لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 315 - الجزء 9

  وفي حديث ابن عمر: كان يُلْحِفُ شاربه أَي يبالغ في قَصِّه.

  التهذيب عن الزجاج: روي عن النبي، ، أَنه قال: من سأَل وله أَربعون درهماً فقد أَلحف، وفي رواية: فقد سأَل الناس إلحافاً، قال: ومعنى أَلحف أَي شَمِل بالمسأَلة وهو مُستغْن عنها.

  قال: واللِّحاف من هذا اشتقاقُه لأَنه يشمل الإِنسان في التغْطية؛ قال: والمعنى في قوله لا يسأَلون الناس إلحافاً أَي ليس منهم سؤال فيكون إلحاف كما قال امرؤ القيس:

  على لاحِبٍ لا يُهْتَدى بمَناره

  المعنى ليس به مَنار فيُهْتَدى به.

  ولُحف في ماله لَحْفةً⁣(⁣١) إذا ذهب منه شيء؛ عن اللحياني.

  قال ابن الفرج: سمعت الخَصِيبي يقول: هو أَفْلَسُ من ضارِبِ قِحْفِ اسْتِه ومن ضارب لِحْف استه، قال: وهو شِقُّ الاسْت، وإنما قيل ذلك لأَنه لا يجد شيئاً يلبَسه فتقَع يده على شُعَب استه.

  ولحُف القمرُ إذا جاوز النصف فنقَص ضوءُه عما كان عليه.

  ولِحافٌ واللَّحِيف: فرسان لرسول اللَّه، ، وفي الحديث: كان اسم فرسه، ، اللَّحِيف لطول ذنبه، فَعِيل بمعنى فاعل، كأَنه يَلْحف الأَرض بذنبه أَي يُغَطِّيها به.

  لخف: اللَّخْف: الضرْب الشديد.

  لخَفَه بالعصا لَخْفاً: ضرَبه؛ قال العجاج:

  وفي الحَراكِيلِ نُحور جُزَّل ... لَخْفٌ كأَشْداقِ القِلاصِ الهُزَّل

  ولَخَف عيْنَه: لطَمها؛ عن ابن الأَعرابي.

  واللخاف: حجارة بيض عريضة رقاق، واحدتها لَخْفة.

  وفي حديث زيد بن ثابت حين أَمَره أَبو بكر الصديق، ®، أَن يجمع القرآن قال: فجعلتُ أَتَتبَّعه من الرّقاع واللَّخاف والعُسُب.

  وفي حديث جارية كعب ابن مالك، ¥: فأَخذَت لِخافةً من حجر فذبحتها بها.

  وفي الحديث: كان اسم فرسه، ، اللَّخيف؛ قال ابن الأَثير: كذا رواه البخاري ولم يتحققه، قال: والمعروف بالحاء المهملة، وروي بالجيم.

  واللَّخْفُ مثل الرَّخْفِ: وهو الزُّبْد الرَّقِيق.

  السُّلَمي: الوَخِيفةُ واللَّخِيفةُ والخَزِيرة واحد.

  لصف: لَصَفَ لونُه يَلْصِفُ لَصْفاً ولُصوفاً ولَصيفاً برَق وتلأَلأَ؛ وأَنشد لابن الرِّقاع:

  مُجَلِّحة من بنات النّعامِ ... بيضاء واضِحة تَلْصِفُ

  وفي حديث ابن عباس، ®: لما وفَد عبد المطلب وقريش إلى سيف بن ذي يَزَن فأَذن لهم فإذا هو مُتَضَمّخٌ بالعبير يَلْصِف وبيصُ المسك من مَفْرَقه أَي يَبْرُق ويَتلأَلأَ.

  واللاصِف: الإِثْمِد المُكتَحَل به، قال ابن سيده: أَراه سمي به من حيث وُصِف بالتَّأَلُّل وهو البرِيق.

  واللَّصْف واللَّصَفُ: شيء ينبت في أَصل الكَبَر رَطْب كأَنه خِيار، قال الأَزهري: هذا هو الصحيح، وأَما ثمر الكَبَر فإن العرب تسميه الشَّفَلَّح إذا انشق وتفتَّح كالبُرعُومة، وقيل: اللصَف الكبَر نفسُه، وقيل: هو ثمرة حشيشة تُطبخ وتوضع في المرقة فتُمْرِئها ويُصْطَبَغ بعُصارتها، واحدتها لصْفة ولصَفة، قال: والأَعرف في جميع ذلك فتح الصاد، وإنما


(١) قوله [لحفة] كذا ضبطت اللام في الأصل بالفتح وفي القاموس بالضم.