لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 278 - الجزء 8

  فقوله نَخَبالا فعلاتن وهو مقطوع؛ وكقوله في الرجز:

  دار لِسَلْمَى، إِذ سُلَيْمَى جارةٌ ... قَفْرٌ تُرى آياتها مِثْلَ الزُّبُرْ⁣(⁣١)

  وكقوله في الرجز:

  القَلْبُ منها مُسْتَرِيحٌ سالِمٌ ... والقلبُ مِنِّي جاهِدٌ مَجْهُودُ

  فقوله مَجْهُود مَفْعُولُنْ.

  وتَقْطِيعُ الشعر: وَزْنه بأَجزاء العَرُوضِ وتَجْزئته بالأَفعالِ.

  وقاطَعَ الرجُلانِ بسيفيهما إِذا نظرا أَيُّهما أَقْطَعُ؛ وقاطَعَ فلان فلاناً بسيفيهما كذلك.

  ورجل لَطَّاع قَطَّاعٌ: يَقْطَعُ نصف اللُّقْمةِ ويردّ الثاني، واللَّطَّاعُ مذكور في موضعه.

  وكلامٌ قاطِعٌ على المَثَلِ: كقولهم نافِذٌ.

  والأَقْطَعُ: المقطوعُ اليَدِ، والجمع قُطْعٌ وقُطْعانٌ مثل أَسْوَدَ وسُودانٍ.

  ويَدٌ قَطعاءُ: مقطوعةٌ، وقد قَطَعَ وقطِعَ قَطعاً.

  والقَطَعَةُ والقُطْعةُ، بالضم، مثل الصَّلَعةِ والصُّلْعةِ: موضع القَطْعِ من اليد، وقيل: بقيّةُ اليدِ المقطوعةِ، وضربَه بقَطَعَتِه.

  وفي الحديث: أَنَّ سارِقاً سَرَقَ فَقُطِعَ فكان يَسْرِقُ بقَطَعَتِه، بفتحتين؛ هي الموضعُ المقطوعُ من اليد، قال: وقد تضم القاف وتسكن الطاء فيقال: بقُطْعَتِه، قال الليث: يقولون قُطِعَ الرجلُ ولا يقولون قُطِعَ الأَقْطَعُ لأَنَّ الأَقْطَعَ لا يكون أَقْطَعَ حتى يَقْطَعَه غيره، ولو لزمه ذلك من قبل نفسه لقيل قَطِعَ أَو قَطُعَ، وقَطَعَ الله عُمُرَه على المَثَلِ.

  وفي التنزيل: فَقُطِعَ دابِرُ القوم الذين ظَلَموا؛ قال ثعلب: معناه استُؤْصِلُوا من آخرهم.

  ومَقْطَعُ كل شيءٍ ومُنْقَطَعُه: آخره حيث يَنْقَطِعُ كمَقاطِعِ الرِّمالِ والأَوْدِيةِ والحَرَّةِ وما أَشبهها.

  ومَقاطِيعُ الأَوديةِ: مآخيرُها.

  ومُنْقَطَعُ كلِّ شيءٍ: حيث يَنْتَهي إِليه طَرَفُه.

  والمُنْقَطِعُ: الشيءُ نفسُه.

  وشرابٌ لذيذُ المَقْطَعِ أَي الآخِر والخاتِمَةِ.

  وقَطَعَ الماءَ قَطْعاً: شَقَّه وجازَه.

  وقطَعَ به النهرَ وأَقْطَعَه إِياه وأَقطَعَه به: جاوَزَه، وهو من الفصل بين الأَجزاء.

  وقَطَعْتُ النهر قَطْعاً وقُطُوعاً: عَبَرْتُ.

  ومَقاطِعُ الأَنهار: حيث يُعْبَرُ فيه.

  والمَقْطَعُ: غايةُ ما قُطِعَ.

  يقال: مَقْطَعُ الثوبِ ومَقْطَعُ الرمْلِ للذي لا رَمْلَ وراءه.

  والمَقْطَعُ: الموضع الذي يُقْطَعُ فيه النهر من المَعابرِ.

  ومَقاطِعُ القرآنِ: مواضعُ الوقوفِ، ومَبادِئُه: مواضعُ الابتداءِ.

  وفي حديث عمر، ¥، حين ذَكَر أَبا بكر، ¥: ليس فيكم مَنْ تَقَطَّعُ عليه⁣(⁣٢) الأَعْناقُ مثلَ أَبي بكر؛ أَراد أَن السابِقَ منكم الذي لا يَلْحَقُ شَأْوَه في الفضل أَحدٌ لا يكون مِثْلاً لأَبي بكر لأَنه أَسْبَقُ السابقين؛ وفي النهاية: أَي ليس فيكم أَحدٌ سابقٌ إِلى الخيراتِ تَقَطَّعُ أَعْناقُ مُسابقِيه حتى لا يَلْحَقَه أَحدٌ مِثْلَ أَبي بكر، ¥.

  يقال للفرَس الجَوادِ: تَقَطَّعَت أَعناقُ الخيْلِ عليه فلم تَلْحَقْه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للبَعِيثِ:

  طَمِعْتُ بِلَيْلى أَن تَرِيعَ، وإِنَّما ... تُقَطِّعُ أَعناقَ الرِّجالِ المَطامِعُ

  وبايَعْتُ لَيْلى في الخَلاءِ، ولم يَكُنْ ... شُهُودي على لَيْلى عُدُولٌ مَقانِعُ


(١) قوله [دار لسلمى الخ] هو موفور لا مقطوع فلا شاهد فيه كما لا يخفى.

(٢) قوله [تقطع عليه] كذا بالأصل، والذي في النهاية: دونه.