لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الزاي]

صفحة 140 - الجزء 9

  الأَجاجِينُ الخُضْر، قال: وهي المَزالِفُ أَيضاً.

  وفي حديث يأْجُوجَ ومأْجُوجَ: ثم يُرْسِلُ اللَّه مطراً فيَغْسِل الأَرض حتى يَتْرُكَها كالزَّلَفةِ، وهي مَصْنَعةُ الماء؛ أَراد أَن المطر يُغَدِّرُ في الأَرض فتصير كأَنها مَصنعة من مَصانِعِ الماء، وقيل: الزَّلَفةُ المِرآةُ شبهها بها لاستوائها ونَظافتها، وقيل: الزَّلَفةُ الرَّوْضةُ، ويقال بالقاف أَيضاً، وكل مُمْتَلئٍ من الماء زلفةٌ، وأَصبحت الأَرضُ زَلَفةً واحدة على التشبيه كما قالوا أَصبحت قَرْواً واحداً.

  وقال أَبو حنيفة: الزَّلَفُ الغديرُ الملآنُ؛ قال الشاعر:

  جَثْجاثُها وخُزاماها وثامِرُها ... هَبائِبٌ تَضْرِبُ النُّغْبانَ والزَّلَفا⁣(⁣١)

  وقال شمر في قوله: طَيَّ الليالي زُلَفاً فَزُلَفا، أَي قليلاً قليلًا؛ يقول: طوَى هذا البعيرَ الإِعياءُ كما يَطْوي الليلُ سَماوةَ الهِلالِ أَي شَّخْصَه قليلاً قليلاً حتى دَقَّ واسْتَقْوَس.

  وحكى ابن بري عن أَبي عمر الزاهد قال: الزَّلَفةُ ثلاثة أَشياء: البِركةُ والرَّوْضَةُ والمِرآة، قال: وزاد ابن خالويه رابعاً أَصْبَحَتِ الأَرضُ زَلَفة ودَثَّة من كثرة الأَمطار.

  والمَزالِفُ والمَزْلَفةُ: البلد، وقيل: القُرى التي بين البر والبحر كالأَنْبار والقادِسِيَّةِ ونحوهما.

  وزَلَّفَّ في حديثه: زاد كَزَرَّفَ، يقال: فلان يُزَلِّفُ في حديث ويُزَرِّفُ أَي يَزيدُ.

  وفي الصحاح: المَزالِفُ البَراغيلُ وهي البلاد التي بين الريف والبَر، الواحدة مَزلفة.

  وفي حديث عمر، ¥: أَن رجلاً قال له: إني حَجَجْتُ من رأْس هِرّ أَو خارَكَ أَو بَعْضِ هذه المَزالِفِ؛ رأْسُ هرّ وخارَكُ: موضعان من ساحِلِ فارسَ يُرابَطُ فيهما، والمَزالِفُ: قرى بين البر والرِّيف.

  وبنو زُلَيْفةَ: بَطْنٌ؛ قال أَبو جُنْدَبَ الهُذليُّ:

  مَنْ مُبْلغٌ مآلكي حُبْشيّا؟ ... أَجابَني زُلَيْفةُ الصُّبْحيّا

  زلحف: ازْلَحَفَّ الرجل وازْحَلَفَّ، لغتان، مقلوب: تَنَحَّى وتأَخَّر، وقد ذكرناه في زَحْلَفَ.

  وفي حديث سعيد بن جبير: ما ازْلَحَفَّ ناكِحُ الأَمة عن الزّنا إلا قليلاً لأَن اللَّه ø يقول: وأَنْ تَصْبِرُوا خير لكم؛ أَي ما تَنَحّى وتباعد.

  ويقال: ازْلَحَفَّ وازْحَلَفَّ، على القلب، وتَزَحْلَفَ؛ قال الزمخشري: الصواب ازْلَحَفَّ كاقْشَعَرّ، وازَّلْحَف بوزن اظَّهَّرَ، على أَن أَصله ازْتَلْحَفَ فأُدغمت التاء في الزاي، واللَّه أَعلم.

  زهف: الإِزْهافُ: الكَذِبُ.

  وفيه ازْدِهافٌ أَي كذب وتَزَيُّدٌ.

  وأَزْهَفَ بالرجل إزْهافاً: أَخبر القوم من أَمره بأَمر، لا يَدْرُون أَحَقٌّ هو أَم باطل.

  وأَزْهَفَ إليه حديثاً وازْدَهَفَ: أَسْنَد إليه قولاً ليس بحَسَنٍ.

  وأَزْهَفَ لنا في الخبر وازْدَهَفَ: زاد فيه.

  وفي حديث صَعْصَعَةَ قال لمُعاوية، ®: إني لأَتْرُك الكلام فما أُزْهِفُ به؛ الإِزْهافُ: الاستقدام.

  وقيل: هو من أَزْهَفَ في الحديث إذا زاد فيه، ويروى بالراء وقد تقدّم.

  وأَزْهَفَ بي فلان: وَثِقْتُ به فخانني.

  غيره: وإذا وَثِقْتَ بالرجل في الأَمر فخانك فقد أَزْهَفَ إزْهافاً، وأَصل الازْدِهاف الكذب.

  وحكى ابن الأَعرابي: أَزْهَفْتُ له حديثاً أَي أَتيته بالكذب.

  والإِزْهافُ: التزيين؛ قال الحطيئة:

  أَشاقَتْكَ لَيْلَى في اللِّمامِ، وما جَرَتْ ... بما أَزْهَفَتْ، يَومَ الْتَقَيْنا، وبَزَّتِ


(١) قوله [هبائب الخ] كذا بالأصل ومثله شرح القاموس.