لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهمزة]

صفحة 4 - الجزء 9

  لا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ لا كِفاء له ... وإنْ تأَثَّفَك الأَعْداءُ بالرِّفَدِ

  أَي لا تَرْمِني منكَ برُكْنٍ لا مِثْلَ له، وإِن تأَثَّفَك الأَعْداء واحْتَوَشُوكَ مُتَوازِرِينَ أَي مُتعاوِنِين.

  والرِّفَدُ: جمع رِفْدةٍ.

  أدف: الأُدافُ: الذَّكَرُ؛ قال الراجز:

  أَوْلَجَ في كَعْثَبِها الأُدافا ... مِثْلَ للذِّراعِ يَمْتَطِي النِّطافا

  وفي حديث الدِّياتِ: في الأُدافِ الدِّيةُ، يعني الذكر إذا قُطِعَ، وهمزته بدل من الواو من ودَفَ الإِناءُ إذا قَطَر.

  ودَفَتِ الشَّحْمةُ إذ قَطَرَتْ دُهْناً، ويروى بالذال المعجمة.

  أذف: قال في ترجمة أَدف عن الذكر وما شرحه فيه: ويروى بالذال المعجمة.

  أرف: الأُرْفةُ: الحَدُّ وفَصْلُ ما بين الدُّورِ والضِّياع، وزعم يعقوب أَن فاء أُرْفةٍ بدل من ثاء أُرْثةٍ، وأَرَّفَ الدارَ والأَرض: قسَمَها وحَدَّها.

  وفي حديث عثمان: والأُرَفُ تَقْطَعُ الشُّفْعةَ؛ الأُرَفُ: المَعالِمُ والحُدُودُ، وهذا كلام أَهل الحجاز، وكانوا لا يَرَوْنَ الشفعة للجار.

  وفي الحديث: أَيُّ مال اقْتُسِمَ وأُرِّفَ عليه فلا شُفعة فيه أَي حُدَّ وأُعْلِم.

  وفي حديث عمر: فقَسَمُوها على عَدَد السِّهامِ وأَعْلَمُوا أُرَفَها؛ الأُرَفُ: جمع أُرْفة وهي الحُدُودُ والمَعالِمُ، ويقال بالثاء المثلثة أَيضاً.

  وفي حديث عبد اللَّه بن سلام: ما أَجِدُ لهذه الأُمَّة من أُرْفةِ أَجلٍ بعد السبعينَ أَي من حَدٍّ يَنْتَهي إليه.

  ويقال: أَرَّفْتُ الدارَ والأَرضَ تأْرِيفاً إذا قَسَمْتَها وحَدَّدْتَها.

  اللحياني: الأُرَفُ والأُرَثُ الحُدُودُ بين الأَرضين.

  وفي الصحاح: مَعالِمُ الحدود بين الأَرضين.

  والأُرْفةُ: المُسَنَّاةُ بين قَراحَيْنِ؛ عن ثعلب، وجمعه أُرَفٌ كدُخْنةٍ ودُخَنٍ.

  قال: وقالت امرأَة من العرب: جَعَل عليَّ زوجي أُرْفةً لا أَخُورُها أَي عَلامةً.

  وإنه لفي إرْفِ مَجْدٍ كإِرْثِ مجد؛ حكاه يعقوب في المبدل.

  الأَصمعي: الآرِفُ الذي يأْتي قَرْناه على وجْهِه، قال: والأَرْفَحُ الذي يذهَبُ قرناه قِبَلَ أُذُنَيْه في تَباعُدٍ بينهما، والأَفْشَغُ الذي احْلاحَّ⁣(⁣١) وذهب قرناه كذا وكذا، والأَحمص المُنْتَصِبُ أَحدهما المنخفض الآخَر، والأَفْشَق الذي تَباعَدَ ما بين قَرْنَيْه، والأُرْفيُّ اللَّبَنُ المَحْض.

  وفي حديث المغيرة: لَحَديثٌ مِنْ في العاقِلِ أَشْهى إليَّ مِنَ الشُّهدِ بماء رَصَفَةٍ بمَحْضِ الأُرْفيِّ؛ قال: هو اللبن المحْضُ الطَّيِّبُ، قال ابن الأَثير: كذا قاله الهروي عند شرحه للرَّصفة في حرف الراء.

  أزف: أَزِفَ يأْزَفُ أَزَفاً وأُزُوفاً: اقْتَرَبَ.

  وكلُّ شيء اقْتَرَبَ، فقد أَزِفَ أَزَفاً أَي دَنا وأَفِدَ.

  والآزِفةُ القيامة لقُرْبِها وإن اسْتَبْعَدَ الناسُ مَداها، قال اللَّه تعالى: أَزِفَتِ الآزِفةُ؛ يعني القيامة، أَي دَنَتِ القيامةُ.

  وأَزِفَ الرجل أَي عَجِلَ، فهو آزِفٌ على فاعِل.

  وفي الحديث: قد أَزِفَ الوقتُ وحانَ الأَجَلُ أَي دنا وقَرُبَ.

  والآزِفُ: المُسْتَعْجِلُ.

  والمُتَآزِفُ من الرجال: القَصِير، وهو المُتَداني، وقيل: هو الضَّعيفُ الجَبان؛ قال العُجَيْرُ:

  فَتىً قُدَّ قَدَّ السيفِ لا مُتَآزِفٌ ... ولا رَهِلٌ لَبّاتُه وبَآدِلُه


(١) قوله: احلاحّ؛ هكذا في الأَصل ولا أثر لمادة حلح في المعاجم.