لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 333 - الجزء 9

  النصف، بالكسر: الانتصاف، وقد أَنصَفه من خصمه يُنْصِفُه إنْصافاً ونَصَفه ينْصِفه ويَنْصُفه نَصْفاً ونِصافة ونَصافاً ونِصافاً وأَنصَفَه وتَنَصَّفَه كلُّه: خدَمه.

  الجوهري: تنصَّف أَي خَدم؛ قالت الحُرَقة بنت النعمان بن المنذر:

  فبَيْنا نَسُوسُ الناسَ، والأَمْرُ أَمْرُنا ... إذا نحنُ فيهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ

  فأُفٍّ لدُنيا لا يدُوم نَعيمُها؛ ... تقَلَّبُ تاراتٍ بِنا وتَصَرَّفُ

  ويقال: تنصَّفْته بمعنى خدَمْته وعبَدْته؛ وأَنشد ابن بري:

  فإنَّ الإِلَه تَنَصَّفْته ... بأَنْ لا أَعُقَّ وأَن لا أَحُوبا

  قال: وعليه بيت الحُرَقة بنت النعمان بن المنذر:

  إذا نحن فيهم سوقة نتنصف

  ونصف القومَ أَيضاً: خدمهم؛ قال لبيد:

  لها غَلَلٌ من زازِقيٍّ وكُرْسُفٍ ... بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفون المَقاوِلا

  قوله لها أَي لظُروف الخمر.

  والناصِفُ والمِنْصَف، بكسر الميم: الخادم.

  ويقال للخادم: مِنْصَف ومَنْصَفٌ.

  والنَّصِيفُ: الخادم.

  وفي حديث ابن عباس، ®: أَنه ذكر داود، #، فقال: دخل المِحراب وأَقعد مِنْصفاً على الباب، يعني خادماً، والجمع مَناصِف؛ قال ابن الأَثير: المنصف، بكسر الميم، الخادم، وقد تفتح الميم.

  وفي حديث ابن سَلام، ¥: فجاءني مِنصف فرَفع ثيابي من خَلْفي.

  ويقال: نصَفْت الرجل فأَنا أَنْصُفُه وأَنْصِفُه نِصافة ونَصافة أَي خدمته.

  والنَّصَفةُ: الخُدَّام، واحدهم ناصِفٌ، وفي الصحاح: والنصَف الخدَّام.

  وتنصَّفه: طلَب مَعْرُوفه؛ قال:

  فإن الإِله تَنَصَّفْتُه ... بأَنْ لا أَخُونَ وأَنْ لا أُخانا

  وقيل: تَنَصَّفْته أَطعْته وانْقَدْت له؛ وقول ابن هَرْمَةَ:

  مَنْ ذا رسولٌ ناصِحٌ فَمُبَلِّغٌ ... عنَّي عُلَيَّةَ غَيرَ قِيلِ الكاذِبِ

  أَني غَرِضْتُ إلى تَناصُف وجْهِها ... غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحبيبِ الغائِبِ

  أَي اشْتَقْت، وقيل: معناه خِدْمة وجهها بالنظر إليه، وقيل: إلى محاسنه التي تقَسَّمت الحسن فتَناصَفَتْه أَي أَنصفَ بعضُها بعضاً فاستوت فيه؛ وقال ابن الأَعرابي: تناصُف وجهِها محاسنها أَنها كلَّها حَسَنة يُنْصِفُ بعضها بعضاً، يريد أَن أَعضاءها متساوية في الجمال والحسن فكأَنَّ بعضها أَنصف بعضاً فتناصف؛ وقال الجوهري: يعني استواء المحاسن كأَنَّ بعض أَعضاء الوجه أَنصف بعضاً في أَخذ القِسْط من الجمال؛ ورجل متناصف: مُتساوي المحاسن، وأَنصف إذا خدم سيده.

  وأَنصف إذا سار بنصف النهار.

  والمَناصِف: أَودية صغار، والنواصِف: صخور في مَناصِف أَسناد الوادي ونحو ذلك من المَسايِل؛ وفي حديث ابن الصَّبْغاء:

  بين القِرانِ السَّوْء والنَّواصِف

  جمع ناصفة وهي الصخرة.

  قال ابن الأَثير: ويروى التَّراصُف.

  والنواصِفُ: مجاري الماء في الوادي،