لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء]

صفحة 429 - الجزء 1

  وارْتِكابُ الذُّنوب: إِتْيانُها.

  وقال بعضُهم: الراكِبُ للبَعِير خاصة، والجمع رُكَّابٌ، ورُكْبانٌ، ورُكُوبٌ.

  ورجلٌ رَكُوبٌ ورَكَّابٌ، الأُولى عن ثَعْلَب: كثيرُ الرُّكوبِ، والأُنْثَى رَكَّابة.

  قال ابن السكيت وغيره: تقول: مَرَّ بنا راكبٌ، إِذا كان على بعيرٍ خاصَّة، فإِذا كان الراكبُ على حافِرِ فَرَسٍ أَو حِمارٍ أَو بَغْلٍ، قلت: مَرَّ بنا فارِسٌ على حِمارٍ، ومَرَّ بنا فارسٌ على بغلٍ؛ وقال عُمارة: لا أَقولُ لصاحِبِ الحِمارِ فارسٌ، ولكن أَقولُ حَمَّارٌ.

  قال ابن بري: قولُ ابنِ السّكيت: مَرَّ بنا راكبٌ، إِذا كان على بَعيرٍ خاصَّة، إِنما يُريدُ إِذا لم تُضِفْه، فإِن أَضَفْتَه، جاز أَن يكونَ للبعيرِ والحِمارِ والفرسِ والبغلِ، ونحو ذلك؛ فتقول: هذا راكِبُ جَمَلٍ، وراكبُ فَرَسٍ، وراكِبُ حِمارٍ، فإِن أَتَيْتَ بجَمْعٍ يَخْتَصُّ بالإِبِلِ، لم تُضِفْه، كقولك رَكْبٌ ورُكْبان، لا تَقُلْ: رَكْبُ إِبل، ولا رُكْبان إِبل، لأَن الرَّكْبَ والرُّكْبانَ لا يكون إِلا لِرُكَّابِ الإِبِلِ.

  غيره: وأَما الرُّكَّاب فيجوز إِضافتُه إِلى الخَيْلِ والإِبِلِ وغيرِهما، كقولك: هؤُلاءِ رُكَّابُ خَيْلٍ، ورُكَّابُ إِبِل، بخلافِ الرَّكْبِ والرُّكْبانِ.

  قال: وأَما قولُ عُمارَة: إِني لا أَقول لراكبِ الحِمارِ فارِسٌ؛ فهو الظاهر، لأَن الفارِسَ فاعلٌ مأْخوذٌ من الفَرَس، ومعناه صاحبُ فَرَسٍ، مثلُ قَوْلِهِم: لابِنٌ، وتامِرٌ، ودارِعٌ، وسائِفٌ، ورامِحٌ إِذا كان صاحبَ هذه الأَشْياءِ؛ وعلى هذا قال العنبري:

  فَلَيْتَ لِي بهم قَوْماً، إِذا رَكِبُوا ... شَنُّوا الإِغارَةَ: فُرْساناً ورُكْبانا

  فجَعَلَ الفُرْسانَ أَصحابَ الخَيْلِ، والرُّكْبانَ أَصحابَ الإِبِلِ، والرُّكْبانُ الجَماعة منهم.

  قال: والرُّكْبُ رُكْبانُ الإِبِلِ، اسم للجمع؛ قال: وليس بتكسيرِ راكِبٍ.

  والرَّكْبُ: أَصحابُ الإِبِلِ في السَّفَر دُونَ الدَّوابِّ؛ وقال الأَخفش: هو جَمْعٌ وهُم العَشَرة فما فوقَهُم، وأُرى أَن الرَّكْبَ قد يكونُ للخَيْل والإِبِلِ.

  قال السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَة، وكان فرَسُه قد عَطِبَ أَوْ عُقِرَ:

  وما يُدْرِيكَ ما فَقْرِي إِلَيْه ... إِذا ما الرَّكْبُ، في نَهْبٍ، أَغاروا

  وفي التنزيل العزيز: والرَّكْبُ أَسْفَلَ منكُم؛ فقد يجوز أَن يكونوا رَكْبَ خَيْلٍ، وأَن يكونوا رَكْبَ إِبِلٍ، وقد يجوزُ أَن يكونَ الجيشُ منهما جميعاً.

  وفي الحديث: بَشِّرْ رَكِيبَ السُّعاةِ، بِقِطْعٍ من جهنم مِثْلِ قُورِ حِسْمَى.

  الرَّكِيبُ، بوزن القَتِيلِ: الراكِبُ، كالضَّريبِ والصريم للضارِبِ والصارِم.

  وفلانٌ رَكِيبُ فلانٍ: للذي يَرْكَبُ معه، وأَراد برَكِيبِ السُّعاةِ مَنْ يَرْكَبُ عُمَّال الزكاة بالرَّفْعِ عليهم، ويَسْتَخِينُهم، ويَكْتُبُ عليهم أَكثَر مما قبَضُوا، ويَنْسُب إِليهم الظُّلْمَ في الأَخْذِ.

  قال: ويجوزُ أَن يُرادَ مَنْ يَركَبُ منهم الناسَ بالظُّلْم والغَشْم، أَو مَنْ يَصْحَبُ عُمَّال الجَور، يعني أَن هذا الوَعِيدَ لمن صَحِبَهم، فما الظَّنُّ بالعُمَّالِ أَنفسِهم.

  وفي الحديث: سَيَأْتِيكُمْ رُكَيْبٌ مُبْغَضُون، فإِذا جاؤُوكُم فرَحِّبُوا بهم؛ يريدُ عُمَّال الزكاة، وجَعَلَهم مُبْغِضِينَ، لِما في نُفوسِ أَربابِ الأَموالِ من حُبِّها وكَراهَةِ فِراقِها.