لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 201 - الجزء 9

  مطر الصَّيْفِ، وهو فُعِلْنا على ما لم يسمَّ فاعله مثل خُرِفْنا ورُبِعْنا.

  وفي حديث عُبادة: أَنه صلى في جُبّةٍ صَيِّفةٍ أَي كثيرة الصُّوف.

  يقال: صافَ الكَبْشُ يصُوفُ صَوْفاً، فهو صائِفٌ وصَيِّفٌ إذا كثر صُوفُه، وبناء اللفظة صَيْوِفة فقلبت ياء وأُدْغِمت.

  وصَيَّفَني هذا الشيء أَي كفاني لِصَيْفتي؛ ومنه قول الراجز:

  مَنْ يَكُ ذا بَتٍّ فهذا بَتِّي ... مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتِّي

  وصِيفَتِ الأَرضُ، فهي مَصِيفةٌ ومَصْيوفةٌ: أَصابها الصَّيِّفُ، وصُيِّفْنا كذلك؛ وقول أَبي كبير الهذلي:

  ولقد وَرَدْتُ الماء لم يَشْرَبْ به ... حَدَّ الرَّبيعِ إلى شُهور الصَّيِّفِ

  يعني به مطر الصيف، الواحد صَيِّفةٌ؛ قال ابن بري: وفاعل يشرب في البيت الذي بعده وهو:

  الا عَوابِسُ كالمِراطِ مُعِيدةٌ ... بالليلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّف

  ويقال: أَصابَتْنا صَيِّفة غَزيرة، بتشديد الياء.

  وتَصَيَّفَ: من الصَّيْف كما يقال تَشَتَّى من الشِّتاء.

  وأَصاف القومُ: دخلوا في الصَّيف، وصافُوا بمكان كذا: أَقاموا فيه صَيْفَهُم، وصِفْتُ بمكان كذا وكذا وصِفْتُه وتَصَيَّفْته وصَيَّفْته؛ قال لبيد:

  فَتَصَيَّفا ماءً بِدَحْلٍ ساكِناً ... يَسْتَنُّ فوق سَراتِه العُلْجُومُ

  وقال الهذلي:

  تَصَيَّفْت نَعْمانَ واصَّيَّفَتْ

  وصافَ بالمكان أَي أَقام به الصيف، واصْطافَ مثلُه، والموضع مَصِيفٌ ومُصْطافٌ.

  التهذيب: صافَ القومُ إذا أَقاموا في الصّيفِ بموضع فهم صائفون، وأَصافوا فهم مُصِيفون إذا دخلوا في زمان الصَّيف، وأَشْتَوا إذا دخلوا في الشِّتاء.

  ويقال: صُيِّفَ القومُ ورُبِعوا إذا أَصابهم مَطَر الصيف والربيع، وقد صِفْنا ورُبِعْنا، كان في الأَصل صُيِفْنا، فاستثقلت الضمة مع الياء فحذفت وكسرت الصاد لتدل عليها.

  وصافَ فلانٌ ببلاد كذا يَصِيفُ إذا أَقام به في الصَّيف، والمَصِيفُ: اسم الزمان؛ قال سيبويه: أُجري مُجرى المكان وعامله مُصايَفَةً وصِيافاً.

  والصائفة: أَوانُ الصَّيف.

  والصائفةُ: الغَزْوةُ في الصيف.

  والصائفةُ والصَّيْفِيّةُ: المِيرةُ قبل الصيف، وهي المِيرة الثانية، وذلك لأَن أَوَّلَ المِيَرِ الرَّبْعِيَّة ثم الصَّيْفِيَّة ثم الدَّفَئِيَّة.

  الجوهري: وصائفةُ القوم مِيرَتُهم في الصيف.

  الجوهري: الصَّيْفُ واحد فُصُول السنة وهو بعد الربيع الأَول وقبل القَيْظِ.

  يقال: صَيْفٌ صائفُ، وهو توكيد له كما يقال لَيْلٌ لائلٌ وهَمَج هامِجٌ.

  وفي حديث الكَلالة حين سُئل عنها عمر، ¥، فقال: تكفيك آيةُ الصَّيف أَي التي نزلت في الصيف وهي الآية التي في آخر سورة النساء والتي في أَوَّلِها نزلت في الشتاء.

  وأَصافَتِ الناقةُ، وهي مُصِيفٌ ومِصْيافٌ: نُتِجَتْ في الصَّيْف وولدُها صَيْفِيّ.

  وأَصافَ الرجلُ، فهو مُصِيفٌ: وُلد له في الكِبَرِ، وولده أَيضاً صَيْفيّ وصَيْفِيُّون، وشئ صَيْفِيٌّ؛ وقال أَكثمُ بن صَيْفي، وقيل هي لسعد بن مالك