لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 190 - الجزء 9

  حِدْثانُه ونَوائبُه.

  والصرْفُ: حِدْثان الدهر، اسم له لأَنه يَصْرِفُ الأَشياء عن وجُوهها؛ وقول صخر الغَيّ:

  عاوَدَني حُبُّها، وقد شَحِطَتْ ... صَرْفُ نَواها، فإنَّني كَمِدُ

  أَنَّث الصرف لتَعْلِيقه بالنَّوى، وجمعه صُروفٌ.

  أَبو عمرو: الصَّريف الفضّةُ؛ وأَنشد:

  بَني غُدانةَ، حَقّاً لَسْتُمُ ذَهَباً ... ولا صَريفاً، ولكن أَنْتُمُ خَزَفُ

  وهذا البيتُ أَورَدَه الجوهري:

  بني غُدانَةَ، ما إن أَنتُمُ ذَهَباً ... ولا صَريفاً، ولكن أَنتُمُ خزَفُ

  قال ابن بري: صواب إنشاده: ما إِن أَنْتُمُ ذَهبٌ، لأَن زيادة إنْ تُبْطِل عمل ما.

  والصَّرْفُ: فَضْلُ الدِرهم على الدرهم والدينار على الدِّينار لأَنَّ كلَّ واحد منهما يُصْرَفُ عن قِيمةِ صاحِبه.

  والصَّرْفُ: بيع الذهب بالفضة وهو من ذلك لأَنه يُنْصَرَفُ به عن جَوْهر إلى جَوْهر.

  والتصْريفُ في جميع البِياعاتِ: إنْفاق الدَّراهم.

  والصَّرَّافُ والصَّيْرَفُ والصَّيْرَفيُّ: النقّادُ من المُصارفةِ وهو التَّصَرُّفِ، والجمع صَيارِفُ وصَيارِفةٌ.

  والهاء للنسبة، وقد جاء في الشعر الصَّيارِفُ؛ فأَما قول الفرزدق:

  تَنْفِي يَداها الحَصى في كلِّ هاجِرَةٍ ... نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ

  فعلى الضرورة لما احتاج إلى تمام الوزن أَشْبع الحركة ضرورةً حتى صارت حرفاً؛ وبعكسه:

  والبَكَراتِ الفُسَّجَ العطامِسا

  ويقال: صَرَفْتُ الدَّراهِمَ بالدَّنانِير.

  وبين الدِّرهمين صَرْفٌ أَي فَضْلٌ لجَوْدةِ فضة أَحدهما.

  ورجل صَيْرَفٌ: مُتَصَرِّفٌ في الأُمور؛ قال أُمَيَّة ابن أَبي عائذ الهذلي:

  قد كُنْتُ خَرَّاجاً وَلُوجاً صَيْرَفاً ... لم تَلْتَحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحاصِ

  أَبو الهيثم: الصَّيْرفُ والصَّيْرَفيُّ المحتال المُتقلب في أُموره المُتَصَرِّفُ في الأُمور المُجَرّب لها؛ قال سويد بن أَبي كاهل اليَشْكُرِيّ:

  ولِساناً صَيْرَفِيّاً صارِماً ... كحُسامِ السَّيْفِ ما مَسَّ قَطَعْ

  والصَّرْفُ: التَّقَلُّبُ والحِيلةُ.

  يقال: فلان يَصْرِف ويَتَصَرَّفُ ويَصْطَرِفُ لعياله أَي يَكتسب لهم.

  وقولهم: لا يُقبل له صَرْفٌ ولا عَدْلٌ؛ الصَّرْفُ: الحِيلة، ومنه التَّصَرُّفُ في الأَمور.

  يقال: إنه يتصرَّف في الأُمور.

  وصَرَّفْت الرجل في أَمْري تَصْريفاً فتَصَرَّفَ فيه واصْطَرَفَ في طلَبِ الكسْب؛ قال العجاج:

  قد يَكْسِبُ المالَ الهِدانُ الجافي ... بغَيْرِ ما عَصْفٍ ولا اصْطِرافِ

  والعَدْلُ: الفِداء؛ ومنه قوله تعالى: وإن تَعْدِلْ كلَّ عَدْلٍ، وقيل: الصَّرْفُ التَّطَوُّعُ والعَدْلُ الفَرْضُ، وقيل: الصَّرْفُ التوبةُ والعدل الفِدْيةُ، وقيل: الصرفُ الوَزْنُ والعَدْلُ الكَيْلُ، وقيل: الصَّرْفُ القيمةُ والعَدلُ المِثْلُ، وأَصلُه في الفِدية، يقال: لم يقبلوا منهم صَرفاً ولا عَدلاً أَي لم يأْخذوا