لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء]

صفحة 42 - الجزء 10

  وقد تَحرَّقَتْ، والتحريقُ: تأْثيرها في الشيء.

  الأَزهري: والحَرَقُ من حَرَق النار.

  وفي الحديث: الحَرَقُ والغَرَقُ والشَّرَقُ شهادة.

  ابن الأَعرابي: حرَقُ النار لهَبُه، قال: وهو قوله ضالَّةُ المُؤمِن حرَقُ النارِ أي لَهَبُها؛ قال الأَزهري: أَراد أَن ضالةَ المؤمن إذا أَخذها إنسان ليتملَّكها فإنها تؤدّيه إلى حرَق النار، والضالةُ من الحيوان: الإِبل والبقر وما أشبهها مما يُبْعِد ذهابه في الأَرض ويمتنع من السِّباع، ليس لأَحد أَن يَعْرِض لها لأَن النبي، ، أوعد مَن عرض لها ليأْخذها بالنار.

  وأحْرقَه بالنار وحَرَّقه: شدّد للكثرة.

  وفي الحديث: الحَرِقُ شهيد، بكسر الراء، وفي رواية: الحَريقُ أي الذي يقَع في حرَق النار فيَلْتَهِب.

  وفي حديث المُظاهِر: احْتَرَقْت أي هلكْت؛ ومنه حديث المُجامِع: في نهار رمضان احْترقْت؛ شبها ما وقَعا فيه من الجِماع في المُظاهرة والصَّوْم بالهَلاك.

  وفي الحديث: إنه أُوحي إليَّ أن أُحْرِقَ قريشاً أَي أُهْلِكَهم، وحديث قتال أَهل الردة: فلم يزل يُحَرِّقُ أعْضاءهم حتى أدخلهم من الباب الذي خَرجوا منه، قال: وأُخذ من حارقة الوَرِك، وأَحرقته النار وحَرّقَتْه فاحترق وتحرّقَ، والحُرْقةُ: حَرارتها.

  أبو مالك: هذه نارٌ حِراقٌ وحُراق: تُحْرِق كل شيء.

  وأَلقى الله الكافر في حارِقَتِه أي في نارِه؛ وتحرّقَ الشيءُ بالنار واحْترقَ، والاسم الحُرْقةُ والحَريقُ.

  وكان عمرو بن هِند يلقَّب بالمُحَرِّق، لأَنه حرَّق مائة من بني تميم: تسعة وتسعين من بني دارِم، وواحداً من البَراجِم، وشأْنه مشهور.

  ومُحَرِّق أَيضاً: لقب الحرث بن عمرو ملِك الشام من آلِ جَفْنةَ، وإِنما سمي بذلك لأَنه أَوّل من حرَّق العرب في ديارهم، فهم يُدْعَوْن آلَ مُحَرِّق؛ وأَما قول أسودَ بن يَعْفُر:

  ماذا أُؤَمِّلُ بعدَ آلِ مُحَرِّقٍ ... تركوا منازِلَهم، وبعدَ إيادِ؟

  فإنما عنى به امرأَ القيس بن عمرو بن عَدِيّ اللخْمِيّ لأَنه أَيضاً يُدعَى محرّقاً.

  قال ابن سيده: محرِّق لقب ملِك، وهما مُحرِّقان: محرّق الأَكبر وهو امرؤ القيس اللخمي، ومحرّق الثاني وهو عَمرو بن هند مُضَرِّطُ الحجارة، سمي بذلك لتحريقه بني تميم يوم أوارةَ، وقيل: لتحريقه نخل مَلْهَمٍ.

  والحُرْقةُ: ما يجده الإِنسان من لَذْعةِ حُبّ أو حزن أو طعم شيء فيه حرارة.

  الأَزهري عن الليث: الحُرقة ما تجد في العين من الرمَد، وفي القلب من الوجَع، أو في طعم شيء مُحرِق.

  والحَرُوقاء والحَرُوقُ والحُرّاقُ والحَرُّوقُ: ما يُقْدَح به النار؛ قال ابن سيده: قال أبو حنيفة هي الخُرَقُ المُحرًقة التي يقع فيها السّقْط؛ وفي التهذيب: هو الذي تُورَى فيه النارُ.

  ابن الأَعرابي: الحَرُوقُ والحَرُّوقُ والحُراقُ ما نتقت به النار من خِرْقة أو نَبْجٍ، قال: والنَّبْجُ أصُول البَرْدِيّ إذا جفّ.

  الجوهري: الحُراق والحُراقة ما تقع فيه النارُ عند القَدْح، والعامة تقوله التشديد.

  قال ابن بري: حكى أبو عبيد في الغريب المصنف في باب فَعُولاء عن الفراء: أنه يقال الحَرُوقاء للتي تُقْدَحُ منه النار والحَرُوقُ والحُرّاقُ والحَرُّوقُ، قال: والذي ذكره الجوهري الحُراقُ والحُراقةُ فعدَّتها ست لغات.

  ابن سيده: والحَرّاقاتُ سفُن فيها مَرامِي نِيران، وقيل: هي المَرامِي أنفُسها.

  الجوهري: الحَرّاقة، بالفتح والتشديد، ضرب من السفن فيها مرامي نيران يُرمى بها العدوّ في البحر؛ وقول الراجز يصف إبلًا: