لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهمزة]

صفحة 8 - الجزء 9

  جاء بهما أَخَذَتْهُما عائشةُ فَرَبَّتْهما إلى أَن اسْتَقَلَّا ثم دعت عبد الرحمن فقالت: يا عبد الرحمن لا تَجِد في نفسك من أَخْذِ بني أَخِيك دُونكَ لأَنهم كانوا صِبياناً فخشيت أَن تتأَفَّفَ بهم نِساؤك، فكنت أَلْطَف بهم وأَصْبَرَ عليهم، فخذهم إليك وكن لهم كما قال حُجَيَّةُ بن المُضَرِّب لبني أَخيه سَعْدانَ؛ وأَنشدته الأَبيات التي أَوَّلها:

  لجَجْنا ولَجَّتْ هذه في التَّغَضُّبِ

  ورجل أَفَّافٌ: كثير التَّأَفُّفِ، وقد أَفَّ يَئِفُّ ويَؤُفُّ أَفّاً.

  قال ابن دُريد: هو أَن يقول أُفّ من كَرْبٍ أَو ضَجَر.

  ويقال: كان فلان أُفُوفةً، وهو الذي لا يزال يقولُ لبعض أَمره أُفّ لك، فذلك الأُفُوفةُ.

  وقولهم: كان ذلك على إفِّ ذلك وإفَّانه، بكسرهما، أَي حِينه وأَوانه.

  وجاء على تَئِفَّةِ ذلك، مثل تَعِفَّةِ ذلك، وهو تَفْعِلَةٌ.

  وحكى ابن بري قال: في أَبنيةِ الكتاب تَئِفَّةٌ فَعِلَّةٌ، قال: والظاهر مع الجوهري بدليل قولهم على إفِّ ذلك وإفّانِه، قال أَبو علي: الصحيح عندي أَنها تَفْعِلةٌ والصحيح فيه عن سيبويه ذلك على ما حكاه أَبو بكر أَنه في بعض نسخ الكتاب في باب زيادة التاء؛ قال أَبو عليّ: والدليل على زيادتها ما رويناه عن أَحمد عن ابن الأَعرابي قال: يقال أَتاني في إفّانِ ذلك وأُفّان ذلك وأَفَفِ ذلك وتَئِفَّةِ ذلك، وأَتانا على إفِّ ذلك وإفَّتِه وأَفَفِه وإفَّانِه وتَئِفَّتِه وعِدَّانه أي على إبَّانِه ووَقْته، يجعل تَئِفَّةً فَعِلَّةً، والفارسيّ يَرُدُّ ذلك عليه بالاشتقاق ويحتج بما تقدَّم.

  وفي حديث أَبي الدرداء: نعم الفارسُ عَوَيْمِرٌ غيرَ أُفَّةٍ؛ جاء تفسيره في الحديث غيرَ جَبانٍ أَو غيرَ ثَقِيلٍ.

  قال ابن الأَثير: قال الخطابي أَرى الأَصل فيه الأَفَف وهو الضَّجَرُ، قال: وقال بعض أَهل اللغة معنى الأُفّةِ المُعْدِمُ المُقِلُّ من الأَفَفِ، وهو الشيء القليل.

  واليأْفُوفُ: الخفِيفُ السريع؛ وقال:

  هُوجاً يَآفِيفَ صِغاراً زُعْرا

  واليأْفُوفُ: الأَحمقُ الخفِيفُ الرأْي.

  واليأْفُوفُ: الرّاعي صفة كاليَّحْضُور واليَحْمُوم كأَنه مُتَهَيِّءٌ لرِعايته عارِفٌ بأَوْقاتِها من قولهم: جاء على إفَّانِ ذلك وتَئِفَّتِه.

  واليأْفُوفُ: الخفيف السَّرِيعُ، وقيل: الضَّعِيفُ الأَحمقُ.

  واليأْفُوفَةُ: الفراشةُ، ورأَيت حاشية بخط الشيخ رَضِيِّ الدين الشاطبيّ قال في حديث عمرو بن معديكرب أَنه قال في بعض كلامه: فلان أَخَفُّ من يأْفُوفَةٍ، قال: اليأْفُوفَةُ الفَراشةُ؛ وقال الشاعر:

  أَرى كلَّ يأْفُوفٍ وكلَّ حَزَنْبَلٍ ... وشِهْذارةٍ تِرْعابةٍ قد تَضَلَّعا

  والتِّرْعابةُ: الفَرُوقةُ.

  واليأْفُوفُ: العَييُّ الخَوَّار؛ قال الرَّاعي:

  مُغَمَّرُ العَيْشِ يأْفُوفٌ، شَمائِلُه ... تأْبَى المَوَدَّةَ، لا يُعْطِي ولا يَسَلُ

  قوله مُغَمَّر العَيْشِ أَي لا يكادُ يُصِيبُ من العَيْشِ إلا قليلًا، أُخِذَ من الغَمَر، وقيل: هو المُغَفَّلُ عن كلِّ عَيْش.

  أكف: الإِكافُ والأُكاف من المراكب: شبه الرِّحالِ والأَقْتابِ، وزعم يعقوب أَن همزته بدل من واو وُكافٍ ووِكافٍ، والجمع آكِفةٌ وأُكُفٌ كإزارٍ وآزِرةٍ وأُزُرٍ.

  غيره: أُكافُ الحمار وإكافُه ووِكافُه ووُكافه، والجمع أُكُفٌ، وقيل في جمعه