لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الزاي المعجمة]

صفحة 444 - الجزء 1

  يُطِيقُ وأَسْرَعَ في المشي، قال:

  وازْدَأَبَ القِرْبَةَ، ثم شَمَّرا

  وزَأَبْتُ القِرْبةَ وزَعَبْتُها، وهو حَمْلُكها مُحْتَضِناً.

  والزَّأْبُ: أَن تَزْأَبَ شيئاً فتَحْمِلَه بمرّةٍ واحدة.

  وزَأَبَ الرَّجلُ إِذا شَرِبَ شُرْباً شَديداً.

  الأَصمعي: زَأَبْتُ وقَأَبْتُ أَي شَرِبْتُ، وزَأَبْتُ به زَأْباً وازْدأَبْتُه.

  وزَأَبَ بِحِمْلِه: جَرَّه.

  زأنب: الزَّآنِبُ: القَوارِيرُ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  ونحْنُ بَنُو عَمٍّ على ذَاكَ، بَيْنَنا ... زآنِبُ، فيها بِغْضةٌ وتَنافُسُ

  ولا واحد لها.

  زبب: الزَّبَبُ: مصدر الأَزَبِّ، وهو كَثرة شَعَر الذّراعَيْنِ والحاجبين والعينين، والجمعُ الزُّبُّ.

  والزَّبَبُ: طولُ الشعَرِ وكَثرتُه؛ قال ابن سيده: الزَّبَبُ الزَّغَب، والزَّبَبُ في الرجل: كثرةُ الشعر وطُولُه، وفي الإِبل: كثرة شَعَرِ الوجه والعُثْنُونِ؛ وقيل: الزَّبَبُ في الناس كَثرَةُ الشَّعَرِ في الأُذنين والحاجبين، وفي الإِبل: كَثرةُ شَعَرِ الأُذنين والعينين؛ زَبَّ يَزُبُّ زَبِيباً، وهو أَزَبُّ.

  وفي المثل: كلُّ أَزَبَّ نَفُورٌ؛ وقال الأَخطل:

  أَزَبُّ الحاجِبين بِعَوْفِ سَوءٍ ... من النَّفَرِ الذين بأَزْقُبانِ

  وقال الآخر:

  أَزَبُّ القَفا والمَنْكِبَيْنِ، كأَنه ... من الصَّرْصَرانِيَّاتِ، عَوْدٌ مُوَقَّعُ

  ولا يكادُ يكون الأَزَبُّ إِلَّا نَفُوراً، لأَنه يَنْبُتُ على حاجِبَيْه شُعَيْراتٌ، فإِذا ضَرَبَتْه الرِّيحُ نَفَرَ؛ قال الكميت:

  أَو يَتَناسَى الأَزَبُّ النُّفورا

  قال ابن بري: هذا العجز مُغَيَّرٌ⁣(⁣١)، والبيتُ بكمالِه:

  بَلَوْناكَ من هَبَواتِ العَجَاج ... فلم تَكُ فيها الأَزَبَّ النَّفُورا

  ورأَيت، في نسخة الشيخ ابن الصلاح المُحَدِّث، حاشِيةً بخط أَبيه، أَنَّ هذا الشعر:

  رَجائيَ، بالعَطْفِ، عَطْفَ الحُلُوم ... ورَجْعةَ حَيرانَ، إِن كان حارا

  وخَوْفيَ بالظَّنِّ، أَنْ لا ائْتِلافَ ... أَو يَتناسَى الأَزَبُّ النُّفُورا

  وبين قول ابن بري وهذه الحاشية فرق ظاهر.

  والزَّبَّاءُ: الاست لشعرها.

  وأُذُنٌ زَبَّاءُ: كثيرةُ الشَّعَر.

  وفي حديث الشعبي: كان إِذا سُئِلَ عن مسأَلةٍ مُعْضِلَةٍ، قال: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر، لو سُئِل عنها أَصحابُ رسولِ اللَّه، ، لأَعْضَلَتْ بهم.

  يقال للدَّاهيةِ الصَّعْبةِ: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر، يعني أَنها جَمَعَتْ بين الشَّعَر والوَبَرِ، أَراد أَنها مسأَلةٌ مُشْكِلَةٌ، شبَّهها بالناقة النَّفُور، لصُعُوبَتِها.

  وداهيةٌ زبَّاءُ: شديدة، كما قالوا شَعْراءُ.

  ويقال للدَّاهية المُنْكَرةِ: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر.

  ويقال للناقة الكثيرة الوبَر: زَبَّاءُ، والجملُ أَزبُّ.

  وعامٌ أَزَبُّ: مُخْصِبٌ، كثير النباتِ.


(١) قوله [مغير] لم يخطئ الصاغاني فيه إلا النفورا، فقال الصواب النفارا، وأورد صدره وسابقه ما أورده ابن الصلاح.