لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء المهملة]

صفحة 431 - الجزء 8

  اطْلُبوني طَلِبَتَكم.

  التهذيب: وفلان يُرِيغُ كذا وكذا ويُلِيصُه أَي يَطْلُبُه ويديره؛ وأَنشد الليث:

  يُدِيرونني عن سالِمٍ وأُرِيغُه ... وجِلْدةُ بَيْن العَيْنِ والأَنْفِ سالِمُ

  وتقول للرجل يَحومُ حَوْلَكَ: ما تُرِيغُ أَي ما تَطْلُب.

  وفلان يُدِيرُني على أَمر وأَنا أُرِيغُه؛ ومنه قوله:

  يُرِيغُ سَوادَ عَيْنَيْه الغُرابُ

  أَي يَطْلُبُه.

  وفي حديث عمر، ¥، أَنه سمع بكاء صبيّ فسأَل أُمه فقالت: إني أُرِيغُه على الطعام أَي أُدِيرُه عليه وأُرِيده منه.

  ويقال: فلان يُرِيغُني على أَمرٍ وعن أَمرٍ أَي يُراوِدُني ويطلبه مني؛ ومنه حديث قيس: خرجت أُرِيغُ بعيراً شرَدَ مني أَي أَطلبه بكل طريق.

  ومنه رَوَغانُ الثعلبِ، وفلان يُراوِغُ في الأَمرِ مُراوَغةً، وتَراوَغَ القومُ أَي راوَغَ بعضُهم بعضاً.

  والرَّوَّاغُ: الثعلب، وهو أَرْوَغُ من ثَعْلب.

  وراغَ إليه يُسارُّه أَو يَضْرِبُه: أَقْبَلَ.

  وراغَ فلان أَي مال إِليه سرّاً؛ ومنه قوله تعالى: فراغَ إلى أَهْلِه فجاء بِعِجْل سَمِين، وقال تعالى: فراغَ عليهم ضَرْباً باليَمينِ؛ كلُّ ذلك انحراف في اسْتخفاء، وقيل: أَقْبَلَ، وقال الفراء في قوله فراغَ إلى أَهلِه: معناه رجَع إلى أَهلِه في حال إِخْفاء منه لرُجُوعِه، ولا يقال للذي رجَع قد راغَ إلَّا أَن يكون مُخْفِياً لرُجوعه.

  وقال في قوله فراغَ عليهم: مالَ عليهم وكأَنَّ الرَّوْغَ ههنا أَي أَنه اعْتَلَّ عليهم رَوْغاً لِيَفْعَلَ بآلِهتِهِم ما فَعَل.

  وطريق رائِغٌ: مائِلٌ.

  وفي حديث الأَحنف: فعَدَلْتُ إلى رائِغةٍ من رَوائِغِ المدينةِ أَي طريقٍ يَعْدِلُ ويَمِيلُ عن الطريقِ الأَعْظَمِ.

  قال: ومنه قوله تعالى فراغَ عليهم ضرباً، أَي مالَ وأَقْبَلَ.

  ورِواغةُ القومِ ورِياغَتُهم: حيث يَصْطَرِعُون.

  ويقال: هذه رياغةُ بني فلان ورِواغَتُهم أَي حيث يَصْطَرِعُون، وأَصله رِواغةٌ صارت الواو ياء للكسرة قبلها.

  والمُراوَغةُ: المُصارَعةُ.

  ورَوَّغَ لُقْمَتَه في الدَّسَم: غَمَسَها فيه كَرَوَّلَها.

  وفي الحديث: إذا كَفَى أَحدَكم خادِمُه حَرَّ طعامِه فلْيُقْعِدْه معه وإلَّا فَلْيُرَوِّغْ له لُقْمةً أَي يُطْعِمْه لُقْمة مُشَرَّبةً من دَسَمِ الطَّعامِ.

  يقال رَوَّغَ فلان طَعامَه ومَرَّغه وسَغْبَلَه إِذا رَوَّاه دَسَماً.

  وتُرَوَّغُ الدابةُ في التراب: تُمَرَّغُ⁣(⁣١).

  ريغ: الرِّياغُ: الترابُ، وقيل: التراب المُدَقَّقُ.

  شمر: الرِّياغُ الرَّهَجُ والتراب، قال رؤبة يصف عَيْراً وأُتُنَه:

  وإنْ أَثارَتْ من رِياغٍ سَمْلَقا ... تَهْوِي حَوامِيها به مُدَقَّقا

  قال الأَزهري: وأَحسَب الموضِع الذي يَتَمَرَّغُ فيه الدوابُّ سُمِّي مَراغاً من الرِّياغِ، وهو الغُبارُ.

  زغغ: الكسائي: زَغْزَغَ الرجلُ فما أَحْجَمَ أَي حَمَلَ فلم يَنْكُصْ، ولَقِيتُه فما زَغْزَغَ أَي فما أَحْجَمَ.

  قال الأَزهريّ: ولا أَدري أَصحيح هو أَم لا.

  وزَغْزَغَ بالرجل: هَزِئَ به وسَخِرَ منه؛ ومنه قول رؤبة:

  عليّ إنِّي لَسْتُ بالمُزَغْزَغِ


(١) قوله [تروّغ وتمرّغ] كذا ضبط في الأَصل بصيغة المبني للمفعول، وفي القاموس: تروّغ الدابة تمرغت بالبناء للفاعل، قال شارحه: صوابه تروغت.