لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء]

صفحة 15 - الجزء 10

  وبرقٌ خُلَّبٌ بالصفة، وهو الذي ليس فيه مطر.

  وأَرعَد القومُ وأَبرَقُوا أَي أَصابهم رَعْد وبَرق.

  واستَبْرَقَ المكانُ إذا لَمَع بالبرق؛ قال الشاعر:

  يَسْتَبْرِقُ الأُفُقُ الأَقصَى، إذا ابْتَسَمَتْ ... لَمْعَ السُّيُوفِ، سِوَى أَغْمادِها، القُضُبِ

  وفي صفة أَبي إدريسَ: دخلْت مسجد دِمَشْقَ فإذا فتى بَرّاقُ الثنايا؛ وصَف ثناياه بالحُسن والضِّياء⁣(⁣١) وأنها تَلْمَع إذا تبسَّم كالبرق، أَراد صفة وجهه بالبِشْر والطَّلاقة؛ ومنه الحديث: تَبْرقُ أَساريرُ وجهه أَي تلمع وتَسْتَنِيرُ كالبَرْق.

  بَرق السيفُ وغيره يَبْرُق بَرْقاً وبَرِيقاً وبرُوقاً وبَرَقاناً: لمَع وتَلأْلأَ، والاسم البَريق.

  وسيفٌ إبْريق: كثير اللَّمَعان والماء؛ قال ابن أَحمر:

  تَعَلَّق إبْرِيقاً، وأَظهر جَعْبةً ... ليُهْلِكَ حَيّاً ذا زُهاء وجامِلِ

  والإِبْريقُ: السيفُ الشديدُ البَرِيق؛ عن كراع، قال: سمي به لفعله، وأَنشد البيت المتقدم؛ وقال بعضهم: الإِبريق السيف ههنا، سمي به لبَرِيقِه، وقال غيره: الإِبريق ههنا قَوْس فيه تَلامِيعُ.

  وجاريةٌ إبريقٌ: برّاقة الجسم.

  والبارِقةُ: السيوفُ على التشبيه بها لبياضها.

  ورأَيت البارِقةَ أي بريقَ السلاح؛ عن اللحياني.

  وفي الحديث: كفى ببارقة السيوف على رأْسه فتنةً أي لَمَعانِها.

  وفي حديث عَمّار، ¥: الجنةُ تحت البارقة أي تحت السيوف.

  يقال للسلاح إذا رأيت برِيقَه: رأيتُ البارقة.

  وأبرَق الرجل إذا لمع بسيفه وبَرق به أيضاً، وأبرَق بسيفه يُبْرق إذا لمع به.

  ولا أَفعله ما برَق في السماء نجم أَي ما طلع، عنه أَيضاً، وكله من البرق.

  والبُراق: دابّة يركبها الأَنبياء، $، مشتقة من البَرْق، وقيل: البراق فرس جبريل، صلى الله على نبينا وعليه وسلم.

  الجوهري: البراق اسم دابة ركبها سيدنا رسول الله، ، ليلة المِعْراج، وذُكر في الحديث قال: وهو الدابة التي ركبها ليلة الإِسْراء؛ سمي بذلك لنُصوع لونه وشدَّة بريقه، وقيل: لسُرعة حركته شبهه فيها بالبَرْق.

  وشيءٌ برّاقٌ: ذو بَرِيق.

  والبُرقانة: دُفْعة⁣(⁣٢) البريق.

  ورجل بُرْقانٌ: بَرَّاقُ البدن.

  وبرَّقَ بصَرَه: لأْلأَ به.

  الليث: برَّق فلان بعينيه تَبْريقاً إذا لأْلأَ بهما من شدَّة النظر؛ وأَنشد:

  وطَفِقَتْ بعَيْنِها تَبْريقا ... نحوَ الأَميرِ، تَبْتَغي تَطْليقا

  وبرَّقَ عينيه تبريقاً إذا أَوسَعَهما وأَحدَّ النظر.

  وبرَّق: لوَّح بشيء ليس له مِصْداق، تقول العرب: برَّقْت وعرَّقْت؛ عرَّقْتُ أَي قلَّلت.

  وعَمِل رجل عَمَلًا فقال له صاحبه: عرَّفْتَ وبرَّقت لوَّحتَ بشيء ليس له مِصداق.

  وبَرِقَ بصرُه بَرَقاً وبرَق يبرُق بُرُوقاً؛ الأَخيرة عن اللحياني: دَهِشَ فلم يبصر، وقيل: تحيَّر فلم يَطْرِفْ؛ قال ذو الرمة:

  ولو أنَّ لُقمانَ الحَكيمَ تَعَرَّضَتْ ... لعَينيْه مَيٌّ سافِراً، كادَ يَبْرَقُ

  وفي التنزيل: فإذا بَرِقَ البصر، وبَرَقَ، قُرئ بهما جميعاً؛ قال الفراء: قرأَ عاصم وأَهل المدينة برِق،


(١) قوله [والضياء] الذي في النهاية: والصفاء.

(٢) قوله [والبرقانة دفعة] ضبطت في الأصل الباء بالضم.