[فصل الجيم]
  قال: أَراد بجوف العير وادياً بعينه أُضيف إلى العير وعرف بذلك.
  الجوهري: وقولهم أَخلى من جوف حمار هو اسم وادٍ في أَرض عادٍ فيه ماء وشجر، حماها رجل يقال له حِمار وكان له بنون فأَصابتهم صاعقة فماتوا، فكفر كفراً عظيماً، وقتل كل من مرَّ به من الناس، فأَقبلت نار من أَسفل الجوف فأَحرقته ومن فيه، وغاضَ ماؤه فضربت العرب به المثل فقالوا: أَكْفَرُ من حِمار، ووادٍ كجوف الحمار، وكجوف العَير، وأَخْرَبُ من جوف حمار.
  وفي الحديث: فَتَوقَّلَتْ بنا القِلاصُ من أَعالي الجَوْف؛ الجَوْفُ أَرْض لمُرادٍ، وقيل: هو بطن الوادِي.
  وقوله في الحديث قيل له: أَيُّ الليلِ أَسمَعُ؟ قال: جَوْفُ الليلِ الآخِرُ أَي ثلثه الآخِرُ، وهو الجزء الخامس من أَسْداس الليل، وأَهل اليمن والغَوْر يسمون فَساطِيطَ العُمّال الأَجْوافَ.
  والجُوفانُ: ذكر الرجل؛ قال:
  لأَحْناء العِضاه أَقَلُّ عاراً ... من الجُوفانِ، يَلْفَحُه السَّعِيرُ
  وقال المؤرجُ: أَيْرُ الحِمار يقال له الجُوفان، وكانت بنو فزارةَ تُعَيَّرُ بأَكل الجُوفانِ فقال سالم بن دارةَ يهجو بني فَزارةَ:
  لا تَأْمَنَنَّ فَزارِيّاً خَلَوْتَ به ... على قَلُوصِكَ، واكْتُبْها بأَسْيَارِ
  لا تأْمَنَنْه ولا تأْمَنْ بَوائقَه ... بَعْدَ الذي امْتَلَّ أَيْرَ العَيْرِ في النارِ
  منها:
  أَطْعَمْتُمُ الضَّيْفَ جُوفاناً مُخاتَلةً ... فلا سَقاكم إلهِي الخالِقُ البارِي
  والجائفُ: عِرْق يجري على العَضُد إلى نُغْض الكتف وهو الفلِيقُ.
  والجُوفيُّ والجُوافُ، بالضم: ضرب من السمك، واحدته جُوافَةٌ؛ وأَنشد أَبو الغَوْث:
  إذا تَعَشَّوْا بَصَلاً وخلًّا ... وكَنْعَداً وجُوفِياً قد صلَّا،
  باتُوا يَسُلُّونَ الفُساء سَلَّا ... سَلَّ النَّبِيطِ القَصَبَ المُبْتَلَّا
  قال الجوهري: خففه للضرورة.
  وفي حديث مالك ابن دينار: أَكلتُ رغيفاً ورأْسَ جُوافةٍ فعلى الدنيا العَفاء؛ الجُوافةُ، بالضم والتخفيف: ضرب من السمك وليس من جَيِّدِه.
  والجَوفاء: موضع أَو ماء؛ قال جرير:
  وقد كان في بَقْعاء رِيٌّ لشائكُم ... وتَلْعَةَ والجَوفاء يَجْري غَدِيرُها(١)
  وقوله في صفة نهر الجنة: حافتاه الياقوتُ المُجَيَّب؛ قال ابن الأَثير: الذي جاء في كتاب البخاري اللُّؤلؤ المُجَوَّفُ، قال: وهو معروف، قال: والذي جاء في سنن أَبي داودَ المجيَّب أَو المجوف بالشك، قال: والذي جاء في مَعالِمِ السُّنن المجيَّب أَو المجوَّب، بالباء فيهما، على الشك، قال: ومعناه الأَجوف.
  جيف: الجِيفةُ: معروفة جُثَّةُ الميت، وقيل: جثة الميت إذا أَنْتَنَتْ؛ ومنه الحديث: فارْتَفَعَت ريحُ جِيفةٍ.
  وفي حديث ابن مسعود: لا أَعرِفَنَّ أَحدَكم جِيفةَ لَيْلٍ قُطْرُبَ نهارٍ أَي يَسْعَى طُول نهارِه لدنياه ويَنام طُولَ ليلِه كالجِيفة التي لا تتحرك.
(١) قوله [لشائكم] في معجم ياقوت في عدة مواضع: لشأنكم.