لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 170 - الجزء 8

  ضاعَ، وهو ضائِعٌ سائِعٌ، وأَساعَه أَضاعَه؛ ورجل مُسِيعٌ مُضِيعٌ ورجل مِضْياعٌ مِسْياعٌ للمال، وأَنشد ابن بري للشاعر:

  وَيْلُ أُمّ أَجْيادَ شاةً شاةَ مُمْتَنِحٍ ... أَبي عِيالٍ، قَلِيلِ الوَفْرِ، مِسْياعِ

  أُم أَجياد: اسم شاة وصَفَها بِغُزْرِ اللَّبَن.

  وشاةً منصوب على التمييز، وقال ابن الأَعرابي: الساعةُ الهَلْكَى والطاعةُ المُطِيعُون والجاعةُ الجِياعُ.

  وسُواعٌ: اسم صَنَم كان لهَمْدان، وقيل: كان لقوم نوح، #، ثم صار لهُذَيْل وكان بِرُهاط يَحُجُّون إِليه؛ قال الأَزهري: سُواعٌ اسم صنم عُبِدَ زَمَنَ نوح، #، فَغَرَّقَه الله أَيام الطُّوفان ودفنه، فاستثاره إِبليس لأَهل الجاهلية فعبدوه.

  ويَسُوعُ: اسم من أَسماء الجاهلية.

  سيع: السَّيْعُ: الماءُ الجاري على وجه الأَرض، وقد انساع.

  وانساع الجَمَدُ: ذابَ وسال.

  وساعَ الماءُ والسرابُ يَسِيعُ سَيْعاً وسُيوعاً وتَسَيَّعَ، كلاهما: اضْطَرَبَ وجرى على وجه الأَرض، وهو مذكور في الصاد، وسرابٌ أَسْيَعُ؛ قال رؤبة:

  فَهُنَّ يَخْبِطْنَ السَّرابَ الأَسْيَعا ... شَبِيه يَمٍّ بَيْنَ عِبْرَيْنِ معا

  وقيل: أَفعل هنا للمفاضلة، والانْسِياعُ مثله.

  والسَّياعُ والسِّياعُ: الطينُ، وقيل: الطين بالتِّبْن الذي يُطَيَّنُ به؛ الأَخيرة عن كراع؛ قال القطامي:

  فلمَّا أَنْ جَرَى سِمَنٌ عليها ... كما بَطَّنْتَ بالفَدَنِ السَّياعا

  وهو مقلوب، أَي كما بَطَّنْتَ بالسَّياعِ الفَدَنَ وهو القَصْر، تقول منه: سَيَّعْتُ الحائطَ إِذا طَيَّنْتَه بالطين.

  وقال أَبو حنيفة: السَّياعُ الطين الذي يُطَيَّنُ به إِناء الخمر؛ وأَنشد لرجل من بني ضبة:

  فَباكَرَ مَخْتُوماً عليه سَياعُه ... هذاذَيْكَ، حتى أَنْفَدَ الدَّنَّ أَجْمَعا

  وسَيَّعَ الرَّقَّ والسفينةَ: طلاهما بالقارِ طَلْياً رَقيقاً.

  والسياع: الزِّفْتُ على التشبيه بالطين لسواده؛ قال:

  كأَنها في سَياعِ الدَّنِّ قِنْدِيدُ

  وقيل: إِنما شبه الزِّفْتَ بالطين، والقِنْدِيدُ هنا الوَرْسُ.

  قال ابن بري: أَما قول أَبي حنيفة إِن السِّياع الطينُ الذي تُطَيَّنُ به أَوْعية الخمر، وجعل ذلك له خصوصاً فليس بشيء، بل السياع الطين جعل على حائط أَو على إِناء خَمْر، قال: وليس في البيت ما يدل على أَن السياع مختصّ بآنية الخمر دون غيرها، وإِنما أَراد بقوله سَياعه أَي طينه الذي خُتِمَ به؛ قال الأَزهري: السَّياعُ تَطْيِينُك بالجَصِّ والطِّينِ والقِيرِ، تقول: سَيَّعْتُ به تَسْيِيعاً أَي طَلَيْتُ به طَلْياً رَقِيقاً؛ وقول رؤْبة:

  مرسلها ماءَ السَّرابِ الأَسْيَعا

  قال يصفه بالرِّقَّةِ.

  وسَيَّعَ المكانَ تَسْيِيعاً: طَيَّنَه بالسّياعِ.

  والمِسْيعة: المالَج خشبة مَلْساءُ يطين بها.

  وسَيَّعَ الجُبَّ: طينه بطين أَو جص.

  وساعَ الشيءُ يَسِيعُ: ضاعَ، وأَساعَه هو؛ قال سويد بن أَبي كاهل اليشكري:

  وكَفاني الله ما في نفسِه ... ومَتى ما يَكْفِ شيئاً لا يُسَعْ

  أَي لا يُضَيَّعُ.

  وناقة مِسْياعٌ: تصبر على الإِضاعة