لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 454 - الجزء 8

  المُناذَغةُ؛ قال رُؤبة:

  لَذَّتْ أَحادِيثُ الغَوِيِّ المِنْدَغِ

  والنَّدْغُ أَيضاً: الطَّعْنُ بالرُّمحِ وبالكلام أَيضاً.

  وانْتَدَغَ الرجلُ: أَخْفَى الضَّحْكَ، وهو أَخْفَى ما يكون منه.

  ونَدَغَه بكلمة يَنْدَغُه نَدْغاً: سَبَعَه؛ ورجل مِنْدَغٌ؛ قال:

  قَوْلاً كتَحْدِيثِ الهَلُوكِ الهَيْنَغِ ... مالَتِ لأَقْوالِ الغَوِيّ المِنْدَغِ،

  فَهْيَ تُرِي الأَعْلاقَ ذاتَ النُّغْنُغِ

  يريد بالأَعلاقِ الحُلِيِّ التي عليها.

  والنُّغْنُغُ: الحركة.

  والمِنْدَغُ، بكسر الميم: الذي من عادته النَّدْغُ.

  والنِّدْغُ والنَّدْغُ والنَّدَغُ، بالغين المعجمة كلها؛ قال ابن سيده: والأَخيرة أَراها عن ثعلب ولا أَحقها، كلُّه: الصَّعْتَرُ البَرّي، وهو مما تَرْعاه النَّحْلُ وتُعَسِّلُ عليه، وعَسَلُه أَطْيَبُ العَسَلِ، ولَعَسَلِه جَلْوتانِ: جَلْوةُ الصيف وهي التي تكون في الرَّبِيع وهي أَكثر الشِّيارَيْنِ؛ وجَلوة الصَّفَرِية وهي دونها.

  وفي حديث سُلَيْمان بن عبد الملك: دخل الطائفَ فوجد رائحة الصَّعْتَرِ فقال: بِواديكم هذا نَدْغةٌ.

  وقال الفراء: النَّدْغُ الصعتر البَرّيّ، والسِّحاء نَبْت آخر وكلاهما من مَراعي النحل.

  وكتب الحجاج إلى عامله بالطائِف أَن يُرْسِلَ إليه بعسل أَخْضَرَ في السِّقاء، أَبيض في الإِناء، من عسل النَّدْغِ والسِّحاء، والأَطبَّاءُ يزْعُمون أَنّ عسل الصعتر أَمْتَنُ العَسَل وأَشَدُّه لُزُوجةً وحَرارةً، وقيل: النَّدغ شجر أَخضر له ثمر أَبيض، واحدته ندغة، قال أَبو حنيفة: الندغ مما ينبت في الجبال وورقه مثل ورق الحَوْكِ ولا يرعاه شيء، وله زهر صغير شديد البياض، وكذلك عسله أَبيض كأَنه زُبْدُ الضأْن وهو ذَفِرٌ كرِيه الريح، واحدته نَدْغة ونِدْغة.

  ويقال للبَرْك المِنْدغةُ والمِنْسغةُ.

  نزغ: النَّزْغُ: أَن تَنْزِغَ بين قوم فتَحْمِلَ بعضهم على بعض بفسادٍ بينهم.

  ونَزَغَ بينهم يَنْزَغُ ويَنْزِغُ نَزْغاً: أَغْرَى وأَفْسَدَ وحمل بعضَهم على بعض.

  والنزْغُ: الكلام الذي يُغْرِي بين الناس.

  ونَزَغَه: حرَّكه أَدنى حركة.

  ونزَغ الشيطانُ بينهم يَنزَغُ ويَنزِغُ نَزْغاً أَي أَفسد وأَغرى.

  وقوله تعالى: وإمّا يَنْزَغَنَّكَ من الشيطان نَزْغٌ فاسْتَعِذْ بالله؛ نَزْغُ الشيطانِ: وسَاوِسُه ونَخْسُه في القلب بما يُسَوِّلُ للإِنسان مِن المَعاصي، يعني يُلْقِي في قلبه ما يُفْسِدُه على أَصحابه؛ وقال الزجاج: معناه إن نالَك من الشيطان أَدْنى نَزْغٍ ووَسْوسةٍ وتَحْرِيك يَصْرِفُك عن الاحتمال، فاستعذ بالله من شرّه وامْضِ على حكمك.

  أَبو زيد: نَزَغْتُ بين القوم ونَزَأْتُ ومَأَسْتُ كل هذا من الإِفسادِ بينهم، وكذلك دَحَسْتُ وآسَدْتُ وأَرَّشْتُ.

  وفي حديث علي، ¥: ولم تَرْمِ الشُّكُوكُ بَنَوازِغِها عَزِيمةَ إِيمانِهم؛ النّوازِغُ: جمع نازِغةٍ من النزْغ وهو الطعْنُ والفَسادُ.

  وفي الحديث: صِياحُ المولود حين يَقَع نَزْغةٌ من الشيطانِ أَي نَخْسةٌ وطَعْنةٌ.

  ونَزَغَ الرجلَ يَنْزَغُه نَزْغاً: ذكره بقبيح.

  ورجل مِنْزَغٌ ومِنْزَغةٌ ونَزّاغٌ: يَنْزَغُ الناسَ.

  والنَّزْغُ: شبه الوَخْز والطعْن.

  ونَزَغَه بكلمة نَزْغاً: نخَسَه وطَعَن فيه مثل نَسَغَه.

  ونَدَغَه ونَزَغَه نَزْغاً: طَعَنه بيد أَو رُمْح.

  وفي حديث ابن الزبير: فنزَغَه إنسان من أَهل المسجد بِنزيغةٍ أَي