لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 42 - الجزء 1

  منصور: شَأْزَجر، وبعضُ العرب يقول: جَأْ بالجيم، وهما لغتان.

  وقد جَأْجَأْ الإِبلَ وجَأْجَأْ بها: دعاها إلى الشُّرْب، وقال جِئْ جِئْ.

  وجَأْجَأَ بالحمار كذلك، حكاه ثعلب.

  والاسم الجِيءُ مثل الجِيعِ، وأَصله جِئئ، قلبت الهمزة الأَولى ياءً.

  قال مُعاذٌ الهَرَّاء:

  وما كانَ على الجِيءِ ... ولا الهِيءِ امْتِداحِيكا

  قال ابن بري: صوابه أَن يذكره في فصل جيأَ.

  وقال:

  ذَكَّرها الوِرْد يقول جِئْجا ... فأَقْبَلَتْ أَعْناقُها الفُروجا

  يعني فُرُوجَ الحَوْضِ.

  والجُؤْجُؤُ: عِظامُ صَدْرِ الطائر.

  وفي حديث عليٍّ كرّم اللَّه وجهه: كأَنِّي أَنظرُ إلى مسجِدِها كَجُؤْجُؤِ سَفِينةٍ، أَو نَعامةٍ جاثِمةٍ، أَو كَجُؤْجُؤِ طائرٍ في لُجّةِ بَحْرٍ.

  الجُؤْجُؤُ: الصَّدْرُ، وقيل: عِظامُه، والجمع الجآجئُ، ومنه حديث سَطِيح:

  حتى أَتَى عارِي الجآجِئِ والقَطَنْ

  وفي حديث الحسن: خُلِقَ جُؤْجُؤُ آدَمَ، #، من كَثِيب ضَرِيَّةَ، وضرِيَةُ: بئْرٌ بالحِجاز يُنْسَبُ إليها حِمَى ضَرِيَّة.

  وقيل سمي بضَرِيَّةَ بنْتِ ربيعة بن نِزارٍ.

  والجُؤْجُؤُ: الصدر، والجمع الجآجِئُ، وقيل الجَآجِئُ: مُجْتَمع رُؤُوس عظام الصَّدْر؛ وقيل: هي مواصِلُ العِظام في الصدر، يقال ذلك للإِنسان وغيره مِنَ الحَيوان؛ ومنه قول بعض العرب: ما أَطْيَبَ جُواذِبَ الأَرُزّ بَجآجِئِ الإِوَزّ.

  وجُؤْجُؤُ السَّفينةِ والطائرِ: صَدْرُهما.

  وتَجَأْجَأَ عن الأَمر: كَفَّ وانتهى.

  وتَجَأْجَأَ عنه: تأَخَّر، وأَنشد:

  سأَنْزِعُ مِنكَ عِرْسَ أَبيك، إِنّي ... رأَيتُك لا تَجَأْجَأُ عن حِماها

  أَبو عمرو: الجَأْجاءُ: الهَزيمة.

  قال: وتَجَأْجَأْتُ عنه، أَي هِبْتُه.

  وفلان لا يَتَجَأْجَأُ عن فلان، أَي هوَ جَرِيءٌ عليه.

  جبأ: جَبَأَ عنه يَجْبَأُ: ارْتَدَعَ.

  وجَبأتُ عن الأَمر: إذا هِبْته وارْتَدَعْت عنه.

  ورجل جُبَّاءٌ، يمدّ ويقصر⁣(⁣١)، بضم الجيم، مهموز مقصور: جبان.

  قال مَفْرُوق بن عَمرو الشَّيْبانِي يَرْثِي إخْوته قَيْساً والدَّعَّاءَ وبِشْراً القَتْلَى في غَزْوة بارِقٍ بِشَطِّ الفَيْض:

  أَبْكِي على الدَعّاءِ في كلِّ شَتْوةٍ ... ولَهْفِي علَى قيسٍ، زمَامِ الفَوارِسِ

  فما أَنا، مِن رَيْبِ الزَّمانِ، بِجُبَّإِ ... ولا أَنا، مِن سَيْبِ الإِله، بِيائِسِ

  وحكى سيبويه: جُبَّاء، بالمدّ، وفسره السيرافي أَنه في معنى جُبَّإٍ؛ قال سيبويه: وغَلب عليه الجمع بالواو والنون لأَن مؤَنثه مما تدخله التاء.

  وجَبَأَتْ عَيْنِي عن الشيءِ: نَبَتْ عنه وكَرِهَتْه، فتأَخَّرْتُ عنه.

  الأَصمعي: يقال للمرأَة، إذا كانت كريهةَ المَنْظَرِ لا تُسْتَحْلى: إِنَّ العينَ لَتَجْبَأُ عنها.

  وقال حميد بن ثَوْر الهِلالي:


(١) قوله [يمد ويقصر الخ] عبارتان جمع المؤلف بينهما على عادته.