لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[باب الغين المعجمة]

صفحة 418 - الجزء 8

  والأَبْدَغُ⁣(⁣١) قال ابن دريد: أَحسَبه موضعاً.

  وزعم ابن الأَعرابي أَن بعض العرب عَذَرَ عَذْرة فسُمِيَ البَدِغَ مِثالَ التَّعِبِ، والله أَعلم.

  برغ: البَرْغُ: لغة في المَرْغِ وهو اللُّعاب.

  ابن الأَعرابي: بَرِغَ الرجل إِذا تَنَعَّمَ.

  قال الأَزهري: أَصل بَرِغَ رَبَغَ.

  وعَيْش رابِغٌ أَي ناعم، وهذا مقلوب.

  برزغ: شاب بُرْزُغٌ وبُرْزُغٌ وبِرْزاغٌ: تارٌّ تامٌّ ممتلئٌ؛ وأَنشد أَبو عبيدة لرجل بني سعد جاهليّ:

  حَسْبُك بعضُ القَوْلِ لا تَمَدَّهي ... غَرَّكِ بِرْزاغُ الشَّبابِ المُزْدَهي

  قوله لا تَمَدَّهي يريد لا تمدَّحي، وشبابٌ بُرْزُغٌ وبُرْزوغٌ وبِرْزاغٌ كذلك؛ وأَنشد ابن بري لرؤبة:

  بعد أَفانِينِ الشَّبابِ البُرْزُغِ

  والبُرْزُغُ: نشاطُ الشَّباب؛ وأَنشد:

  هَيْهاتَ مِيعادُ الشَّبابِ البُرْزُغِ

  بزغ: بَزَغَتِ الشمسُ تَبْزُغُ بَزْغاً وبُزُوغاً: بدا منها طُلوعٌ أَو طَلَعَت وشَرَقَتْ، وقال الزجاج: ابتدأَت في الطُّلوع.

  وفي التنزيل: فلما رأَي القمر بازعاً.

  وفي الحديث: حين بَزَغَت الشمسُ أَي طَلَعَتْ، ونجومٌ بَوازِغُ.

  وبَزَغَ النَّجْمُ والقمَرُ: ابتدَأَ طُلُوعُهما، مأْخوذ من البَزْغِ، وهو الشَّقُّ كأَنها تُشَقُّ بنورِه الظلمة شقًّا، ومن هذا يقال: بَزَغَ البَيْطارُ أَشاعِرَ الدابة وبضعها إِذا شق ذلك المكانَ منها بِمِبْضَعِه.

  ويقال للسِّنِّ: بازِغةٌ وبازِمَةٌ.

  وبَزغَ نابٌ البعير: طَلَعَ، وقيل: ابتدأَ في الطُّلوع.

  وابْتَزَغَ الربيعُ أَي جاء أَوَّلُه.

  والبَزْغُ والتَّبْزِيغُ: التَّشْرِيطُ، وقد بَزَّغَه، واسمُ الآلة المِبْزَغُ.

  وبَزَّغَ الحاجِمُ والبَيْطارُ أَي شَرَّط.

  وفي الحديث: إِن كان في شيء شِفاءٌ ففي بَزْغَةِ الحَجَّام؛ البَزْغُ: الشَّرْطُ.

  وبَزَغَ دَمَه أَي أَساله؛ ومنه قول الطرماح يصف ثوراً طعن الكلابَ بِقَرْنيةِ وهُما سلاحه:

  يَهُزُّ سِلاحاً لم يَرِثْها كَلالةً ... يَشُكُّ بها مِنْها أُصُولَ المَغابِنِ

  يُساقِطُها تَتْرَى بِكُلِّ خَمِيلَةٍ ... كبَزْغ البِيَطْر الثَّقْفِ رَهصَ الكَوادن

  وهذا البيت نسبه الجوهري للأَعشى وردَّ عليه ابن بري وقال: هو للطِّرمّاحِ.

  والرَّهْصُ: جمع رَهْصةٍ وهي مثل الوَقْرَة، وهي أَنْ يَدْوَى حافِرُ الدابةِ من حجر تَطَؤُه، والكَوادِنُ: البَراذِينُ.

  ويقال للحديدة التي يُشْرَطُ بها: مِبْزَغٌ ومِبْضَعٌ.

  قال أَبو عدنان: الوَخْزُ التَّبْزيغُ، والتبزيغ والتَّغْزِيبُ واحد، غَزَّبَ وبَزَّغَ.

  يقال: بَزَّغَ البَيْطارُ الحافر إِذا عَمَدَ إِلى أَشاعِرِه بِمبْضع فَوَخَزَه به وَخْزاً خَفِيًّا لا يبلُغ العَصَب فيكون دَواءً له، وأَما فَصْد عروق الدابّةِ وإِخْراجُ الدمِ منه فيقال له التوديج، يقال: ودِّجْ فَرَسَكَ.

  وقال الفراء: يقال للبَرْكِ مِبْزَغَةٌ ومِيزَغةٌ.

  وبَزِيغٌ: اسم فرس معروف.

  بطغ: بَطِغَ بالعَذِرة يَبْطَغُ بَطَغاً: تلطخ؛ قال رؤبة:

  لولا دَبوقاءُ اسْتِه لم يبطخِ


(١) قوله [والابدغ الخ] مثله للمجد حيث قال: والابدغ موضع. وعبارة ياقوت: أبذغ بالفتح ثم السكون وفتح الذال المعجمة وغين معجمة أيضاً: موضع في حسان أبي بكر بن دريد.