[فصل الحاء]
  وحَلَّق ماءُ الحوض إِذا قلَّ وذهب.
  وحلَّق الحوضُ: ذهب ماؤُه؛ قال الزَّفَيانُ:
  ودُونَ مَسْراها فَلاةٌ خيْفَقُ ... نائي المياه، ناضبً مُحَلِّقُ(١)
  وحَلَّقَ المكُّوكُ إِذا بلغ ما يُجعل فيه حَلْقَه.
  والحُلُق: الأَهْوِية بين السماء والأَرض، واحدها حالِقٌ.
  وجبل حالق: لا نبات فيه كأَنه حُلِق، وهو فاعل بمعنى مفعول؛ كقول بشر بن أَبي خازم:
  ذَكَرْتُ بها سَلْمَى، فبِتُّ كأَنَّني ... ذَكَرْتُ حَبيباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ
  أَراد مَفْقوداً، وقيل: الحالق من الجبال المُنِيفُ المُشْرِف، ولا يكون إِلا مع عدم نبات.
  ويقال: جاء من حالق أَي من مكان مُشرف.
  وفي حديث المَبْعث: فهَمَمْتُ أَن أَطرح بنفسي من حالِق أَي جبل عالٍ.
  وفي حديث أَبي هريرة: لما نزل تحريم الخمر كنا نَعْمِد إِلى الحُلْقانةِ فنَقْطَع ما ذَنَّبِ منها؛ يقال للبُسر إِذا بدا الإِرْطاب فيه من قِبل ذَنَبِه التَّذْنوبة، فإِذا بلغ نصفه فهو مُجَزَّع، فإِذا بلغ ثُلُثيه فهو حُلْقان ومُحَلْقِنٌ؛ يريد أَنه كان يقطع ما أَرطب منها ويرميه عند الانتباذ لئلا يكون قد جَمع فيه بين البُسْر والرُّطب؛ ومنه حديث بَكَّار: مرّ بقوم يَنالُون من الثَّعْد والحُلْقان.
  قال ابن سيده: بُسرة حُلْقانة بلغ الإِرْطاب قريباً من النُّفدوق من أسفلها والجمع حُلْقانٌ حلْقها، وقيل: هي التي بلغ الإِرطاب ومُحَلْقِنة والجمع مُحَلْقِنٌ.
  وقال أَبو حنيفة: يقال حلَّق البُسر وهي الحَواليقُ، بثبات الياء؛ قال ابن سيده: وهذا البناء عندي على النسب إِذ لو كان على الفعل لقال: مَحاليق، وأَيضاً فإِني لا أَدري ما وجه ثبات الياء في حَواليق.
  وحَلْق التمرة والبُسرة: منتهى ثُلثيها كأَن ذلك موضع الحلق منها.
  والحَلْقُ: حَلْقُ الشعر.
  والحَلْقُ: مصدر قولك حَلق رأْسه.
  وحَلَّقوا رؤُوسهم: شدّد للكثرة.
  والاحْتِلاقُ: الحَلْق.
  يقال: حَلق مَعَزه، ولا يقال: جَزَّه إِلا في الضأْن، وعنز مَحْلوقة، وحُلاقة المِعزى، بالضم: ما حُلِق من شعره.
  ويقال: إِن رأْسه لَجيِّد الحِلاق.
  قال ابن سيده: الحَلْق في الشعر من الناس والمعز كالجَزّ في الصوف، حلَقه يَحلِقه حَلْقاً فهو حالقٌ وحلاقٌ وحلَقَه واحْتَلَقه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
  لاهُمَّ، إِن كان بنُو عَمِيره ... أَهْلُ التِّلِبِّ هؤلاء مَقْصُوره
  (٢)، فابْعَثْ عليهم سَنةً قاشُورة ... تَحْتَلِقُ المالَ احْتلاقَ النُّوره
  ويقال: حَلق مِعْزاه إِذا أَخذ شعرها، وجزَّ ضأْنَه، وهي مِعْزى مَحْلُوقة وحَلِيقة، وشعر مَحْلوق.
  ويقال: لحية حَليق، ولا يقال حَلِيقة.
  قال ابن سيده: ورأْس حليق محلوق؛ قالت الخنساء:
  ولكني رأَيتُ الصبْر خَيْراً ... من النَّعْلَينِ والرأْسِ الحَلِيق
  والحُلاقةُ: ما حُلِقَ منه يكون ذلك في الناس والمعز.
  والحَلِيقُ: الشعر المحلوق، والجمع حِلاقٌ.
(١) قوله [مسراها] كذا في الأصل، والذي في شرح القاموس مرآها.
(٢) قوله [مقصورة] فسره المؤلف في مادة قصر عن ابن الأَعرابي فقال: مقصورة أي خلصوا فلم يخالصهم غيرهم.