لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الطاء المهملة]

صفحة 215 - الجزء 9

  تَئِطُّ وتَأْدُوها الإِفال مُرِبَّةً ... بأَوْطانِها من مُطرَفاتِ الحَمائِل⁣(⁣١)

  مُطْرَفاتٌ: أَطْرِفُوها غنيمةً من غيرهم.

  ورجل طِرْفٌ ومُتَطَرِّفٌ ومُسْتَطْرِفٌ: لا يثبت على أَمْرٍ.

  وامرأَة مَطْرُوفةٌ بالرجال إذا كانت لا خير فيها، تَطْمَحُ عَيْنُها إلى الرجال وتَصْرف بَصَرَها عن بعلها إلى سواه.

  وفي حديث زياد في خُطبته: إنَّ الدنيا قد طَرَفَتْ أَعْيُنكم أَي طَمَحتْ بأَبصاركم إليها وإلى زُخْرُفِها وزينتها.

  وامرأَة مَطْروفَةٌ: تَطْرِفُ الرجالَ أَي لا تَثْبُت على واحد، وُضِع المفعول فيه موضع الفاعل؛ قال الحُطيئة:

  وما كنتُ مِثْلَ الهالِكِيِّ وعِرْسِه ... بَغَى الودَّ من مَطْرُوفةِ العينِ طامِح

  وفي الصحاح: من مطروفة الودّ طامح؛ قال أَبو منصور: وهذا التفسير مخالف لأَصل الكلمة.

  والمطروفة من النساء: التي قد طَرفها حبُّ الرِّجال أَي أَصاب طَرْفَها، فهي تَطْمَحُ وتُشْرِفُ لكل من أَشْرَفَ لها ولا تَغُضُّ طَرْفَها، كأَنما أَصابَ طرْفَها طُرفةٌ أَو عُود، ولذلك سميت مطروفة؛ الجوهري: ورجل طَرْفٌ⁣(⁣٢) لا يَثبتُ على امرأَة ولا صاحب؛ وأَنشد الأَصمعي:

  ومَطْروفةِ العَيْنَينِ خَفَّاقةِ الحَشَى ... مُنَعَّمةٍ كالرِّيمِ طابتْ فَطُلَّتِ

  وقال طَرَفة يذكر جارية مُغَنِّية:

  إذا نحنُ قلنا: أَسْمِعِينا، انْبَرَتْ لنا ... على رِسْلِها مَطْروفةً لم تَشَدَّدِ⁣(⁣٣)

  قال ابن الأَعرابي: المَطروفةُ التي أَصابتها طُرفة، فهي مطروفة، فأَراد كأَنَّ في عينيها قَذًى من اسْتِرْخائها.

  وقال ابن الأَعرابي: مَطْروفة منكسرة العين كأَنها طُرِفَتْ عن كل شيء تنظر إليه.

  وطَرَفْتُ عينه إذا أَصَبْتها بشيء فَدَمِعَتْ، وقد طُرِفَتْ عينه، فهي مطروفة.

  والطَّرْفةُ أَيضاً: نقطة حمراء من الدم تحدُث في العين من ضربة وغيرها.

  وفي حديث فُضَيْلٍ: كان محمد بن عبد الرحمن أَصْلع فَطُرِفَ له طرْفة؛ أَصل الطَّرْفِ: الضرب على طرَف العين ثم نقل إلى الضرب على الرأْس.

  ابن السكيت: يقال طَرَفْتُ فلاناً أَطرِفه إذا صَرَفْتَه عن شيء، وطَرفه عنه أَي صَرفه وردّه؛ وأَنشد لعمر ابن أَبي ربيعة:

  إنك، واللَّه، لَذُو مَلَّةٍ ... يَطْرِفُك الأَدنى عن الأَبْعَدِ

  أَي يَصْرِفك؛ الجوهري: يقول يَصْرِفُ بصرَك عنه أَي تَسْتَطرِفُ الجَديد وتَنْسى القديم؛ قال ابن بري: وصواب إنشاده:

  يَطْرِفك الأَدنى عن الأَقْدَمِ

  قال: وبعده:

  قلتُ لها: بل أَنت مُعْتَلَّةٌ ... في الوَصْلِ، يا هِند، لكي تَصْرِمي

  وفي حديث نظر الفجأَة: وقال اطْرِفْ بصرك أَي


(١) قوله [تئط] هو في الأصل هنا بهمز ثانيه مضارع أط، وسيأتي تفسيره في أدي.

(٢) قوله [ورجل طرف] أورده في القاموس فيما هو بالكسر، وفي الأصل ونسخ الصحاح ككتف، قال في شرح القاموس: وهو القياس.

(٣) قوله [مطروفة] تقدم انشاده في مادة شدد: مطروقة بالقاف تبعاً للأصل.