لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الظاء المعجمة]

صفحة 231 - الجزء 9

  ظَلَفاً وظَلَفَ أَثره يَظْلُفُه ويَظْلِفُه ظَلْفاً وأَظْلفه إذا مشى في الحُزونة حتى لا يُرى أَثره فيها، وأَنشد بيت عوف بن الأَحوص.

  والظَّلَف: الشدّة والغِلَظُ في المَعيشة من ذلك.

  وفي حديث سعد: كان يُصِيبنا ظَلَفُ العيش بمكة أَي بؤسُه وشدَّته وخُشونته من ظلَف الأَرضِ.

  وفي حديث مصعب ابن عُمير: لما هاجر أَصابه ظلَف شديد.

  وأَرض ظَلِفة بيِّنة الظلَف: ناتئة لا تُبين أَثراً.

  وظلَفهم يَظْلِفُهم ظلْفاً: اتَّبع أَثرهم.

  ومكان ظَلِيف: خشن فيه رمل كثير.

  والأُظْلوفة: أَرض صُلْبة حديدة الحجارة على خِلقة الجبل، والجمع أَظالِيف؛ أَنشد ابن بري:

  لَمَح الصُّقُورِ عَلَتْ فوق الأَظالِيفِ⁣(⁣١)

  وأَظلفَ القومُ: وقعوا في الظلَف أَو الأُظلوفةِ، وهو الموضع الصلب.

  وشرٌّ ظَلِيف أَي شديد.

  وظَلَفه عن الأَمر يَظْلِفُه ظَلْفاً: منعه؛ وأَنشد بيت عوف بن الأَحوص:

  أَلم أظْلِفْ عن الشُّعَراءِ عِرْضي ... كما ظُلف الوسيقةُ بالكراع؟

  وظلَفه ظلْفاً: منعه عما لا خير فيه.

  وظلَف نفسَه عن الشئ: منعها عن هواها، ورجل ظَلِفُ النفْس وظَلِيفُها من ذلك.

  الجوهري: ظلَف نفسَه عن الشيء يَظلِفُها ظَلفاً أَي منعها من أَن تفعله أَو تأْتيه؛ قال الشاعر:

  لقد أَظْلِفُ النفْسَ عن مَطْعَمٍ ... إذا ما تهافَتَ ذِبَّانُه

  وظَلِفت نفسي عن كذا، بالكسر، تَظْلَف ظلَفاً أَي كَفّت.

  وفي حديث علي، كرم اللَّه وجهه: ظلَف الزُّهْدُ شَهَواتِه أَي كفَّها ومنعها.

  وامرأَة ظَلِفة النفْس أَي عزيزة عند نفسها.

  وفي النوادر: أَظْلَفتُ فلاناً عن كذا وكذا وظَلَّفْته وشَذَّيْته وأَشْذَيْتُه إذا أَبْعَدْته عنه؛ وكلُّ ما عَسُر عليك مطلَبُه ظَلِيف.

  ويقال: أَقامَه اللَّه على الظَّلَفات أَي على الشدّة والضِّيق؛ وقال طُفَيل:

  هُنالِكَ يَرْويها ضَعِيفي ولم أُقِمْ ... على الظَّلَفات، مُقْفَعِلَّ الأَنامِل

  والظَلِيفُ: الذَّليل السيِّء الحال في مَعِيشته، ويقال: ذهَب به مَجّاناً وظَلِيفاً إذا أَخذه بغير ثمن، وقيل: ذهب به ظليفاً أَي باطلاً بغير حق؛ قال الشاعر:

  أَيأْكُلُها ابنُ وعْلةَ في ظَلِيفٍ ... ويأْمَنُ هَيْثَمٌ وابْنا سِنانِ؟

  أَي يأْكلها بغير ثمن؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

  فقلتُ: كلُوها في ظَلِيفٍ، فَعَمُّكمْ ... هو اليومَ أَوْلى منكمُ بالتَّكَسُّبِ

  وذهَب دمُه ظَلْفاً وظَلَفاً وظَلِيفاً، بالظاء والطاء جميعاً، أَي هدَراً لم يُثأَر به.

  وقيل: كلُّ هَيِّن ظَلَفٌ.

  وأَخَذ الشيء بظَلِيفته⁣(⁣٢) وظَلِفَته أَي بأَصله وجميعه ولم يدع منه شيئاً.

  والظِّلْفُ: الحاجةُ.

  والظِّلْف: المُتابَعةُ في الشيء.


(١) قوله [لمح الصقور] كذا في الأَصل بتقديم اللام وتقدم للمؤلف في مادة ملح ما نصه: ملح الصقور تحت دجن مغين. قال أبو حاتم قلت للأصمعي: أتراه مقلوباً من اللمح؟ قال: لا، انما يقال لمح الكوكب ولا يقال ملح فلو كان مقلوباً لجاز أن يقال ملح.

(٢) قوله [بظليفته الخ] كذا في الأصل مضبوطاً، وعبارة القاموس: وأخذه بظليفه وظلفه محركة.