لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 351 - الجزء 9

  والمُهانَفَةُ: المُلاعَبة أَيضاً.

  قيل: أَقبل فلان مُهْنِفاً أَي مُسْرعاً لينال ما عندي؛ قال: وفي نسخة من كتاب الكامل للمبرد: التَّهانُف الضحك بالسُّخْرية.

  والمُهانَفة: المُلاعبة.

  وأَهْنَف الصبيُّ إهنافاً: مثل الإِجْهاش، وهو التهيّؤ للبكاء.

  والتهنُّف: البكاء؛ وأَنشد لعَنْتَرة بن الأَخْرس:

  تَكُفُّ وتَسْتَبْقِي حَيَاءً وهَيْبَةً ... لنا، ثُم يَعْلُو صَوْتُها بالتهنُّفِ

  وأَهنَف الصبيُّ وتَهانفَ: تَهيّأَ للبكاء كأَجْهَشَ، وقد يكون التَّهانُف بكاء غير الطفل؛ أَنشد ثعلب والشعر لأَعرابي⁣(⁣١):

  تَهانَفْتَ واستبكاكَ رسْمُ المَنازِلِ ... بسُوقةِ أَهْوى، أَو بِقارةِ حائلِ

  فهذا ههنا إنما هو للرجال دون الأَطفال لأَنَّ الأَطفال لا تبكي على المنازل والأَطْلال؛ وقد يكون قوله تهانفت: تشبَّهت بالأَطفال في بكائك كقول الكميت:

  أَشَيخاً، كالوَلِيدِ برَسْم دارٍ ... تُسائلُ ماأَصَمَّ عن السَّؤُول؟

  أَصمّ أَي صَمَّ.

  هوف: رجل هُوفٌ: لا خير عنده.

  والهُوفُ من الرَّياح: كالهَيْفِ، وهي الباردةُ الهُبوب، وفي الصحاح: الهوف الريح الحارّة؛ ومنه قول أُم تأَبَّط شرّاً: وا ابْناه ليس بعُلْفُوف تَلُفُّه هُوف حَشيّ من صُوف، وقيل: لم يسمع هذا إلَّا في كلام أُم تأَبط شرّاً، وإنما قالته لأَن فِقَر كلامها موضوعة على هذا، أَلا ترى أَن قبل هذا ما قدّمناه من قولها ليس بعُلْفُوف وبعده حشيّ من صوف؟ فإذا كان ذلك فهو من هيف، وسنذكره بعد ذلك إن شاء اللَّه تعالى.

  هيف: هافَ ورَقُ الشجر يَهِيف: سقط.

  والهَيْفُ والهُوف: ريح حارَّة تأْتي من قِبَل اليمن، وهي النَّكْباء التي تجري بين الجَنُوب والدَّبُور من تحت مَجْرَى سُهَيْل يَهيف منها ورق الشجر.

  ابن الأَعرابي: نَكْباء الصَّبا والجَنوب مِهْيافٌ مِلْواحٌ مِيباسٌ للبقل، وهي التي تجيء بين الرِّيحين، وقال الأَصمعي: الهَيْف الجنوب إِذا هَبَّت بحرّ، وقيل: الهيف ريح باردة تجيء من قبل مَهَبِّ الجنوب، قال: وهذا لا يوافق الاشتقاق؛ قال الأَزهري: الذي قاله الليث إن الهيْف ريح باردة لم يقله أَحد، والهيف لا تكون إلا حارّة.

  ابن سيده: وقيل الهيف كل ريح ذاتِ سَمُوم تُعَطِّش المال وتُيَبِّس الرّطْب؛ قال ذو الرمة:

  وصَوَّحَ البَقْلَ نأْآجُ تَجِيء به ... هَيْفٌ يَمانِيةٌ، في مَرِّها نَكَبُ

  وفي المثل: ذَهَبَتْ هَيف لأَديانها أَي لعاداتها لأَنها تُجَفِّف كل شيء وتُيَبِّسه وتَهَيَّفَ الرجل من الهَيْف كما يقال تَشتَّى من الشِّتاء.

  والهُوف من قول أُم تأَبَّط شرّاً: تَلُفُّه هُوف، إنما بنته على فُعْل لِما قبله من قولها: ليس بعُلْفُوف، وما بعده من قولها: حَشِيّ من صوف، وقيل: هي لغة في الهَيْف.

  وهافَ واسْتهافَ: أَصابته الهَيْفُ فَعَطِش؛ أَنشد ثعلب:

  تَقَدَّمْتهنّ على مِرْجَمٍ ... يلُوكُ اللِّجامَ، إذا ما اسْتَهافا


(١) قوله [لاعرابي] في معجم ياقوت: قال الراعي تهانفت الخ.