لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الياء]

صفحة 414 - الجزء 8

  يسع: حكى الأَزهري في ترجمة عيس عن شمر قال: تسمى الريحُ الجَنُوبُ بلغة هُذَيْلٍ النُّعامى، وهي الأَزْيَبُ أضيضاً، وبعضهم يسميها مِسْعاً، وقال بعض أَهل الحجاز يُسْعٌ، بضم الياء، قال: وأَما اسم النبي، ، فاليَسَعُ وقرئ اللَّيْسَع.

  يعع: قال الأَزهري في ترجمة وعع: ولا يكسر واو الوَعْواعِ كما يكسر الزاي من الزِّلْزالِ ونحوه كراهية الكسر في الواو، قال: وكذلك حكاية اليَعْيَعةِ واليَعْياعِ من فِعالِ الصِّبْيانِ إِذا رمى أَحدهم الشيء إِلى صبي آخَرَ، لأَن الياء خلقتها الكسر فيستقبحون الواو بين كسرتين، والواو خلقتها الضم فيستقبحون التقاء كسرة وضمة فلا تجدهما في كلام العرب في أَصل البناء؛ وأَنشد:

  أَمْسَتْ كَهامةِ يَعْياعٍ تَداولَها ... أَيْدِي الأَوازِعِ، ما تُلْقَى وما تُذَرُ

  وقال ابن سيده: اليَعْيَعةُ واليَعْياعُ من أَفعال الصبيان إِذا رمى أَحدهم الشيءَ إِلى الآخر.

  وقال: يَع.

  وقيل: اليَعْيَعةُ حكاية أَصوات القوم إِذا تَداعَوْا فقالوا: ياع ياعْ.

  يفع: اليفاع: المُشْرِفُ من الأَرض والجبل، وقيل: هو قطعة منهما فيها غِلَظٌ؛ قال القطامي:

  وأَصْبَحَ سَيْلُ ذلك قد تَرَقَّى ... إِلى مَنْ كانَ مَنْزِلُه يَفاعا

  وقيل: هو التَّلُّ المشرف، وقيل: هو ما ارْتَفَعَ من الأَرض؛ قال ابن بري: وجاء في جمعه يُفُوعٌ؛ قال المرّار:

  بنَظْرَةِ أَزْرَقِ العَيْنَيْنِ بازٍ ... على عَلْياءَ، يَطَّرِدُ اليُفُوعا

  والمَيْفَعُ: المكانُ المُشْرِفُ؛ وقول حميد بن ثور يَصِفُ ظَبْيةً:

  وفي كلِّ نَشْزٍ لها مَيْفَع ... وفي كلِّ وجْه لها مُرْتَعى

  ورواه ابن بري: لها مُنْتَصَى، فسره المفسر فقال: مَيْفَعٌ كيَفاعٍ، قال ابن سيده: ولست أَدري كيف هذا لأَنّ الظاهر من مَيْفَع في البيت أَن يكون مصدراً، وأَراه تَوَهَّمَ من اليَفاعِ فِعْلاً فجاء بمصدر عليه، والتفسير الأَول خطأٌ؛ ويقوي ما قلناه قوله:

  وفي كلّ وجه لها مرتعى

  واليافِعُ: ما أَشْرَفَ من الرَّمْل؛ قال ذو الرمة يصف خِشْفاً:

  تَنْفي الطَّوارِفَ عنه دِعْصَتا بَقَرٍ ... ويافِعٌ من فِرنْدَادَينِ مَلْمُومُ

  وجِبالٌ يَفَعاتٌ ويافِعاتٌ: مُشْرِفاتٌ.

  وكل شيء مُرْتَفِعٍ، فهو يَفاعٌ، وقيل: كلُّ مرتفِعٍ يافِعٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي لابن العارم الكلابي:

  فأَشْعَرْته تحتَ الظَّلامِ، وبَيْنَنا ... مِنَ الخَطَرِ المَنْضُودِ في العَينِ، يافِعُ

  وقال ابن الأَعرابي في قول عَدِيّ:

  ما رَجائي في اليافِعاتِ ذَواتِ الهَيجِ ... أمْ ما صَيْري، وكيفَ احْتِيالي؟

  قال: اليافعاتُ من الأَمْرِ ما عَلا وغلَبَ منها.

  وتَيَفَّعَ الرجلُ: أوْقَدَ ناره في اليَفاعِ أَو اليافِعِ؛ قال رُشَيْدُ بن رُمَيْضٍ الغَنَوِيّ:

  إِذا حانَ منه مَنْزِلُ القَوْمِ أَوْقَدَتْ ... لأُخْراه أولاه سَنًى وتَيَفَّعُوا