لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 254 - الجزء 8

  والفُصْعةُ، في بعض اللغات: غُلُفةُ الصبي إذا اتسعت حتى تخرج حشفته قبل أَن يُخْتَنَ.

  وغلام أَفْصَعُ أَجْلَعُ: بادِي القُلْفَةِ من كَمَرته.

  وفي حديث الزبرقان: أَبْغَضُ صبياننا إِلينا الأُفَيْصِعُ الكَمَرةِ الأُفَيْطِسُ النُّخَرِة الذي كأَنه يَطَّلِعُ في جِحَرة أَي هو غائر العينين.

  يقال: فَصَعَ الغلامُ وافْتَصَعَ إِذا كَشَرَ قُلْفَتَه، وفَصَعَها الصبي إِذا نحَّاها عن الحشفة.

  وفَصَعَ العمامة عن رأْسه فَصْعاً: حسَرَها؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  رأَيْتُكَ هَرَّيْتَ العِمامَةَ، وبعدما ... أَراكَ زَماناً فاصِعاً لا تَعَصَّبُ

  والفَصْعان: المكشوفُ الرأْس أَبداً حَرارةً والتِهاباً.

  والفَصْعاءُ: الفأْرةُ.

  وفَصَّعتُه من كذا تَفْصِيعاً أَي أَخرجته منه فانْفَصَع.

  وافْتَصَعْتُ حَقِّي من فلان أَي أَخذته كله بقهر فلم أَترك منه شيئاً، ولا يُلْتَفَتُ إلى القاف.

  فضع: فَضَعَ فَضْعاً كضَفَعَ أَي جَعَسَ وأَحْدَثَ.

  فظع: فَظُعَ الأَمرُ، بالضم، يَفْظُعُ فَظاعةً، بالضم، فهو فَظيِعٌ وفَظِعٌ؛ الأَخيرة على النسب، وأَفْظَعَ الأَمرُ: اشتَدَّ وشَنُعَ وجاوز المِقدارَ وبَرَّحَ، فهو مُفْظِعٌ.

  وفي الحديث: لا تحل المسأَلة إلَّا لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ؛ المُفْظِعُ: الشديدُ الشنِيعُ.

  وفي الحديث: لم أَرَ مَنْظَراً كاليوم أَفْظَعَ أَي لم أَر منظراً فَظِيعاً كاليوم، وقيل: أَراد لم أَرَ مَنْظَراً أَفظَعَ منه فحذفها وهو في كلام العرب كثير.

  وفي حديث سهل بن حُنَيْفٍ: ما وَضَعْنا سيوفنا على عواتقنا إلى أَمر يُفْظِعُنا إلَّا أَسهلَ بنا؛ يُفْظِعُنا أَي يُوقِعُنا في أَمر فَظِيعٍ شديد.

  وأُفْظِعُ الرجلُ، على ما لم يسمَّ فاعلُه، أَي نزَل به أَمْرٌ عظيم؛ ومنه قول لبيد:

  وهُمُ السُّعاةُ، إذا العَشِيرةُ أُفْظِعَتْ ... وهُمُ فَوارِسُها، وهم حُكَّامُها

  وأَفْظَعَه الأَمرُ وفَظِعَ به فَظاعةً وفَظَعاً واسْتَفْظَعَه وأَفْظَعَه: رآه فَظِيعاً؛ وقوله أَنشده المبرد:

  قد عِشْتُ في الناسِ أَطْواراً على خُلُقٍ ... شَتّىً، وقاسَيْتُ فيه اللِّين والفَظَعا

  يكون الفَظَعُ مصدر فَظِعَ به، وقد يكون مصدر فَظُعَ كَكَرُمَ كَرَماً إِلَّا أَني لم أَسمع الفَظَعَ إلَّا هنا.

  قال أَبو زيد: فَظِعْتُ بالأَمر أَفْظَعُ فَظاعةً إِذا هالَك وغلَبك فلم تَثِق بأَن تُطِيقَه.

  وفي الحديث: لما أُسري بي وأَصبحت بمكة فَظِعْتُ بأَمري أَي اشتدَّ عليَّ وهِبْته؛ ومنه الحديث: أُرِيتُ أَنه وُضِعَ في يَدَيَّ سِوارانِ من ذهب فَفَظِعْتُهُما، هكذا روي متعدياً حملاً على المعنى لأَنه بمعنى أَكْبَرْتهما وخِفْتهما، والمعروف فَظِعْتُ به أَو منه؛ وقول أَبي وجزة:

  تَرَى العِلافيَّ مِنْها مُوافِداً فَظِعاً ... إِذا احْزَأَلَّ به من ظَهْرِها فِقَرُ

  قال فَظِعاً أَي مَلآنَ.

  وقد فَظِعَ فَظَعاً أَي امْتَلأَ.

  والفَظِيعُ: الماءُ العذبُ.

  والماءُ الفَظِيعُ: هو الماءُ الزُّلالُ الصَّافي، وضده المُضاضُ، وهو الشديد المُلُوحةِ؛ قال الشاعر:

  يَردْنَ بُحُوزاً ما يَمِدُّ جِمامَها ... أَتيُّ عُيُونٍ، ماؤُهُنَّ فَظِيعُ

  فعفع: الفَعْفَعةُ والفَعْفَعُ: حكاية بعض الأَصوات.

  والفَعْفَعانيُّ: الجازِرُ، هُذَلِيَّة؛ قال صخر الغيّ: