لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 203 - الجزء 8

  قاله قطرب.

  وقال أَبو حاتم: الصَّقْعاءُ دُخَّلةٌ كَدْراءُ اللَّوْنِ صغيرة رأْسها أَصفر قصيرةُ الزِّمِكَّى.

  أَبو الوازع: الصُّقْعَةُ بياض في وسط رأْس الشاة السوداء ومَوْضِعُها من الرأْس الصَّوْقَعةُ.

  وصَقَعْتُه: ضربته على صَوْقَعَتِه؛ قال رؤبة:

  بالمَشْرَفِيَّاتِ وطَعْنٍ وَخْزِ ... والصَّقْعِ من خابِطَةٍ وجُرْزِ

  وفرسٌ أَصقَعُ: أَبيضُ أَعلى الرأْسِ.

  والأَصْقَعُ من الفرس: ناصِيَتُه، وقيل: ناصيته البيضاء.

  والصَّقْعُ: رَفْعُ الصوْتِ.

  وصَقَعَ بصوته يَصْقَعُ صَقْعاً وصُقاعاً: رفَعه.

  وصَقْعُ الدِّيكِ: صوْتُه، والصقِيعُ أَيضاً صوتُه.

  وقد صَقَعَ الدِّيكُ يَصْقَعُ أَي صاح.

  والصُّقْعُ: ناحيةُ الأَرضِ والبيت.

  وصُقْعُ الرَّكِيّةِ: ما حَوْلَها وتحتها من نواحيها، والجمع أَصْقاعٌ؛ وقوله:

  قُبِّحْتِ من سالِفةٍ ومن صُدُغْ ... كأَنَّها كُشْيَةُ ضَبٍّ في صُقُعْ

  إِنما معناه في ناحية، وجمع بين العين والغين لتقارب مخرجيهما، وبعضهم يرويه في صُقُغ، بالغين؛ قال ابن سيده: فلا أَدْرِي أَهو هَرَبٌ من الإِكْفاءِ أَم الغين في صُقُغ وضع، وزعم يونس أَن أَبا عمرو بن العلاء رواه كذلك وقال، أَعني أَبا عمرو: لولا ذلك لم أَروِها، قال ابن جني: فإِذا كان الأَمر على ما رواه أَبو عمرو فالحال ناطقة بأَن في صُقع لغتين: العين والغين جميعاً، وأَن يكون إِبدال الحرف للحرف.

  وفلان من أَهل هذا الصُّقْعِ أَي من أَهل هذه الناحية.

  وخَطِيبٌ مِصْقَعٌ: بَلِيغٌ؛ قال قيس بن عاصم:

  خُطَباءُ حِينَ يَقُومُ قائِلُنا ... بِيضُ الوُجُوه، مَصاقِعٌ لُسن

  قيل: هو من رَفْعِ الصَّوْتِ، وقيل: يذهب في كل صُقْعٍ من الكلام أَي ناحية، وهو للفارسي.

  ابن الأَعرابي: الصَّقْعُ البلاغة في الكلام والوُقُوعُ على المعاني.

  والصَّقْعُ: رَفْعُ الصَّوْتِ؛ قال الفرزدق:

  وعُطارِدٌ وأَبوه مِنْهم حاجِبٌ ... والشَّيْخُ ناجِيةُ الخِضَمُّ المِصْقَعُ

  وفي حديث حذيفة بن أُسَيْدٍ: شَرُّ الناسِ في الفِتْنةِ الخطيبُ المِصْقَعُ أَي البلِيغُ الماهِرُ في خطبته الداعي إِلى الفِتَن الذي يُحرِّضُ الناس عليها، وهو مِفْعَلٌ من الصَّقْعِ رَفْعِ الصَّوْتِ ومُتابَعَتِه، ومِفْعَلٌ من أَبنية المبالغة.

  والعرب تقول: صَه صاقِعُ تَقوله للرجل تَسْمَعُه يَكْذِبُ أَي اسكُتْ يا كَذَّابُ فقد ضَلَلْتَ عن الحقِّ.

  والصاقِعُ: الكَذَّابُ.

  وصَقَع في كل النَّواحِي يَصْقَعُ: ذَهَبَ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

  وعَلِمْتُ أَني إِنْ أُخِذْتُ بِحِيلَةٍ ... نَهِشَتْ يَدايَ إِلى وَجَى لَمْ يَصْقَعِ⁣(⁣١)

  هو من هذا أَي لم يذهب عن طريق الكلام.

  ويقال: ما أَدْرِي أَين صَقَعَ وبَقَعَ أَي ما أَدْرِي أَينَ ذَهَبَ، قَلَّما يُتكلم به إِلَّا بحرف النفي.

  وما أَدري أَين صَقَعَ أَي ما أَدري أَين توجه؛ قال:

  وللَّه صُعْلُوكٌ تَشَدَّدَ هَمُّه ... عليه، وفي الأَرض العَرِيضةِ مَصْقَعُ


(١) قوله [نهشت يداي إِلى وجى كذا بالأَصل ولعله بهشت.