لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء]

صفحة 48 - الجزء 10

  كل شيء، ويروى بالخاء⁣(⁣١) والراء وسنذكره.

  وفي حديث أبي سلمة: لم يكن أصحاب رسول الله، ، مُتحزِّقِين ولا مُتَماوِتِين أي مُتَقَبِّضين ومجتمعين.

  وقيل للجماعة حِزْقةٌ لانضمام بعضهم إلى بعض.

  قال ابن سيده: والحازِقةُ والحَزَّاقةُ العِير، طائية؛ وأنشد ابن بري في الحازقة وجمعه حَوازِقُ:

  ومَنْهَلٍ ليس به حَوازِقُ

  قال: ويقال هو جمع حَوْزَقة لغة في حازقة؛ قال الجوهري: وكذلك الحازِقة والحَزِيقُ والحَزِيقةُ؛ قال ذو الرمة يصف حُمُر الوحش:

  كأنَّه، كلَّما ارْفَضَّت حَزِيقَتُها ... بالصُّلْبِ من نَهْسِه أكْفالَها، كَلِبُ

  وفي الحديث: لا رَأْي لحازِقٍ؛ الحازِقُ الذي ضاقَ عليه خُفُّه فَحَزَقَ رجله أي عَصَرها وضَغَطَها، وهو فاعل بمعنى مفعول.

  وفي الحديث: لا يصلِّي وهو حاقِنٌ أو حاقِبٌ أو حازِقٌ.

  الأَزهري: يقال أحْزَقْته إحزاقاً إذا منعته؛ قال أبو وَجْزةَ:

  فما المالُ إلَّا سُؤْرُ حَقِّك كلِّه ... ولكنّه عمّا سِوى الحقِّ مُحْزَقُ

  والحَزِيقةُ: كالحَدِيقة.

  وحازِقٌ وحازُوقٌ وحِزَاقٌ: أسماء؛ قال:

  أقَلِّبُ طَرْفي في الفوارِسِ لا أرَى ... حِزاقاً، وعيْنِي كالحَجاة مِن القَطْرِ

  فلو بِيَدِي مُلْكُ اليَمامةِ، لم تَزَلْ ... قَبَائلُ يَسْبِينَ العَقائلَ من شَكْرِ

  قال ابن سيده: حازُوق اسم رجل من الخَوارج جعلته امرأته حِزاقاً وقالت تَرْثِيه... وأنشد هذين البيتين: أقلب طرفي... وقال ابن بري: هو لخِرْنِق ترثي أخاها حازُوقاً، وكان بنو شَكْر قتلوه وهم من الأَزْد، وقيل: البيت للحنفية ترثي أخاها حازُوقاً، قتله بنو شَكْر على ما تقدَّم؛ قال ابن سيده: وقيل إنما أراد حازوقاً أو حازقاً فلم يستقم له الشعر فغيَّره، ومثله كثير.

  وفي حديث الشعبي: اجتمع جَوارٍ فأرِنَّ وأشِرْنَ ولَعِبْن الحُزُقَّةَ؛ قيل: هي لُعْبة من اللُّعَب أُخذت من التَّحَزُّق التجمُّع.

  حزرق: حَزْرَقَ الرجلُ: انضمَّ وخضَع، وفي لغة: حُزْرِقَ الرَّجل فُعِلَ به إذا انضمَّ وخضَع.

  والمُحَزْرَقُ: السَّريعُ الغضَبِ، وأصله بالنَّبَطِية هُزْرُوقَى.

  والحَزْرَقةُ: الضيِّقُ.

  وحَزْرَقَ الرجلَ وحرْزَقَه: حبَسه وضيَّق عليه، وفي التهذيب: حبسه في السجن؛ قال الأَعشى:

  فَذاكَ وما أنْجَى من الموْت رَبَّه ... بِساباطَ، حتى ماتَ وهو مُحَزْرَقُ

  ومُحَرْزَقُ؛ يقول: حبَس كِسْرى النُّعمانَ بن المُنذِر بساباطِ المدائن حتى ماتَ وهو مُضَيَّقٌ عليه؛ وروى ابن جني عن التَّوَّزِيّ قال قلت لأَبي زيد الأَنصاري: أنتم تنشدون قول الأَعشى:

  حتى مات وهو محزرق

  وأبو عمرو الشيباني ينشده محرزق، بتقديم الراء على الزاي، فقال: إنها نَبَطِيَّة وأُم أبي عمرو نبطية فهو أعلم بها منّا.

  المؤرج: النبَطُ تسمي المحبوس المُهَزْرَقَ، بالهاء، قال: والحبس يقال له الهُزْرُوقَى؛


(١) قوله [ويروى بالخاء الخ] أي قوله حزقان في الحديث المتقدم.