لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 307 - الجزء 8

  سواه فيكون في اليدين والرجلين، وقال اللحياني: هما مما يؤنث ويذكر، قال: ولم يعرف الأَصمعي التذكير، وقال مرة أُخرى: هو مذكر لا غير، وقال سيبويه: أَما كُراعٌ فإِن الوجه فيه ترك الصرْف، ومن العرب من يصرفه يشبهه بذراع، وهو أَخبث الوجهين، يعني أَن الوجه إِذا سمي به أَن لا يصرف لأَنه مؤنث سمي به مذكر، والجمع أَكْرُعٌ، وأَكارِعُ جمع الجمع، وأَما سيبويه فإِنه جعله مما كسر على ما لا يكسّر عليه مثلُه فِراراً من جمع الجمع، وقد يكسر على كِرْعانٍ.

  والكُراعُ من البقر والغنم: بمنزلة الوَظِيفِ من الخيل والإِبل والحُمُرِ وهو مُسْتدَقُّ الساقِ العاري من اللحم، يذكر ويؤنث، والجمع أَكْرُعٌ ثم أَكارِعُ.

  وفي المثل: أُعْطِيَ العبدُ كُراعاً فطلَب ذِرعاً، لأَن الذراع في اليد وهو أَفضل من الكُراع في الرجْلِ.

  وكَرَعَه: أَصابَ كُراعَه.

  وكَرِعَ كَرَعاً: شَكا كُراعَه.

  ويقال للضعيف الدِّفاعِ: فلان ما يُنْضجُ الكُراعَ.

  والكَرَعُ: دِقَّةُ الأَكارِعِ، طويلةً كانت أَو قصيرةً، كَرِعَ كَرَعاً، وهو أَكْرَعُ، وفيه كَرَعٌ أَي دِقَّةٌ.

  والكَرَعُ أَيضاً: دِقَّةُ الساقِ، وقيل: دقة مُقَدَّمِها وهو أَكْرعُ، والفِعْلُ كالفِعْلِ والصِّفةُ كالصِّفةِ.

  وفي حديث الحوض: فَبَدَأَ الله بكُراعٍ أي طرَفٍ من ماءِ الجنةِ مُشَبَّه بالكراع لقلته، وإِنه كالكُراعِ من الدابة.

  وتَكَرَّعَ للصلاة: غَسَل أَكارِعَه، وعمّ بعضهم به الوضوء.

  قال الأَزهري: تَطَهَّرَ الغلام وتَكَرَّعَ وتَمكَّنَ إِذا تطهر للصلاة.

  وكُراعاً الجُنْدَبِ: رجلاه؛ ومنه قول أَبي زبيد:

  ونَفَى الجُنْدَبُ الحَصى بِكُراعَيْه ... وأوْفَى في عُودِه الحِرْباءُ

  وكُراعُ الأَرض: ناحِيَتُها.

  وأَكارِعُ الأَرض: أَطْرافُها القاصِيةُ، شبهت بأَكارِعِ الشاؤ هي قوائمُها.

  وفي حديث النخعي: لا بأْس بالطَّلَبِ في أَكارِعِ الأَرض أَي نواحيها وأَطْرافِها.

  والكُراعُ: كلُّ أَنف سالَ فتقدم من جبل أَو حَرّةٍ.

  وكُراع كلِّ شيء: طَرَفُه، والجمع في هذا كله كِرْعانٌ وأَكارِعُ.

  وقال الأَصمعي: العُنُقُ من الحَرّة يمتدّ؛ قال عوف بن الأَحوص:

  أَلم أَظْلِفْ عن الشُّعَراءِ عِرْضِي ... كما ظُلِفَ الوَسِيقةُ بالكُراعِ؟

  وقيل: الكُراعُ ركن من الجبل يَعْرِضُ في الطريق.

  ويقال: أَكْرَعَكَ الصيْدُ وأَخْطَبَكَ وأَصْقَبَك وأَقْنى لكَ بمعنى أَمْكَنَكَ.

  وكَرِعَ الرجلُ بِطِيبٍ فَصاكَ به أَي لَصِقَ به.

  والكُراعُ: اسم يجمع الخيل.

  والكُراعُ: السلاحُ، وقيل: هو اسم يجمع الخيل والسلاح.

  وأَكْرَعَ القومُ إِذا صَبَّتْ عليهم السماءُ فاسْتَنْقَعَ الماءُ حتى يَسْقُوا إِبلهم من ماء السماء، والعرب تقول لماء السماء إِذا اجتمع في غَدِيرٍ أَو مَساكٍ: كَرَعٌ.

  وقد شَرِبْنا الكَرَعَ وأَرْوَيْنا نَعَمَنا بالكَرَعِ.

  والكَرَعُ.

  والكُراعُ: ماء السماء يُكْرَعُ فيه.

  ومنه حديث معاوية: شربت عُنْفُوانَ المكْرَعِ أَي في أَوّلِ الماءِ، وهو مَفْعَلٌ من الكَرَعِ، أَراد به عَزَّ فَشَرِبَ صافِيَ الماء وشرب غيره الكَدِرَ؛ قال الراعي يصف إِبلاً وراعِيَها بالرِّفْقِ في رِعايةِ الإِبلِ، ونسبه الجوهري لابن الرّقاع: