لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 364 - الجزء 9

  جَوْرَه ومَيْله؛ قال الكميت:

  بكَ يَعْتَلي وكَفَ الأُمُور ... ويَحْمِلُ الأَثْقالَ حامِلْ

  وقال أَبو عمرو: الوكَفُ الثِّقلُ والشدَّةُ.

  وقالت الكِلابية: يقال فلان على وكَفٍ من حاجته إذا كان لا يدري على ما هو منها، قال: وكل هذا ليس بخارج مما جاء مفسَّراً في الحديث لأَن التكفي⁣(⁣١) هو المَيْل.

  والوكَفُ من الأَرض: ما انهبط عن المرتفع؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال العجاج يصف ثوراً:

  يَعْلو الدَّكاديكَ ويَعْلُو الوَكَفا

  وقال الجوهري: هو سَفْح الجبل، وقال ثعلب: هو المكان الغَمْضُ في أَصل شَرف.

  ابن شميل: الوَكَفُ من الأَرض القِنْع يتَّسع وهو جَلَد طين وحصى، وجمعه أَوْكاف.

  وتَوَكَّف الأَثَر: تتبَّعه.

  والتوكُّف: التوقُّع والانتظار.

  وفي حديث ابن عمير: أَهلُ القبور يتوكَّفُون الأَخْبار أَي ينتظرونها ويسأَلون عنها، وفي التهذيب: أَي يتوقعونها، فإذا مات الميت سأَلوه: ما فعل فلان وما فعل فلان؟ يقال: هو يتوكَّف الخبر أَي يتوقَّعه.

  وتقول: ما زلت أَتوكَّفُه حتى لقِيته.

  ويقال: واكَفْت الرجل مُواكفةً في الحرب وغيرها إذا واجَهْتَه وعارَضْته؛ قال ذو الرمة:

  متى ما يُواكِفْها ابن أُنْثَى، رَمَتْ به ... مع الجَيْشِ يَبْغِيها المَغانِمَ، تنكل⁣(⁣٢)

  وتوكَّف عيالَه وحشَمه: تعهَّدهم، وهو يتوكَّفهم: يتعهَّدهم وينظر في أُمورهم.

  والوُكاف والوِكاف والأُكاف والإِكاف: يكون للبعير والحمار والبغل؛ قال يعقوب وكان رؤبة ينشد:

  كالكَوْدَن المَشدُودِ بالوكاف

  والجمع وُكُف؛ وأَوْكَفَ الدابةَ، حِجازيّة.

  الجوهري: يقال آكفْت البغل وأَوْكَفْته.

  ووكَّفَ الدابةَ: وضع عليها الوكاف.

  ووكَّف وكافاً: عمله، اللحياني: أَوكَفْت البغل أُوكِفُه إيكافاً، وهي لغة أَهل الحجاز وتميم، تقول: آكفْته أُوكِفُه إيكافاً، وقال بعضهم: وكَّفْته توكيفاً وأَكَّفْته تأْكيفاً، والاسم الوكاف والإِكاف.

  ولف: الوَلْف والوِلافُ والولِيفُ: ضَرْب من العَدْو، وهو أَن تقع القوائم معاً، وكذلك أَن تجيء القوائم معاً؛ قال الكميت:

  ووَلَّى بِإِجْرِيّا وِلافٍ كأَنه ... على الشَّرف الأَقصَى، يُساطُ ويُكْلبُ

  أَي مُؤتَلِفةٌ.

  والإِجْرِيّا: الجَرْيُ والعادة بما يأْخذ به نفسَه فيه، ويُساط: يضرب بالسوط، ويُكلبُ: يضرب بالكُّلَّاب وهو المِهْماز.

  وولَف الفرسُ يَلِف وَلْفاً وولِيفاً: وهو ضَرْب من عَدوه؛ قال رؤبة:

  ويَومَ رَكْضِ الغارة الوِلافِ

  قال ابن الأَعرابي: أَراد بالوِلافِ الاعْتزاء والاتِّصال؛ قال أَبو منصور: كان على معناه في الأَصل إلافاً فصيَّر الهمزة واواً؛ وكلُّ شيء غطَّى شيئاً وأَلبَسه فهو مُولِفٌ له؛ قال العجاج:

  وصار رَقْراقُ السَّرابِ مُولِفا

  لأَنه غطَّى الأَرض.

  الجوهري: الوِلافُ مثل الإِلاف، وهو المُوالَفةُ.

  وبَرْق وِلاف وإلاف


(١) قوله التكفي: هكذا في الأَصل ولعلها الوكْف.

(٢) قوله [تنكل] كذا في الأصل بالنون، وفي شرح القاموس: بثاء مثلثة.