لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 155 - الجزء 8

  وأَشار بيده، في هذا الموضع من نحو المَشْرِق إِلى المَغْرِب عَرْضاً، يعني الصبح الأَوّل المستطيل؛ قال الأَزهري: وهذا دليل على أَن الصبح الساطع هو المستطيل، قال: فلذلك قيل للعَمُود من أَعْمِدة الخِباء سِطاعٌ.

  وفي حديث ابن عباس: كلوا واشربوا ما دام الضوْءُ ساطِعاً حتى تَعْتَرِضَ الحُمرةُ الأُفُقَ؛ ساطعاً أَي مستطيلاً.

  وسَطَع لي أَمرُك: وضَح؛ عن اللحياني.

  وسَطَعَتِ الرائحةُ سَطْعاً وسُطوعاً: فاحَتْ وعَلَتْ وارتفعت.

  يقال: سَطَعَتْني رائحةُ المِسْك إِذا طارت إِلى أَنفك.

  والسَّطَعُ، بالتحريك: طُولُ العُنُق.

  وفي حديث أُم معبد وصفتها المصطفى، ، قالت: وكان في عُنُقِه سَطَعٌ أَي طُول؛ يقال: عُنُقٌ سَطْعاء.

  قال أَبو عبيدة: العنق السطعاءُ التي طالت وانتصب علابِيُّها؛ ذكره في صفات الخيل.

  وظَلِيمٌ أَسطَعُ: طويلُ العُنُقِ، والأُنثى سَطْعاء.

  يقال: سَطِعَ سَطَعاً في النعت، ويقال في رفعه عنقه: سَطَعَ يَسْطَعُ، وكذلك الرجل والمرأَة والبعير؛ وقد سَطِعَ سَطَعاً وسَطَعَ يَسْطَعُ: رفع رأْسه ومدَّ عُنقه؛ قال ذو الرمة يصف الظَّلِيم:

  فَظَلَّ مُخْتَضِعاً يَبْدُو فَتُنْكِرُه ... حالاً، ويَسْطَعُ أَحياناً فَينْتَسِبُ

  وعنق أَسطَعُ: طويل منتصب.

  وسطَعَ السهمُ إِذا رَمَى به فشخَصَ يلمَع؛ وقال الشماخ:

  أَرِقْتُ له في القَوْمِ، والصُّبح ساطِعٌ ... كما سَطَع المِرِّيخُ شَمَّره الغالِي

  وروي سَمَّرَه، ومعناهما أَرسلَه.

  والسِّطاعُ: خَشَبة تنصب وسَط الخِباء والرُّواقِ، وقيل: هو عمود البيت؛ قال القطامي:

  أَلَيْسُوا بالأُلى قَسَطُوا قَدِيماً ... على النُّعْمانِ، وابْتَدَرُوا السِّطاعَا؟

  وذلك أَنهم دخلوا على النُّعمان قُبَّته، وجمع السِّطاعِ أَسْطِعةٌ وسُطُعٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  يَنُشْنَه نَوْشاً بأَمْثالِ السُّطُعْ

  والسِّطاعُ: العنق على التشبيه بِسِطاعِ الخباء.

  وناقة ساطِعةٌ: ممتدَّة الجِرانِ والعُنُق؛ قال ابن فيد الراجز:

  ما بَرِحَتْ ساطِعة الجِرانِ ... حَيْثُ الْتَقَتْ أَعْظُمُها الثَّمانِ

  قال الأَزهري: ويقال للبعير الطويل سِطاعٌ تشبيهاً بسطاع البيت؛ وقال مليح الهذلي:

  وحتى دَعا داعي الفِراقِ وأُدْنِيَتْ ... إِلى الحَيِّ، نُوقٌ، والسِّطاعُ المُحَمْلَجُ

  والسِّطاعُ: سِمةٌ في جنب البعير أَو عنقه بالطول، وقد سَطَّعَه، فهو مُسَطَّعٌ؛ قال الأَزهري: هي في العنق بالطول، فإِذا كانت بالعَرْضِ فهو العِلاطُ، وناقة مَسْطُوعةٌ وإِبِلٌ مُسَطَّعةٌ؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي قال: وهو فيما زعموا للبيد:

  دَرَى باليَسارَى جَنَّةً عَبْقَرِيَّةً ... مُسَطَّعةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِمِ

  فإِنه فسره فقال: مُسَطَّعة من السِّطاعِ، وهي السِّمة التي في العنق، وهذا هو الأَسْبَقُ، وقد تكون المسطَّعة التي على أَقدار السُّطُع من عَمَدِ البيوت.