لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 460 - الجزء 8

  ليْسَ كإِيشاغِ القَلِيلِ المُوشَغِ ... بِمَدفَقِ الغَرْبِ، رَحيبِ المَفْرَغِ

  والوَشْغُ: الكثير من كل شيء؛ عن كراع وجمعه وَشُوغٌ.

  وتَوَشَّغَ فلان بالسَّوء إذا تَلَطَّخَ به؛ قال القُلاخُ:

  إني امْرُؤٌ لم أَتَوَشَّغْ بالكَذِبْ

  ابن الأَعرابي: أَوْشَغَتِ الناقةُ ببَولها وأَوْزَغَتْ وأَزْغَلَتْ إذا قَطَّعَتْه فَرمت به زُغْلَة.

  واسْتَوْشَغَ فلان إذا اسْتَقى بِدَلْوٍ واهِيةٍ، وهو الاسْتِنْشاغُ.

  ولغ: الوَلْغُ: شُرْبُ السَّباغ بأَلْسِنتها.

  ولَغَ السبُعُ والكلبُ وكلُّ خَطْمٍ، ووَلِغَ يَلَغُ فيهما وَلْغاً: شَرِبَ ماءً أَو دماً؛ وأَنشد ابن برِّيّ لحاجز الأَزْدِيّ اللِّصِّ:

  بِغَزْوٍ مِثْلِ الذِّئْب حَتى ... يَثُوبَ بِصاحِبي ثأْرٌ مُنِيمُ

  وقال آخر:

  بِغَزْوٍ كَولْغِ الذئب، غادٍ ورائحٍ ... وسَيْرٍ كَنَصْل السَّيْفِ لا يَتَعَوَّجُ

  ولْغُ الذئب: نَسَقٌ لا يَفْصِلُ بينهما⁣(⁣١) فترة كعَدِّ الحاسب.

  قال: وولَغَ الكلب في الإِناءِ يَلَغُ وَلُوغاً أَي شرب فيه بأَطراف لسانه.

  وحكى أَبو زيد: وَلَغَ الكلبُ بِشَرابِنا وفي شرابنا ومن شرابنا.

  ويقال: أَوْلَغَتُ الكلبَ إِذا جعلتَ له ماء أَو شيئاً يَوْلَغُ فيه.

  وفي الحديث: إذا ولَغَ الكلبُ في إِناء أَحدكم فَلْيَغْسِلْه سَبْع مرَّات، أَي شَرِبَ منه بلسانه، وأَكثر ما يكون الوُلُوغُ في السِّباع قال الشاعر: قال ابن بري هو ابن هَرْمةَ ونسبه الجوهريّ لأَبي زُبَيْد الطائي:

  مُرْضِعُ شِبْلَيْن في مَغارِهما ... قد نَهَزا لِلْفِطامِ أَوْ فُطِما

  ما مرَّ يَوْمٌ إلا وعِنْدهما ... لَحْمُ رِجالٍ، أَو يُولَغانِ دَما

  وفي التهذيب: وبعض العرب يقول يالَغُ، أَرادوا بيان الواو فجعلوا مكانها أَلفاً؛ قال ابن الرُّقَيَّاتِ:

  ما مرّ يومٌ إلا وعندهما ... لحمُ رجال، أَو يلَغانِ دما

  اللحياني: يقال وَلَغَ الكلب ووَلِغَ يَلِغُ في اللغتين معاً، ومن العرب من يقول وَلِغَ يَوْلَغُ مثلُ وجِلَ يَوْجَلُ.

  ويقال: ليس شيء من الطيور يَلَغُ غيرَ الذُّبابِ.

  والمِيلغُ والمِيلغةُ: الإِناء الذي يَلَغُ فيه الكلب.

  وفي الصحاح: والمِيلغُ الإِناء الذي يَلِغُ فيه في الدم.

  وفي حديث علي، ¥: أَنّ رسول الله، ، بَعَثَه لِيَدِيَ قوماً قَتَلهم خالِد بن الوليد فأَعطاهم مِيلَغَة الكلب، هي الإِناء الذي يَلَغُ فيه الكلب، يعني أَعطاهم قِيمةَ كلِّ ما ذهب لهم حتى قيمَةَ المِيلغةِ.

  ورجل مُسْتَوْلِغٌ: لا يُبالي ذَمَّاً ولا عاراً، وأَنشد ابن بري لرؤبة:


(١) قوله [لا يفصل بينهما] كذا بالأَصل.