لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 398 - الجزء 8

  ويروى: وَضِعْت.

  ويقال: وُضِعْت في مالي وأُوضِعْتُ ووُكِسْتُ وأُوكِسْتُ.

  وفي حديث شريح: الوَضِيعةُ على المال والريح على ما اصطلحا عليه؛ الوَضِيعةُ: الخَسارة.

  وقد وُضِعَ في البَيْعِ يُوضَعُ وَضِيعةً، يعني أضنَّ الخَسارةَ من رأْس المال.

  قال الفراء.

  في قلبي مَوْضِعةٌ وموْقِعةٌ أَي مَحَبّةٌ.

  والوَضْعُ: أَهْوَنُ سَيْرِ الدوابِّ والإِبل، وقيل: هو ضَرْبٌ من سير الإِبل دون الشدّ، وقيل: هو فَوْقَ الخَبَب، وضَعَتْ وَضْعاً وموْضُوعاً؛ قال ابنُ مُقْبِلٍ فاستعاره للسّراب:

  وهَلْ عَلِمْت، إِذا لاذَ الظِّباءِ، وقَدْ ... ظَلَّ السَّرابُ على حِزَّانه يَضَعُ؟

  قال الأَزهري: ويقال وَضَعَ الرجلُ إِذا عَدا يَضَعُ وَضْعاً؛ وأَنشد لدريد بن الصّمة في يوم هَوازِنَ:

  يا لَيْتَني فيها جذَعْ ... أَخُبُّ فيها وأَضَعْ

  أَقُودُ وَطْفاءَ الزَّمَعْ ... كأَنها شاةٌ صَدَعْ

  أَخُبُّ من الخَبَبِ.

  وأَضَعُ: أَعْدُو من الوَضْعِ، وبعير حَسَنُ الموضوعِ؛ قال طرَفةُ:

  مَرْفُوعُها زَوْلٌ، ومَوْضُوعُها ... كَمَرِّ غَيْثٍ لَجِبٍ، وَسْطَ رِيح

  وأَوْضَعَها هو؛ وأَنشد أَبو عمرو:

  إِنَّ دُلَيْماً قد أَلاحَ من أَبي ... فقال: أَنْزِلْني، فلا إِيضاعَ بي

  أَي لا أَقْدِرُ على أَن أَسير.

  قال الأَزهري: وضَعَتِ الناقةُ، وهو نحو الرَّقَصانِ، وأَوْضَعْتُها أَنا، قال: وقال ابن شميل عن أَبي زيد: وَضَعَ البعير إِذا عَدا، وأَوْضَعْتُه أنا إِذا حملته عليه.

  وقال الليث: الدابّةُ تَضَعُ السير وَضْعاً، وهو سير دُونٌ؛ ومنه قوله تعالى: لأَوضَعُوا خِلالَكم؛ وأَنشد:

  بماذا تَرُدِّينَ امْراً جاءَ، لا يَرَى ... كَوُدِّكِ وُدًّا، قد أَكَلَّ وأَوْضَعا؟

  قال الأَزهري: قول الليث الوَضْعُ سَير دُونٌ ليس بصحيح، والوَضْعُ هو العَدْوُ؛ واعتبر الليثُ اللفظَ ولم يعرف كلام العرب.

  وأَما قوله تعالى: ولأَوْضَعُوا خِلالَكم يَبْغُونَم الفتنةَ، فإِنَّ الفراء قال: الإِيضاعُ السير بين القوم، وقال العرب: تقول أَوْضَعَ الراكِبُ ووَضَعَتِ الناقةُ، وربما قالوا للراكب وَضَعَ؛ وأَنشد:

  أَلْفَيْتَني مُحْتَمَلاً بِذِي أَضَعْ

  وقيل: لأَوْضَعُوا خِلالَكم، أَي أَوْضَعُوا مَراكِبَهم خِلالَكم.

  وقال الأَخفش: يقال أَوْضَعْتُ وجئت مُوضِعاً ولا يوقِعُه على شيء.

  ويقال: من أَيْنَ أوْضَعَ ومن أَين أَوْضَحَ الراكِبُ هذا الكلام الجيّد فقال أَبو الهيثم: وقولهم إِذا طرأَ عليهم راكب قالوا من أَين أَوْضَحَ الراكِبُ فمعناه من أَين أَنشأَ وليس من الإِيضاعِ في شيء؛ قال الأَزهريّ: وكلام العرب على ما قال أَبو الهيثم وقد سمعتُ نحواً مما قال من العرب.

  وفي الحديث: أَنه، ، أَفاض من عَرفةَ وعليه السكينةُ وأَوْضَعَ في وادِي مُحَسِّرٍ؛ قال أَبو عبيد: الإِيضاعُ سَيْرٌ مثل الخَبَبِ؛ وأَنشد:

  إِذا أُعْطِيتُ راحِلةً ورَحْلاً ... ولم أُوضِعْ، فقامَ عليَّ ناعِي