لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهمزة]

صفحة 15 - الجزء 9

  يقرُب مني.

  واسْتَأْنَفَه بوعْد: ابتدأَه من غير أَن يسأَله إيّاه؛ أَنشد ثعلب:

  وأَنتِ المُنَى، لو كُنْتِ تَسْتَأْنِفيننا ... بوَعْدٍ، ولكِنْ مُعْتَفاكِ جَدِيبُ

  أَي لو كنت تَعِديننا الوَصْل.

  وأَنْفُ الشيء: أَوّله ومُسْتَأْنَفُه.

  والمُؤْنَفَةُ والمُؤَنَّفةُ من الإِبل: التي يُتَّبَعُ بها أَنْفُ المَرْعى أَي أَوَّله، وفي كتاب علي بن حمزة: أَنْفُ الرِّعْي.

  ورجل مِئْنافٌ: يَسْتَأْنِفُ المَراعي والمَنازل ويُرَعِّي ماله أُنُفَ الكلإِ.

  والمؤَنَّفَةُّ من النساء التي اسْتُؤْنِفَت بالنكاح أَوّلًا.

  ويقال: امرأَة مُكَثّفةٌ مؤَنَّفة، وسيأْتي ذكر المُكَثَّفةِ في موضعه.

  ويقال للمرأَةِ إذا حَمَلَتْ فاشْتَدَّ وحَمُها وتَشَهَّتْ على أَهلها الشيء بعد الشيء: إنها لتَتَأَنَّفُ الشَّهواتِ تأَنُّفاً.

  ويقال للحَدِيدِ اللَّيِّن أَنِيفٌ وأَنِيثٌ، بالفاء والثاء؛ قال الأَزهري: حكاه أَبو تراب.

  وجاؤوا آنِفاً أَي قُبَيْلًا.

  الليث: أَتَيْتُ فلاناً أُنُفاً كما تقول من ذي قُبُلٍ.

  ويقال: آتِيكَ من ذي أُنُفٍ كما تقول من ذي قُبُلٍ أَي فيما يُسْتَقْبَلُ، وفعله بآنِفةٍ وآنفاً؛ عن ابن الأَعرابي ولم يفسره؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه مثل قولهم فعَلَه آنفاً.

  وقال الزجاج في قوله تعالى: ماذا قال آنفاً؛ أي ماذا قال الساعةَ في أَوّل وقت يَقْرُبُ مِنّا، ومعنى آنفاً من قولك استأْنَفَ الشيءَ إذا ابتدأَه.

  وقال ابن الأَعرابي: ماذا قال آنفاً أَي مُذْ ساعة، وقال الزجاج: نزلتْ في المنافقين يستمعون خُطبة رسول اللَّه، ، فإذا خرجوا سأَلوا أَصحاب رسول اللَّه، ، اسْتِهزاء وإعلاماً أَنهم لم يلتفتوا إلى ما قال فقالوا: ماذا قال آنفاً؟ أَي ماذا قال الساعة.

  وقلت كذا آنِفاً وسالفاً.

  وفي الحديث: أُنزلت عليَّ سورة آنِفاً أَي الآن.

  والاسْتِئنافُ: الابتداء، وكذلك الائْتِنافُ.

  ورجل حَمِيُّ الأَنْف إذا كان أَنِفاً يأْنَفُ أَن يُضامَ.

  وأَنِفَ من الشيء يأْنَفُ أَنَفاً وأَنَفةً: حَمِيَ، وقيل: اسْتَنْكَف.

  يقال: ما رأَيت أَحْمَى أَنْفاً ولا آنَفَ من فلان.

  وأَنِفَ الطعامَ وغيره أَنَفاً: كَرِهَه.

  وقد أَنِفَ البعيرُ الكَلأَ إذا أَجَمَه، وكذلك المرأَةُ والناقةُ والفرسُ تأْنَفُ فَحْلَها إذا تبَيَّنَ حملُها فكَرِهَتْه وهو الأَنَفُ؛ قال رؤبة:

  حتى إذا ما أَنِفَ التَّنُّوما ... وخَبَطَ العِهْنَةَ والقَيْصُوما

  وقال ابن الأَعرابي: أَنِفَ أَجَمَ، ونَئِفَ إذا كَرِه.

  قال: وقال أَعرابي أَنِفَتْ فرَسِي هذه هذا البلَد أَي اجْتَوَتْه وكَرِهَتْه فهُزِلَتْ.

  وقال أَبو زيد: أَنِفْتُ من قولك لي أَشَدَّ الأَنَفِ أَي كرِهتُ ما قلت لي.

  وفي حديث مَعْقِل بن يسار: فَحَمِيَ من ذلك أَنَفاً؛ أَنِفَ من الشيء يأْنَفُ أَنَفاً إذا كرهه وشَرُفَتْ عنه نفسُه؛ وأَراد به ههنا أَخذته الحَمِيّةُ من الغَيْرَة والغَضَبِ؛ قال ابن الأَثير: وقيل هو أَنْفاً، بسكون النون، للعُضْوِ أَي اشتدَّ غضبُه وغَيْظُه من طريق الكناية كما يقال للمُتَغَيِّظ وَرِمَ أَنْفُه.

  وفي حديث أَبي بكر في عَهْده إلى عمر، ®، بالخلافة: فكلُّكم ورِمَ أَنْفُه أَي اغْتاظَ من ذلك، وهو من أَحسن الكنايات لأَن المُغْتاظَ يَرِمُ أَنفُه ويَحْمَرُّ؛ ومنه حديثه الآخر أَما إنك لو فَعَلْتَ ذلك لجَعَلْتَ أَنْفكَ