لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الأف]

صفحة 10 - الجزء 10

  أُعْجَب، وهي هكذا تروى.

  وآنقَني الشيء يُؤْنِقُني إيناقاً: أَعجبني.

  وحكى أبو زيد: أَنِقْت الشيء أَحببْته؛ وعلى هذا يكون قولهم: رَوضة أَنيق، في معنى مأْنُوقة أَي محبوبة، وأمّا أَنِيقة فبمعنى مُؤْنِقة.

  يقال: آنقَني الشيء فهو مُؤْنِق وأَنِيق، ومثله مؤْلم وأَلِيم ومُسمِع وسميع؛ وقال:

  أَمِنْ رَيْحانةَ الدّاعِي السميعُ

  ومثله مُبدِع وبديع؛ قال الله تعالى: بديع السمواتِ والأَرض؛ ومُكِلٌّ وكَلِيل؛ قال الهذلي:

  حتى شآها كَلِيلٌ، مَوْهِناً، عَمِلٌ ... باتَتْ طِراباً، وباتَ الليلَ لم يَنَمِ

  والأَنَقُ: حُسْن المَنْظر وإعْجابه إياك.

  والأَنَقُ: الفرَحُ والسُّرور، وقد أَنِقَ، بالكسر، يأْنَقُ أَنَقاً.

  والأَنَقُ: النباتُ الحسَن المعجب، سمِّي بالمصدر؛ قالت أَعرابية: يا حبذا الخَلاء آكلُ أَنَقي وأَلبَس خَلَقي وقال الراجز:

  جاء بنو عَمِّك رُوّادُ الأَنَقْ

  وقيل: الأَنَق اطِّراد الخُضْرة في عينيك لأَنها تُعجِب رائيها.

  وشئ أَنيقٌ: حسن مُعجِب.

  وتأنَّق في الأَمر إذا عمله بِنِيقةٍ مثل تَنَوَّقَ، وله إناقةٌ وأَناقةٌ ولَباقةٌ.

  وتأَنَّقَ في أُموره: تجوَّد وجاء فيها بالعجب.

  وتأْنَّقَ المَكانَ: أعجَبه فعَلِقَه لا يفارقه.

  وتأَنَّق فلان في الرَّوضة إذا وقع فيها معجباً بها.

  وفي حديث ابن مسعود: إذا وقعتُ في آل حم وقعتُ في رَوْضاتٍ أتأنَّقُهنّ، وفي التهذيب: وقعتُ في روْضاتٍ دَمِثاتٍ أَتأَنَّقُ فيهن؛ أَبو عبيد: قوله أَتأَنق فيهن أَتَتبَّع محاسنهن وأُعْجَبُ بهن وأَستلذُّ قراءتهن وأَتمتَّعُ بمحاسنهن؛ ومنه قيل: منظر أَنيق إذا كان حسناً معجباً، وكذلك حديث عبيد بن عمير: ما من عاشِية أَشدُّ أَنَقاً ولا أَبعدُ شِبَعاً من طالب علم أَي أَشد إعجاباً واستحساناً ومحَبَّة ورَغْبة.

  والعاشِيةُ من العَشاء: وهو الأَكل بالليل.

  ومن أَمثالهم: ليس المُتعلِّق كالمُتأَنِّق؛ معناه ليس القانع بالعُلْقة وهي البُلْغة من العيش كالذي لا يَقْنَع إلا بآنَق الأَشياء وأَعجبها.

  ويقال: هو يتأَنّق أَي يَطلُب آنَق الأَشياء.

  أَبو زيد: أَنِقْت الشيء أَنَقاً إذا أَحببْته؛ وتقول: روْضة أَنِيق ونبات أَنيق.

  والأَنُوقُ على فَعُول: الرَّخَمة، وقيل: ذكر الرخم.

  ابن الأَعرابي: أَنْوقَ الرجل إذا اصطاد الأَنُوق وهي الرخمة.

  وفي المثل: أَعزُّ من بيض الأَنُوق لأَنها تُحْرِزه فلا يكاد يُظْفَر به لأَن أَوْكارها في رؤوس الجبال والأَماكن الصعْبة البعيدة، وهي تُحمَّق مع ذلك.

  وفي حديث عليّ، رحمة الله عليه: ترقَّيتُ إلى مَرْقاةٍ يقْصُر دونها الأَنُوق؛ هي الرخمة لأَنها تبيض في رؤُوس الجبال والأَماكن الصعبة؛ وفي المثل:

  طَلبَ الأَبْلَقَ العَقُوقَ، فلمّا ... لم يَجِدْه، أَرادَ بيضَ الأَنُوقِ

  قال ابن سيده: يجوز أَن يُعْنى به الرخمة الأُنثى وأَن يعنى به الذكر لأَن بيض الذكر معدوم، وقد يجوز أَن يضاف البيض إليه لأَنه كثيراً ما يحضُنها، وإن كان ذكراً، كما يحضُن الظليم بيضه كما قال امرؤ القيس أَو أَبو حَيَّة النُّمَيْري: