الحديث: مَن ذَرَعه القَيْء فلا قضاء عليه أَي سبَقه وغَلبه في الخُروج.

  والذَّرْعُ: البَدَنُ، وأَبْطَرَني ذَرْعِي: أَبْلى بَدنِي وقطَع مَعاشي.

  وأَبطَرْت فلاناً ذَرْعَه أَي كَلَّفْته أَكثر من طَوْقه.

  ورجل واسعُ الذَّرْع والذِّراع أَي الخُلُق، على المثل، والذَّرْعُ: الطاقةُ.

  وضاقَ بالأَمر ذَرْعُه وذِراعُه أَي ضعُقت طاقتُه ولم يجد من المكروه فيه مَخْلَصاً ولم يُطِقه ولم يَقْو عليه، وأَصل الذرْع إِنما هو بَسْط اليد فكأَنك تريد مَدَدْت يدي إِليه فلم تَنَلْه؛ قال حميد بن ثور يصف ذئباً:

  وإِن باتَ وَحْشاً لَيْلةً لم يَضِقْ بها ... ذِراعاً، ولم يُصْبحْ لها وهو خاشِعُ

  وضاق به ذَرْعاً: مثل ضاق به ذِراعاً، ونَصْبَ ذرْعاً لأَنه خرج مفسِّراً مُحَوِّلاً لأَنه كان في الأَصل ضاق ذَرْعي به، فلما حُوّل الفعل خرج قوله ذرعاً مفسراً، ومثله طِبْت به نفساً وقَرَرْت به عَيناً، والذَّرْعُ يوضع موضع الطاقة، والأَصل فيه أَن يَذْرَع البعير بيديه في سيره ذَرْعاً على قدر سَعة خَطْوه، فإِذا حملته على أَكثر من طَوْقه قلت: قد أَبْطَرْت بعيرك ذَرْعه أَي حَمَلْته من السير على أَكثر من طاقته حتى يَبْطَر ويَمُدّ عنقه ضَعْفاً عما حُمِل عليه.

  ويقال: ما لي به ذَرْع ولا ذِراع أَي ما لي به طاقة.

  وفي حديث ابن عوف: قَلَّدوا أَمْركم رَحْب الذِّراع أَي واسِعَ القوة والقدرة والبطش.

  والذرْعُ: الوُسْع والطاقة؛ ومنه الحديث: فكَبُر في ذَرْعي أَي عظُم وقْعُه وجلَّ عندي، والحديث الآخر: فكسَر ذلك من ذَرْعي أَي ثَبَّطَني عما أَردته؛ ومنه حديث إِبراهيم،